الراحلون وإن طال الغياب بهم..باقون في القلب لا غابوا ولا رحلوا

14:45 30/06/2015
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • عضو فريق إبداع سبورت 360 بلال ربع

    ** هذا المقال مقدم من فريق إبداع 360، وهو فريق من الكتاب المميزين الناشطين في شبكات التواصل الاجتماعي، من غير العاملين بشكل دائم في المجال، حيث وجدوا في هذا الفريق مظلة تخرج أفضل ما لديهم لينشروا أفكارهم ويفيدوا الجمهور العربي.

    كثيرة هي أسماء لاعبين كرة القدم هذه الأيام ,قليلة هي تلك التي تترك بصمة في داخلنا ,تجعلنا لا ننساهم أبدا ما حيينا,حتى الذين تركونا كثيرون, لكنهم غادروا على مراحل وكأنهم يهونون علينا الصدمة ويخففون علينا ألم الفراق .

    إلا أسماء هذا الموسم ,كانوا كالطيور المهاجرة التي دائما ما تغادر أسرابا أسرابا  .

    سرب طيور هذا الموسم حمل العديد من الأسماء التي لم تعد تلعب لفريقها الذي اعتدنا عليهم يرتدون قميصه منذ نعومة أظافرهم ،أسماء سأكتب عنها هذه المرة من قلبي وليس من منطلق عشقي للكرة وللتحليل الكروي.

    يقول جاتوسو لاعب الميلان السابق ولاعب المنتخب الإيطالي  "عندما أرى الكرة بين أقدام بيرلو فإنني دائما ما أسأل نفسي هل أنا لاعب كرة قدم.

    بشعره الطويل كحلمه,بصمته  ,وبدقة تمريره بيرلو صاحب نظرية أن العمر مجرد رقم  ,كان واضحا عليه منذ الصغر بأن  مستقبلا مشرقا سيكون بانتظاره ,بقدوته الوحيدة باجيو كان بيرلو يتدرب كل يوم ليصبح كنجمه الأول,وفي عام 1998 صرح للإعلام بعد توقيعه مع الانتر قادما إليهم من بريشيا "كنت دائما أهتف للإنتر وكنت دائما أعلم بأنني سأصبح نجما مثلا باجيو .

    لكن حتى مع الانتر لم يسطع نجمه كثيرا نظرا لتواجد الظاهرة رونالدو ,لذا تطلبت الأمور أن يكون الإبهار هذه مختلفا فقد انتقل للميلان ,فأخبره أنشلوتي بأنه سيكون مختلفا هذه المرة وسيلعب كلاعب ارتكاز مهمة لاعب الارتكاز في تلك الأيام كانت تعني إفساد الهجمات وقطع الكرات ,لكن هذه المرة كلاعب ارتكاز صانع للهجمات وليس مفسدا لها .

    وهنا تغيير مفهوم الكرة الايطالية ,وقدم أنشيلوتي خدمة العمر لمارتشيلو ليبي  في كأس العالم عام 2006 لتحرز ايطاليا اللقب بعدها تجاوزها ألمانيا في الأشواط الاضافيه بهدفين سجل جروسو أولهما عن طريق فرصة في الدقيقة 118 من صناعة بيرلو ,ليعود ويسجل ركلة جزاء في المباراة النهائية ويمهد الطريق لجروسو للتتويج إيطاليا باللقب.

    ومع رحيله لليوفي أثبت أن تقدمه بالعمر ما هو إلا مجرد إشاعة وأنه مهما حصل سيبقى بيرلو صانع الفارق دائما واسما سيتذكره الجميع ,ولشدة حب إهداءه جماهير اليوفي لقب الأبطال قبل رحيله  بكى  أمامهم عندما خسر اللقب لصالح برشلونه,لكنه لم يعلم  بأن مشجعي الكرة بمختلف إنتمائاتهم بكوا على دموعه.

    القائد الصامت الذي حرمت منه الكرة الذهبية.كان لازما علينا أن نخترع جائزة باسمه  لأنه أحد الرجال القلائل الذين زرعوا الحب والاحترام في قلوب كل المشجعين.

    طائر أخر رحل عنا هذا الموسم ..فإذا نظرت حولكباحثا عن  المعنى الحقيقي للوفاء فأعلم أنك ستجد القليل من الوفاء في زمننا هذا إلا في كرة القدم ,ستجد الكثير من الأساطير الحية التي تجسد هذا المعنى أحدها الأسطورة الحية للريدز ولكتيبة الأسود الثلاثة "ستيفن جيرارد".

    "إسطنبول, الروح, الصمت في حرم الجمال جمال"أجمل ثلاث كلمات تصف المعنى الحقيقي لأبن ليفربول.

    نهائي دوري الأبطال عام 2005 في اسطنبول أعادة برأسية أمام الميلان فريقه إلى الحياة مرة أخرى ,ليهدي اللقب الخامس لفريقه في دوري الأبطال.

    أحسست بروحه بعد أن ذرف الدموع على ضحايا واقعة هيسبورو في ذكرها الخامسة والعشرين التي أودت بحياة أكثر من 96 مشجعا لليفر أحدهم إن عم الأسطورة الحية. وأحسست بروحه أكثر عندما انهمرت  دموعه وهو يودع جماهير الريدز  بعد 17 عاما من الوفاء .

     لن تجد أكثر من الصمت معبرا عن هذا الوفاء فهو أجمل ما يمكن أن يحدث عندما ترى لاعبا رفض كل الأموال من أندية تشكل حلما لكل لاعب ,عروضا من ميلان من تشلسي ومن ريال مدريد وغيرها  من أندية القارة العجوز .

    كل تلك الأمور لحظات لن تنساها جماهير ليفربول وكل تلك الروح التي كان يؤدي بها أمر لا يمكن التغاضي عنه أبدا .

    فوداعا يا من تعلمت منه كيف تكون الروح وكيف يكون الوفاء.

    فأن كان للوفاء كلمة أخرى تصفه فلا ولن تجد كلمة تجسد معناه سوى "جيرارد" ،كثيرون منا من شجعوا فريقا فقط لأجلهم لآجل أسماء تجعلك تعشق  فريقا بأكمله ليس على جسده أوشام ,لا يصبغ شعره وليس فارع الطول ويبدو عليه اللباس الرسمي فضفاضا "المايسترو " .

    واحدا من رجالات الثلاثية مرتين ,وأحد رجالات السداسية التي لو بقي في برشلونه حتى الآن لاختصرنا الحديث أكثر وقلنا عنه أحد رجالات السداسية على مرتين "تشافي هيرنانديز".

    يقول :"وصلت إلى برشلونه قبل 25 عام ولم أتخيل حتى في أحلامي أنني سأحقق  كل تلك الأمور التي حصلت هنا ,لن أقول وداعا بل سنراكم لاحقا "

    لعب مع الفريق الأول 505مباراة في الدوري حصد مع برشلونه الأخضر واليابس   وحقق معه 4 من أصل 5 بطولات في دوري أبطال أوروبا وخاض 133 مباراة مع المنتخب وتوج معه بكأس العالم وأمم أوروبا مرتين وكأس العالم للشباب .

    فريق برشلونه فقد عازفا أخر نهاية هذا الموسم وفقد لحنا أطرب الجماهير لسنوات طويلة ,تشافي الآن تلاشى كالحلم  ورحيلكم لا يعني النهاية ,رحيلكم لا يعني موتكم, ولا موت الحكاية ,أملك كثيرا ,وأكتب كثيرا .عن أبطال يشبهونكم رجال رائعين حتى بعد رحيلكم,سنعزف لحنا حزينا على فراقكم وسنقف دقيقة صمت على رحيلكم  ,فمرحبا بكم في عالم لا تعرفونه ولا يعرفكم.

    للمشاركة في فريق إبداع سبورت 360 اضغط هنا

    أقرأ أيضاً جميع أبداعات فريق سبورت 360 اضغط هنا

    كلمات مفتاحية