الزومبا أكثر تأثيرا أم الأجهزة

منذ أن بدأت رقصة الزومبا في الظهور في قارة أمريكا اللاتينية في نهاية القرن الماضي وبالتحديد في عام 1990، وهي تتخذ تطورات سريعة، ومتلاحقة جعلتها، أحد أساليب التنحيف المهمة في العصر الحديث، فمن رقصة شعبية لاتينية، إلى تمارين للياقة البدنية مملوكة بعلامة تجارية لشخص يدعى بيتو بيريز، ثم برنامج لياقة بدنية متكامل لملايين الأشخاص حول العالم.

ولكن هل تغني تلك الرياضة الراقصة، عن الآلات الرياضية، وهي الطريق المعتاد لبناء وتقوية العضلات في الجسم؟، الأمر يحتاج مزيد من الوقت لتحتل تلك المكانة بشكل كامل.

ويمكن تعريف الزومبا بأنها عبارة عن ساعة كاملة من الرقص الإيقاعي، وتشتمل تلك التدريبات على الموسيقى مع الإيقاعات السريعة والبطيئة وهي مأخوذة من أساليب الرقص اللاتينية الشهيرة مثل كومبيا، والسالسا، وميرينجو، ومامبو، والفلامنكو، وتشا تشا، ولاب، وسوكا، والسامبا، وموسيقى الهيب هوب، موسيقى فأس و التانجو وحركات رياضية مختلفة.

الغريب أن هذا الخليط الساحر من الرقصات له العديد من الفوائد في مجال حرق السعرات الحرارية فهو يعمل على :ـ

1) حرق 600 سعر حراري خلال ساعة من الرقص، حيث وجدت الدراسات الحديثة أن الزومبا قادرة على حرق 9.5 سعر حراري في الدقيقة الواحدة.

2) يعمل على شدّ البطن وحرق الدهون في وقت سريع.

3) رفع معدلات الأيض وبالتالي الحصول على جسم متناسق ورشيق.

4) تحريك معظم أجزاء الجسم فينتج عن ذلك فقدان للوزن في كل المناطق، وليس منطقة واحدة.

والزومبا تعتبر تجربة رياضية مختلفة، فالمقاومة فيها ليس أوزان بل حركات جسدية راقصة، قد تبدو عشوائية لبعض الناس، لكنها مدروسة وممنهجة بشكل عشوائي يتفاعل مع الموسيقى التي يسمعها الرياضي، لتعمل على تطوير جسمه بدنيًا.

وهي تعتبر من فئة التمارين الهوائية النشيطة الممتعة للكثيرين، خاصة من يحب الموسيقى اللاتينية في الأساس، ويتفاعل معها بشكل إيجابي.

ويحاول البعض أن يعقد مقارنات بين الزومبا وبين التمارين التي تعتمد على آلات رياضية مثل الجري على آلة المشي داخل الجيم، فالزومبا رياضة راقصة ممتعة يمارسها الجميع دول كلل أو ملل، كما أنها تتميز بكونها سهلة الممارسة لكل الفئات ومستويات التحمل المختلفة، بالإضافة إلى أنها توفر المال والوقت المهدران في الصالة الرياضية، فكل ما تحتاجه هو قرص DVD تستمع من خلاله للموسيقى اللاتينية وتقوم بعدها بالرقص مباشرة.

وفيما يتعلق بالسعرات الحرارية، فتقول دراسة حديثة لجامعة هارفرد أن الجري على الآلة يحرق ما بين 450 إلى 500 سعرة حرارية في 60 دقيقة، وإذا كنت تمشي بسرعة أربعة أميال في الساعة، فسوف تحرق ما بين 240 و 356 سعرة حرارية في الساعة، أما لو كنت تقوم بمزيج من المشي والركض، فأنت تحرق ما بين 360 و 532 سعرة حرارية في الساعة. مع إمكانية إضافة الأوزان لتحصل عضلات الذراعين على مكاسب بدنية.

أما الزومبا، فهي تمنح النشاط والقوة لمختلف أجزاء الجسم، وتقول نفس الدراسات أن الرقصة العادية تحرق 446 سعر حراري في الساعة للشخص الذي يزن 155 رطل بوتيرة عادية، ومع التسريع فسوف يتم حرق المزيد من السعرات الحرارية لتصل إلى 11.4 سعر في الدقيقة، وهو ما يعني أنه مع زيادة النشاط لـ 45 دقيقة يتضح الفارق الكبير بين الزومبا والجري على الآلة.

وبخلاف السعرات الحرارية، نجد أن الزومبا لا تحتاج إلى أي معدات أو أدوات مساعدة، فقط كل ما تحتاجه قرص DVD لسماع الموسيقى وملابس وأحذية مريحة للحركة، عكس التمرين على آلات الذي يحتاج ملابس رياضية مناسبة وأحذية رياضية ومنشفة وزجاجة مياه، مع جهاز لرصد معدل ضربات القلب.

ورغم الشعبية الكبيرة التي حصدتها الزومبا خلال الفترة الأخيرة وانتشارها في العديد من دول العالم كأسلوب جديد للتنحيف إلا أن البعض لازال على عهده القديم في القيام بتمارين الجيم المعتادة والاعتماد على الآلات الرياضية التقليدية، معتمدا على حقيقة أنه إذا كانت الزومبا قادرة على إنقاص الوزن فقط، فالأوزان لها ميزة إضافية وهي بناء العضلات.