خرافات بداية الموسم.. رونالدو الفاشل وبنزيما الهداف!

محمود حمزة 21:53 02/09/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    كيف سينتهي الموسم؟ من سيفوز بلقب الدوري في إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا؟ من سيفوز بلقب دوري أبطال أوروبا؟ ما الصفقات الناجحة؟ وما أسوأ الصفقات؟ ومن سيسجل كثيراً من الأهداف؟

    من المنطقي ألا نعرف إجابات تلك الأسئلة الآن، ولكن كثيراً من الناس يعرفونها، أو يعتقدون أنهم يعرفونها! وإذا لم تكن تعرف الإجابات الصحيحة، فيجب أن تشعر بالقلق!

    كيف يعرفون الإجابات؟ بعضهم يعرف ما سيفعله هذا النادي عندما يلقي نظرة على صفقاته في سوق الانتقالات فقط! وهذه النظرة تكفي ليعرف سيناريو الموسم، وأي مركز سيحتل، وكم هدفاً سيسجل، ومن سيسجل الأهداف، والدقيقة التي سيسجَّل فيها كل هدف!

    وبعضهم يستطيع أن يستنتج كل هذه المعلومات بسهولة عندما يشاهد أداء الفريق.. في أول ربع ساعة من الموسم! وإذا كنت تحتاج إلى وقت أكثر من ذلك، فيجب أن تشعر بالقلق!

    ولا يقتصر الأمر على الجماهير فقط، بل يشمل المحللين والخبراء.. واللاعبين أنفسهم! وكل من يكرهون الإجابة التي تقول “لا أعرف”.. رغم أنها إجابة رائعة! ومناسبة تماماً لمن يعتقدون أنهم يعرفون كل شيء!

    هل سيواصل محمد صلاح تألقه مع ليفربول في هذا الموسم أيضاً، أم كان مجرد طفرة موسم واحد؟! من المنطقي ألا نعرف إجابة هذا السؤال في بداية الموسم، قد يكرر صلاح ما فعله في الموسم الماضي، وقد لا يكرره، وقد يقدم ما هو أفضل، ولكننا لن نعرف ذلك الآن!

    ورغم ذلك، وفور تسجيل اللاعب المصري أول أهدافه في هذا الموسم بعد مرور 19 دقيقة فقط من أول مباراة، كتب اللاعب الإنجليزي السابق والإعلامي الرياضي الشهير جاري لينيكر تغريدة يسخر فيها من الذين يزعمون أن صلاح طفرة موسم واحد! هل تسجيل هدف في المرمى الخالي بعد 19 دقيقة يدل على ما سيحدث طوال الموسم؟!

    في بداية الموسم يصل التفاؤل الممزوج بالثقة إلى مستويات قياسية، وبدون أسباب منطقية! ولذلك نجد داني إنجز يراهن محمد صلاح على أنه سيسجل أهدافاً أكثر منه في هذا الموسم، بعد انتقاله من ليفربول إلى ساوثهامبتون!

    يعتقد إنجز أنه سيتفوّق على صلاح لأنه سيلعب باستمرار مع فريقه الجديد، وكأنها المرة الأولى التي سيلعب فيها أساسياً! ويتجاهل اللاعب الإنجليزي تسجيل لاعب الريدز 32 هدفاً في البريميرليج في الموسم الماضي، بينما سجل فريق ساوثهامبتون كله 37 هدفاً فقط!

    ربما يفوز داني إنجز بهذا الرهان، ولكن فوزه لا يعني أن توقعه كان منطقياً، أو أن المعطيات الحالية تدل على أنه سيفوز! وهذا النوع من الرهانات لا يخسر أبداً، إذا فاز فإن فوزه سيُعد إنجازاً، وإذا لم يفز فسيكون موقفه طبيعياً، لأنه خسر أمام لاعب تفوّق على هاري كين وسيرجيو أجويرو!

    في الدوري الإنجليزي يعتقد كثير من جمهور ليفربول أن فريقه سيفوز باللقب بسبب صفقاته، ثم بسبب بدايته القوية، وانضم إليهم بعض جمهور تشيلسي بعد فوز فريقه بمبارياته الأولى مع المدرب ماوريتسيو ساري، المدرب الذي يهاجم بالفريق كله.. رغم أنه إيطالي!

    وبدأ تفاؤل جمهور توتنهام أيضاً بعد فوز فريقه بأول ثلاث مباريات، وسيتراجع هذا التفاؤل مع خسارة المباراة الرابعة اليوم، ولكن جمهور واتفورد انضم إلى المتفائلين الذين يستهدفون اللقب لأن فريقه أيضاً فاز بكل مبارياته حتى الآن!

    نستطيع أن نجد أسباباً كثيرة تجعل أحد الأندية مرشحاً للفوز بالدوري، ولكن الفوز بأول ثلاث أو أربع مباريات ليس سبباً كافياً بالتأكيد، إلا من وجهة نظر بعض العباقرة الذين يستطيعون توقع البطل.. بعد أول هدف يسجله في الموسم!

    ونجد من يستبعدون مانشستر سيتي من المرشحين للفوز باللقب لأنه ابتعد عن المركز الأول بتعادله مع وولفرهامبتون، رغم أنه تعادل في تلك المباراة لأن ويلي بولي لاعب وولفرهامبتون سجل هدفاً بيده في مرمى فريق بيب جوارديولا! نستطيع أن نسخر من هذا الهدف، أو أن نطالب باستخدام تكنولوجيا الفيديو، ولكننا لا نستطيع أن نستنتج منه خروج فريق من المنافسة!

    في بداية الموسم، ومع استخدام تكنولوجيا الفيديو في الدوري الإسباني، يشعر جمهور ريال مدريد بالتفاؤل لأن فريقه لن يتعرض للظلم، ولأن الحكام لن يساعدوا برشلونة، ويشعر جمهور برشلونة بالتفاؤل لأن فريقه لن يتعرض للظلم، ولأن الحكام لن يساعدوا ريال مدريد!

    بدأت احتفالات مشجعي الفريقين قبل أن يبدأ الموسم، الجميع متأكدون من أن فريقهم سيكون المستفيد من التكنولوجيا، قبل أن ينتظروا رؤية النتيجة، لأنهم يعرفون النتيجة! وإذا لم تكن تعرف النتيجة، فإنك لست مشجعاً أصيلاً!

    لعب كريستيانو رونالدو ثلاث مباريات مع يوفنتوس في بداية الموسم دون أن يسجل، وأطلق كثير من الجماهير الأحكام النهائية على تجربته كلها.. بعد الشوط الأول من أول مباراة! إذا لم يسجل في الشوط الأول، فلن يسجل طوال الموسم، ولن يسجل أبداً! الأمر واضح!

    ثم بدأت سخرية المقارنات، كريم بنزيما أصبح يسجل أهدافاً أكثر من أهداف رونالدو، وجاريث بيل.. وسيرجيو راموس أيضاً! وهذا يعني أن البرتغالي كان يسجل الأهداف لأنه كان يلعب في الريال فقط، والدليل؛ المباريات الثلاث!

    تجاهل الساخرون فترات سابقة لرونالدو مع ريال مدريد بلا أهداف، وتجاهلوا بدايته السيئة في الموسم الماضي مع الملكي، عندما كان باولينيو يتفوق عليه! بل كان باولينيو يسجل بمفرده مثل ثلاثي الـ بي بي سي مجتمعين! فكيف انتهى الموسم؟ هل أصبح باولينيو مرشحاً للكرة الذهبية؟!

    bbc

    وتجاهل الساخرون حقيقة أخرى، وهي أنها ليست المرة الأولى التي يتألق فيها بنزيما في مبارتين أو ثلاث أو أربع، بل إنه يفعل ذلك في كل موسم! ولكنه لا يستمر، فهل سيستمر في هذا الموسم؟! ربما نعم، وربما لا، ولا علاقة بين إجابة هذا السؤال، وبين أول ثلاث مباريات!

    لماذا تراجع مستوى رونالدو؟ ربما بسبب تقدمه في العمر، أو بسبب أسلوب لعب يوفنتوس، أو مجرد انخفاض مؤقت في مستواه، أو لأنه خرج من الريال، أو لأنه انتهى بالفعل.. أو اقترب من نهايته! ولكي نعرف التفسير الصحيح، فإننا نحتاج إلى أكثر من ثلاث مباريات بالتأكيد!

    أشياء كثيرة لن نعرفها إلا في نهاية الموسم، ولكن كثيراً من الناس يعرفونها الآن، ومن الطبيعي أن يتحقق جزء من توقعاتهم ويفوز بعضهم في النهاية، لأن هؤلاء المتفائلين ليسوا فريقاً واحداً، ولذلك.. فإنهم يتوقعون كل الاحتمالات تقريباً!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى