الظلم يُفسد متعة الدوري الإنجليزي!

محمود حمزة 05:17 21/08/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    بدأ الدوري الإنجليزي الممتاز، أكثر دوريات العالم إثارة ومتعة، ولكنه سيفقد كثيراً من متعته في هذا الموسم!

    العدل جزء من متعة كرة القدم، والظلم يفسد هذه المتعة، والقرارات الصحيحة تحقق العدل، وأخطاء الحكام تحقق الظلم، ولكن كثيرين يقولون إن أخطاء الحكام جزء من متعة كرة القدم!

    لماذا سيفقد البريميرليج كثيراً من متعته؟! لطالما استمتعنا به في المواسم الماضية بدون تكنولوجيا الفيديو، فما الجديد في هذا الموسم؟! الجديد هو أننا شاهدنا استخدام هذه التكنولوجيا في كأس العالم، أهم بطولة على الإطلاق، وشاهدنا العدل يتحقق بفضلها، واعتدنا استخدامها، ورأينا أقل نسبة من أخطاء الحكام في المونديال، وسنشاهد استخدامها في دوريات أخرى، ولكننا لن نشاهدها في إنجلترا!

    يوجد اختلاف كبير بين غياب الشيء قبل استخدامه، وغيابه بعد استخدامه، ماذا سيحدث إذا اختفت الهواتف الذكية؟! ستتحول حياتنا إلى جحيم! رغم أننا كنا نعيش حياةً طبيعيةً بدونها قبل ظهورها، ولكن بعدما اعتدنا وجودها، لن نستطيع أن نعيش بدونها كما كنا نعيش في الماضي.

    قبل استخدام تكنولوجيا الفيديو، كنا نشاهد أخطاء الحكام المصيرية التي تغير مسار مباراة أو مسار بطولة بالكامل، ونتمنى لو كان الحكم يستطيع أن يغير قراره، وكنا نشاهد ما حدث في الإعادة، فنتمنى أن يشاهده الحكم ليتخذ القرار الصحيح، ولكنها كانت أمنية مستحيلة، ثم أصبح الأمر ممكناً، ثم أصبح واقعاً، فلماذا نجعله يظل مستحيلاً؟!

    مع التكنولوجيا نشاهد الحكم يتخذ قراراً ظالماً ثم يتراجع عنه ويمنح الحق لمن يستحقه، وعندما نشاهد هدفاً غير قانوني، أو هدفاً صحيحاً لا يحتسبه الحكم، فإننا نعلم أن القرار الظالم غالباً سيُلغى، وإذا لم يُلغى، فعلى الأقل كان الأمل موجوداً، وسيظل موجوداً في مواقف الظلم التالية، ولكن في الدوري الإنجليزي، يبدو أنهم يكرهون العدل.. ويكرهون الأمل!

    صوتت الأندية الإنجليزية ضد استخدام تكنولوجيا الفيديو في الدوري الإنجليزي هذا الموسم، تلك البطولة التي قد يفوز بها فريق أو يهبط منها أو يتأهل إلى بطولة أوروبية.. بسبب هدف أو نقطة! رغم أن التكنولوجيا أنقذتهم من قرارات ظالمة ومشكلات كبيرة، بفضل تكنولوجيا خط المرمى التي احتسبت أهدافاً صحيحة لم تكن لتُحتسب، وألغت أهدافاً غير صحيحة لم تكن لتُلغى، فلماذا يصوتون ضد شيء يفيد ولا يضر؟!

    إذا كانوا لا يريدون إهدار الوقت في المباريات، فإن التكنولوجيا لا تهدر الوقت بالقدر الذي يتصوره معارضو استخدامها، ولا تؤدي إلى احتساب 15 دقيقة من الوقت المحتسب بدل الضائع في كل شوط! بالإضافة إلى أنها توفر كثيراً من الوقت الذي يضيع في اعتراض اللاعبين، فعندما يتخذ الحكم قراره بعد استخدام التكنولوجيا، يرضى به اللاعبون، أما بدونها، فإنهم يعترضون كثيراً، وهذا يعني أن الوقت يضيع في كل الأحوال!

    يخطئ الحكام كثيراً في بطولة الدوري الإنجليزي، ويعترض اللاعبون والمدربون بثقة كبيرة لأن الكاميرات تفضح تلك الأخطاء، وخاصة جوزيه مورينيو الذي يوجه اتهاماته إلى الحكام دائماً كلما خسر! ونريد أن نعرف؛ إذا استُخدمت تكنولوجيا الفيديو، فهل سيعترض مورينيو على قراراتها ويتهمها بالظلم؟!

    من يكرهون التكنولوجيا قد يحبونها عندما يعرفون فائدتها، ونذكر ما قاله يان فيرتونخين مدافع توتنهام عندما احتُسب هدفه في مرمى نيوكاسل في الجولة الأولى بفضل تكنولوجيا خط المرمى، قال: “أنا سعيد بالتكنولوجيا، لم أكن محباً للتكنولوجيا في كرة القدم، ولكنني الآن أحبها”!

    ربما يصبح فيرتونخين أكثر سعادةً إذا استُخدمت تكنولوجيا الفيديو أيضاً مع تكنولوجيا خط المرمى، ولكن؛ هل قال ما قاله لأن التكنولوجيا حققت العدل، أم لأنه استفاد من هذا العدل؟!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى