التكنولوجيا تستحق الشكر في كأس العالم!

محمود حمزة 06:49 30/06/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هجمة مرتدة سريعة” هي النسخة المصغرة من “هلوسة كروية”، سخرية وفكاهة، وضحك وتفاهة! لا أكثر ولا أقل، ولذلك لا يجب أن يتعامل معها القارئ بجدية، حتى لا يصبح كمن ينتظر أحداثًا واقعية، بينما يشاهد إحدى حلقات توم وجيري!

    انتهى دور المجموعات من كأس العالم 2018، وحُسم أمر الـ16 منتخباً المتأهلة إلى الدور التالي الذي سيبدأ اليوم، وسيُحسم أمر المنتخبات المتأهلة إلى ربع النهائي، ثم إلى نصف النهائي، حتى نعرف الفائز بأغلى الألقاب، ولكن؛ من المهم أن يتحقق هذا الفوز.. بالعدل!

    شهد مونديال روسيا استخدام التكنولوجيا لمساعدة الحكام على اتخاذ القرارات الصحيحة، وشاهدنا كثيراً من القرارات الظالمة التي كانت لتغير مصير منتخبات ومسار البطولة تماماً، لكن هذه القرارات أُلغيت.. بفضل التكنولوجيا! وذهب الإنصاف إلى من يستحقه، وتأهل من يستحق، وخرج من يستحق، باستثناء بعض الظلم الذي حدث لأن الحكم رفض استخدام التكنولوجيا، وهذا خطأ بشري من الحكم، والتكنولوجيا بريئة منه!

    بدون استخدام التكنولوجيا كنا لنشاهد منتخبات تصعد رغم أنها لا تستحق، ومنتخبات تحتل المركز الأول رغم أنها تستحق المركز الثاني، ومنتخبات تخرج رغم أنها تستحق الصعود، ولن يفيد الاعتراض والشجب والإدانة، ثم يتجاهل كثيرون الظلم الذي شاهدوه، ليستمتعوا بالمباريات الأخرى! ثم يُقال: “أخطاء الحكام جزء من متعة كرة القدم“! وفي النهاية سيُقال: “فاز باللقب من يستحقه”! حتى لو كان لا يستحق عبور دور المجموعات!

    الأمثلة كثيرة، ومنها هدف منتخب كوريا الجنوبية الأول في مرمى منتخب ألمانيا، والذي ألغاه الحكم ثم عاد واحتسبه بعدما شاهد اللقطة في الفيديو، ولو لم يحتسبه فلربما سجلت ألمانيا هدفاً بعده ثم تأهلت إلى دور الـ16.. ثم فازت بكأس العالم! ثم يتحدث المحللون عن أسباب هذا الإنجاز.. المستحق! ويؤكدون أنه تحقق بسبب الالتزام والانضباط والتخطيط والجودة الألمانية، ولأن المستحيل ليس ألمانياً! ولن يتحدث أحد عن الهدف الملغى!

    وفي مباراة منتخب السنغال ومنتخب كولومبيا، احتسب الحكم ضربة جزاء للمنتخب الإفريقي، ثم ألغى قراره بعد الاستعانة بالفيديو، ثم خرجت السنغال بسبب نقاط اللعب النظيف! ولولا التكنولوجيا لخطف المنتخب السنغالي تأهلاً لا يستحقه من الناحية القانونية، وأمثلة أخرى كثيرة توضح أهمية التكنولوجيا وتأثيرها الإيجابي الذي يتفوق كثيراً على تأثيرها السلبي، ولو تحقق العدل في كل بطولات كرة القدم السابقة لتغير كثير من أبطالها! ويجب أن نقول: “العدل جزء من متعة كرة القدم”!

    يتحدث كثير من معارضي استخدام التكنولوجيا عن الوقت الذي يضيع لكي يتأكد الحكم من القرار الصحيح، يرفضون ضياع هذا الوقت، لكنهم يتقبلون ضياع مجهود فريق بسبب قرار خاطئ! ولا يلاحظون أن الوقت الذي يضيع في استخدام التكنولوجيا يوفر الوقت الذي يضيع في اعتراض اللاعبين! والفارق بينهما ليس كبيراً، ولم يصل الوقت المحتسب بدل الضائع بسبب التكنولوجيا.. إلى نصف ساعة في كل شوط!

    عندما يتخذ الحكم قراره بعد مشاهدة اللقطة، يتقبله اللاعبون ولا يعترضون إلا قليلا، ومن الواضح أن كثيراً من المشاهدين يحبون مشاهدة توقف المباريات بسبب اعتراض اللاعبين، ويكرهون التكنولوجيا لأنها قضت على كثير من تلك المشاهد! لكن التكنولوجيا لا تستحق هذا الهجوم، بل تستحق أن نشكرها لأنها حققت قدراً كبيراً من العدل في هذا المونديال، وما كان ليتحقق لولاها!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى