تشيلسي لم يخطئ عندما باع محمد صلاح!

محمود حمزة 06:13 29/04/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    لم يُمنح فرصة المشاركة بشكل أساسي مع تشيلسي، فانتقل إلى إيطاليا وتألق في فريقين هناك، ثم عاد إلى إنجلترا مرة أخرى، تصحبه بعض التساؤلات!

    ماذا سيفعل في هذه المرة؟ هل سيرد على ناديه القديم الذي استغنى عنه؟ هل سيثبت أنه يستطيع أن ينجح في الدوري الإنجليزي؟ هل سيندم لأنه عاد إلى إنجلترا؟!

    عندما عاد محمد صلاح إلى إنجلترا لم يكن نفس اللاعب الذي غادرها، ولم يكن أيضاً هو نفس اللاعب الذي يلعب في ليفربول الآن! إذا كان الكلام السابق غير مفهوم، فهذا أمر طبيعي، لأن ما فعله المصري هو شيء غير مفهوم!

    عاد إلى إنجلترا لينجح في تجربته الثانية هناك، لكنه لم ينجح فقط، بل تحول إلى آلة بشرية مدمرة، واستطاع أن يغزو الملاعب الإنجليزية، ثم الملاعب الأوروبية، والآن يهدد أفضل لاعبين في العالم؛ رونالدو وميسي!

    بعيداً عن العاطفة؛ من كان يتوقع أنه سيصبح هداف الدوري الإنجليزي وأفضل لاعبيه في أول موسم له مع الريدز؟! من كان يتوقع أنه سيصبح واحداً من أفضل لاعبي العالم بهذه السرعة؟! من كان يتوقع أن يرتبط اسمه بالكرة الذهبية التي لا يفوز بها إلا لاعبان فقط؟!

    وبعد هذا النجاح الكبير، كثرت السخرية من تشيلسي وجوزيه مورينيو بسبب الاستغناء عن هذه الظاهرة، ولذلك رد المدرب البرتغالي مدافعاً عن نفسه ومؤكداً أنه اشترى صلاح ولم يبعه، ولكن إدارة النادي هي التي قررت بيعه!

    هل أخطأ تشيلسي عندما باع محمد صلاح؟! هل كان اللاعب الذي باعه تشيلسي هو نفس اللاعب الذي يلعب الآن في ليفربول؟! أو هل كان مستواه في ذلك الوقت يدل على أنه سيصل إلى مستواه الحالي؟!

    عندما كان صلاح يلعب مع تشيلسي كان في العالم كثير من الأجنحة الذين يتفوقون عليه، ونستطيع بسهولة -ودون تفكير- أن نذكر كثيراً من الأسماء، أما صلاح الحالي، فقد تجاوز كل هؤلاء الأجنحة تقريباً بمسافة كبيرة، وتزداد المسافة بينه وبينهم باستمرار، ولو نظر خلفه.. فلن يراهم!

    في تشيلسي كان محمد صلاح يمتلك قدرات تبشر بلاعب جيد أو جيد جداً، لكن هذه القدرات لم تكن تبشر بأفضل لاعب في الدوري الإنجليزي وأحد أفضل لاعبي العالم.. وربما أفضلهم قريباً!

    وإذا سألت جميع خبراء كرة القدم عن صلاح تشيلسي: “هل تتوقعون أن هذا اللاعب سيصبح أفضل لاعبي الدوري الإنجليزي ومن أفضل لاعبي العالم بعد ثلاث أو أربع سنوات”؟ لأجابوا جميعاً “لا”! وهي إجابة منطقية في ذلك الوقت، وليست رأياً غبياً!

    يتطور محمد صلاح بطريقة غير معتادة ولا تتكرر كثيراً، أو لا تتكرر أبداً؛ صلاح فيورنتينا أفضل من صلاح تشيلسي وبازل، وصلاح روما أفضل من صلاح فيورنتينا، وصلاح ليفربول أفضل من صلاح روما، ولم ينته التطور في ليفربول!

    استمر التطور بإيقاع مخيف! صلاح ليفربول حالياً أفضل من صلاح ليفربول في بداية الموسم، وصلاح في كل شهر أفضل من صلاح في الشهر السابق! وإذا استمر تطوره بهذه السرعة فسنقول قريباً: “صلاح في الشوط الثاني أفضل من صلاح في الشوط الأول”!

    إن هذا التطور العظيم والسريع والمستمر ليس أمراً معتاداً، ولذلك لا يجب أن نلوم من لم يتوقعه، وإذا قال أحد عن صلاح تشيلسي: “سيصبح من أفضل لاعبي العالم” لسخر منه الجميع!

    نستطيع أن نلوم تشيلسي لأنه استغنى عن نيمانيا ماتيتش أو كيفن دي بروين على سبيل المثال، أما محمد صلاح فلم يكن بيعه قراراً كارثياً في ذلك الوقت، كان من الأفضل إعارته ليتطور ثم يعود ليستفيد منه النادي بالتأكيد، ولم يكن قرار بيعه هو الأفضل، لكنه لم يكن جريمة!

    كان صلاح روما أفضل بكثير من صلاح تشيلسي، ورغم ذلك باعه النادي الإيطالي بسعر قليل في سوق انتقالات الأسعار المجنونة! ولو كان ما فعله اللاعب بعد ذلك أمراً متوقَّعاً وواضحاً لطلب روما سعراً خيالياً، ولا يجب أن ننسى أن سعر صلاح أقل من سعر جرانيت شاكا.. وشكودران موستافي!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى