الممر الشرفي.. هل يستحق السخرية أم الاحترام؟!

محمود حمزة 04:09 08/04/2018
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    لم يعد جمهور ريال مدريد يخشى خسارة لقب الدوري الإسباني في الموسم الحالي، لأنه أدرك أن فريقه خسر اللقب منذ وقت طويل! لكن جمهور النادي الملكي كان يخشى شيئاً آخر، ويعتبره أسوأ من خسارة الدوري، إنه الممر الشرفي!

    وبعدما كانت جماهير الفريقين تحسب عدد النقاط لتعرف متى سيحسم برشلونة لقب الدوري، وبعد كثير من الترقب، أكد زين الدين زيدان أن فريقه لن يقف في ممر شرفي، وهو الخبر الذي استقبله جمهور الريال وكأنه بطولة كبيرة! بينما استقبله جمهور البرسا وكأنه خسر بطولة الدوري!

    عندما يحسم فريق لقب الدوري قبل نهايته ثم يواجه فريقاً آخر، يقف لاعبو الفريق الآخر في ممر شرفي احتراماً للفريق البطل أثناء دخوله إلى أرض الملعب، وهو أمر جيد يعبر عن الاحترام والروح الرياضية، لكنه -بطريقة ما- أصبح كثيرون يعتبرونه إذلالاً ومهانة!

    إن الفريق الذي يقف لاعبوه في ممر شرفي من أجل تهنئة الأبطال لا يستحق السخرية المهينة، بل يستحق الاحترام! لأنه يُظهر الاحترام الذي يستحقه الفائز، ولأنه خسر في منافسة رياضية، ولم يخسر في قضية تتعلق بالشرف والكرامة! وإذا رفض تنظيم الممر الشرفي، فلن يتحول إلى بطل!

    ابتعد الأمر عن منطقة الاحترام المتبادل والروح الرياضية، وانتقل إلى منطقة الذل والإهانة! وأصبح مشجع الفريق الفائز يفتخر بالممر الشرفي.. أكثر من البطولات! أما مشجع الفريق الذي يقف في الممر الشرفي، فيشعر بالعار! رغم أن الأمر كله يتعلق بـ”الاحترام”!

    يزداد التعصب حدةً عندما يكون الأمر متعلقاً بناديي ريال مدريد وبرشلونة، ولم يعد الممر الشرفي في الكلاسيكو شيئاً مقبولاً، وخاصة مع الأسباب السياسية المتعلقة بقضية انفصال كتالونيا، وهي القضية التي يؤيدها أو يعارضها كثيرون من جماهير الفريقين خارج إسبانيا، رغم أنهم لا يعرفون شيئاً عنها!

    ورغم التوترات السياسية، يتصافح لاعبو الفريقين ويمزحون.. ويسخرون! ويلعبون معاً في منتخب واحد، وتجمع بين بعضهم علاقات صداقة، فلماذا أصبح الممر الشرفي مرفوضاً؟! هل يُعتبر خيانة للمبادئ؟!

    وبالإضافة إلى ذلك، عندما يفوز أحد الناديين ببطولة، يهنئه النادي الآخر على مواقع التواصل الاجتماعي، أو يرسل إليه خطاب تهنئة، وهذا أمر جيد ويستحق الاحترام.. مثل الممر الشرفي!

    وإذا افترضنا أن في إسبانيا أسباباً منطقية تجعل الممر الشرفي أمراً مخجلاً.. أكثر من الخسارة بسباعية! فهذا أمر متعلق بأهل تلك الأسباب، أما مشجعو الفريقين خارج إسبانيا وخارج أوروبا كلها، فليس من المنطقي أن يهتموا بالأمر إلى درجة تجعلهم يشعرون بالفخر أو بالمهانة لأن لاعبي فريق عبروا عن احترامهم للاعبي فريق آخر!

    نشاهد في كرة القدم جماهير فريق تصفق للاعب يدمر فريقهم، ونشاهد في الألعاب الفردية لاعباً مهزوماً يصفق للمنتصر، وأمثلة أخرى كثيرة في عالم الرياضة، وكنا نعتقد أن من يفعل ذلك يستحق الاحترام والإشادة، لكننا اكتشفنا أنه يذل نفسه! وأصبحت الخسارة مقبولة، لكن احترام الفائز مرفوض!

    كرة القدم بين الريال والبرسا فوز وخسارة، ومن ينتصر اليوم سيُهزَم غداً، ومن يسخر اليوم سيتعرض للسخرية غداً! ولا يوجد فائز دائم.. مثلما يحدث في ألمانيا أو إيطاليا! ومن يقف في ممر شرفي اليوم لا يضع نفسه في موقف مهين، بل يقدم سلوكاً رياضياً مهذباً، لكن البديهيات تغيرت، لأن كرة القدم أصيبت بأمراض خطيرة!

    هذا المقال يهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيه لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى