الفوز لا يتحقق بالصراخ.. والسرطان لا يسجل الأهداف!

محمود حمزة 01:04 27/12/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القارئ.. دون أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    رحل فينتشينزو مونتيلا، لكن النتائج السيئة لم ترحل، وجاء جينارو جاتوزو، لكنه لم يكن الساحر الذي سيغير كل شيء بصرخة واحدة كما توقع بعض جمهور ميلان!

    يبدو أن النادي العريق يختار مدربيه بطريقة طريفة، فعندما يحتاج إلى مدرب جديد يختار أحد لاعبي فريقه الذهبي الذي صعد إلى نهائى دوري أبطال أوروبا عام 2005 وفاز باللقب عام 2007!

    كلارنس سيدورف ثم فيليبو إنزاجي ثم جينارو جاتوزو.. الذي سيرحل قريباً! ويبدو أن أندريا بيرلو وريكاردو كاكا أدركا هذه الحقيقة، ولذلك أعلنا الاعتزال استعداداً للوظيفة الجديدة!

    يختلف سبب اختيار جاتوزو عن أسباب اختيار المدربين الآخرين، إذا اعتبرنا أن اختيار المدربين الآخرين له أسباب منطقية! فمن الواضح أن إدارة ميلان لم تختر هذا المدرب بسبب إعجابهم بفلسفته، أو بسبب تاريخه التدريبي العظيم! ولكنهم اختاروه بسبب الجرينتا التي يمتلكها.. سبب مقنع جداً!

    يؤمن بعض عشاق كرة القدم بأن عناصر مثل الروح القتالية والحماس والعزيمة تكفي للفوز والنجاح، دون توفير الأسباب الأخرى! ما فائدة الفلسفة التدريبية والذكاء والحكمة الكروية والقدرات الأخرى التي يحتاج إليها المدرب؟ الجرينتا وحدها تكفي!

    يعتقدون أن الفوز سيأتي عندما يصرخ المدرب في وجوه اللاعبين في التدريبات، ثم يصرخ بجانب خط التماس طوال المباراة، مع صفعات على وجوه معاونيه ولاعبي فريقه.. ولاعبي المنافسين أحياناً!

    يؤمنون بأن أنطونيو كونتي كان يفوز بسبب الجرينتا، ويتجاهلون مجهوده وعمله وأفكاره وكل ما يقدمه لفريقه من أجل الفوز، ولا يشاهدون سوى مدرب متحمس يصرخ بجانب خط التماس ويحتفل بجنون عندما يسجل فريقه هدفاً لا قيمة له!

    لماذا كانت إيطاليا تفوز بكأس العالم؟ لماذا قدمت أداءً رائعاً في يورو 2016 بدون نجوم كبار؟ كيف تفوقت على إسبانيا وصمدت أمام ألمانيا؟ يعتقدون أن الجرينتا هي السبب! وهذا الأداء الممتاز أمام إسبانيا وألمانيا سببه صراخ اللاعبين أثناء النشيد الوطني، وصراخ مدربهم المجنون خارج الملعب!

    الروح القتالية والحماس والعزيمة والإصرار لها تأثير في النتائج بالتأكيد، لكنها ليست عناصر أساسية، ولا قيمة لها إذا غابت العناصر الأساسية! لن ينجح فريق مع روح بدون جودة، وجرينتا بدون خطة، وحماس بدون رؤية، وصراخ بدون كرة قدم!

    عندما تعادل إشبيلية مع ليفربول 3-3 في اللحظات الأخيرة بعد تأخره بثلاثية نظيفة، انتشرت قصة غريبة على شبكة الإنترنت وبين الجماهير، وتأثر بها كثيرون.. إلى درجة البكاء! تقول القصة: “إدواردو بيريزو مدرب إشبيلية أخبر لاعبيه بين الشوطين أنه مصاب بالسرطان، فسجلوا ثلاثة أهداف في الشوط الثاني من أجله”!

    تحدثوا عن المباراة وكأن هذا السيناريو يحدث لأول مرة في التاريخ! انتشرت القصة بسرعة رهيبة، رغم الأخطاء الواضحة التي ارتكبها دفاع الريدز، والتي يرتكبونها باستمرار، ويستقبلون كثيراً من الأهداف بسببها، ورغم أن خيسوس نافاس لاعب النادي الأندلسي أكد أنهم كانوا يعرفون أمر المرض منذ أيام، وليس بين الشوطين، إلا أن من صدقوا القصة العاطفية لم يصدقوا نافاس!

    تتكرر مشاهد الانتقام كثيراً في الأفلام، عندما يشتعل القتال بين بطل الفيلم وعدوه الشرير في النهاية، وكالعادة يتفوق الشرير في بداية المعركة، ويستمر تفوقه طوال المعركة، ثم يتذكر البطل أن هذا الشرير قتل شخصاً يحبه، ويمر مشهد القتل أمام عينيه، فيتحول إلى سوبر مان!

    تنقلب موازين المعركة، ويشعر الشرير بالرعب! ثم ينتصر البطل رغم أنه أقل قوة من عدوه، لكنه ينتصر بفضل الطاقة الخارقة التي حصل عليها عندما استحضر مشهد القتل!

    من الواضح أن كثيراً من جماهير كرة القدم متأثرون بالأفلام! ويعتقدون أن الفوز يأتي بهذه الطريقة، ولذلك انتظروا تحولاً فورياً في أداء ميلان مع جاتوزو، لكن ميلان جاتوزو أصبح أسوأ من ميلان مونتيلا! لأن عناصر النجاح الأخرى غير متوفرة، ولأن مونتيلا أفضل من جاتوزو حتى الآن، أو لأن جاتوزو أسوأ من مونتيلا!

    مشاكل الروسونيري كثيرة جداً، وهي جزء من مشاكل الكرة الإيطالية في السنوات الأخيرة، ويحتاج حلها إلى أكثر من التعاقد مع مدرب جيد، ولا يكفي معها التعاقد مع نصف لاعبي سوق الانتقالات! فكيف ستنتهي هذه المشاكل المعقدة عندما يأتي مدرب بدون تاريخ أو فلسفة واضحة، ثم يصرخ ويقفز طوال المباراة؟!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    تابع حلقات:  هلوسة كروية  –  هجمة مرتدة سريعة  –  هدف ملغى