رحلة كارلوس تيفيز بين المال والعاطفة

محمود حمزة 13:45 01/01/2017
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • “هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!

    هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف

    المال لا يجلب السعادة! مقولة مأثورة شهيرة تحمل في ظاهرها الحكمة والقناعة، وتحمل في باطنها الدهاء أو الحماقة! عبارة يرددها الأغنياء الذين لا يعنيهم شيء أكثر من جمع المال، لكنهم يقولون مثل تلك العبارات حتى يقتنع الفقير بما لديه، ولا يطمع فيما لديهم! ويرددها الفقراء في محاولة لا إرادية لمواساة أنفسهم، لكن عندما تتاح لهم فرصة تغيير واقعهم، فإنهم لا يترددون في توديع حالة الفقر السعيدة المنعشة، والانتقال إلى حالة الثراء الحزينة البائسة!

    تبقى الكلمات السابقة مجرد وجهة نظر، وجميع وجهات النظر تحتمل الصواب والخطأ، باستثناء وجهة النظر التي تقدمها “هلوسة كروية”، لأنها لا تحتمل سوى الخطأ! لكنها مقدمة ضرورية لموضوع هذه الفقرة التي لا موضوع لها!

    في عام 2010 أعلن مهاجم مانشستر سيتي كارلوس تيفيز أنه ضاق ذرعاً بتحكم المال في كرة القدم، تحدث تيفيز بصدق أشاد به الكثيرون، رغم أنه كان يتقاضى في ذلك الوقت راتباً قدره 145,000 باوند أسبوعياً! لا بد أنه كان يعيش حالة من التقشف؛ حتى يوفر لأسرته حياة كريمة بهذا الراتب المتواضع! الأرجنتيني قال: “تعبت من كرة القدم، وتعبت أيضاً من الأشخاص الذين يعملون في كرة القدم، أتحدث بجدية، كرة القدم أصبحت تهتم بالأموال فقط، لا يعجبني ذلك، من المؤسف أن اللاعبين الصاعدين لا يريدون الفوز بالألقاب، يريدون المال وحسب”، كلام مؤثر، نتوقف هنا لحظات لنبكي!

    وعندما أراد تيفيز مغادرة يوفنتوس من أجل العودة إلى بوكا جونيورز، عرض عليه النادي الإيطالي زيادة راتبه لكي يبقى، لكنه رفض! هل يوجد لاعب عاقل يرفض زيادة راتبه؟! برر اللاعب موقفه بتفضيله للعاطفة على المال، ما أجمل العودة للنادي الذي تعشقه، ما أروع العودة للوطن! ما أحلى تلك الشعارات التي لا يعيبها سوى شيء واحد؛ أنها مجرد شعارات!

    images (34)-644x386

    في نهاية عام 2016 انتقل كارلوس تيفيز إلى نادي شنغهاي غرينلاند الصيني، ليصبح اللاعب صاحب الراتب الأعلى في العالم! دعونا لا نظلم المهاجم المخلص، فانتقاله للدوري الصيني لم يكن له دوافع مالية، لا بد أنه ذهب إلى هناك من أجل نيل شرف اللعب في الدوري الصيني العريق! لاعب أتعبه تحكم المال في كرة القدم، ورفض زيادة راتبه، وفضل العودة لوطنه، فبالتأكيد لن يلهث خلف المال، فلا شيء أفضل من العودة لأرض الوطن.. سوى الذهاب إلى الصين!

    شهدت حياة لاعب بوكا جونيورز السابق قصة أخرى مؤثرة.. أكثر من فيلم تايتانيك! ففي شهر يوليو من عام 2011، صرح اللاعب قائلاً: “ببالغ الأسف، يجب أن أخبر مانشستر سيتي برغبتي في مغادرة النادي، الحياة بدون أطفالي في مانشستر تمثل تحدياً قاسياً لي، كل ما أفعله من أجلهم، أحتاج إلى أن أكون قريباً منهم، أحتاج إلى قضاء المزيد من الوقت معهم”، لا يمكن أن نسخر من مشاعر الأبوة.. الصادقة! ربما كان صادقاً بالفعل، كما كان صادقاً مع نفسه عندما انتقل للدوري الصيني!

    دعونا نكمل القصة؛ ففي شهر أبريل من عام 2012، كان مانشستر سيتي في طريقه لتحقيق لقب البريميرليج لأول مرة، شعر تيفيز بالحرج! فتراجع عن تصريحاته السابقة وقال: “أنا هنا من أجل هذا المشروع وهذا الحلم، أنا هنا منذ بداية هذا المشروع، أريد البقاء هنا لأطول فترة ممكنة من أجل إنجاح مشروع النادي، أنا شخص طموح، وأريد الاجتهاد والفوز بالبطولات مع مان سيتي، هذا كل ما يعنيني كلاعب، وكشخص”! ثم غادر النادي في العام التالي بعد أن حقق لقب الدوري الإنجليزي مرة واحدة فقط، لم ينتظر ليفوز باللقب مرة أخرى، لأنه رحل قبل أن ينزلق جيرارد!

    لقراءة الحلقات الأخرى من “هلوسة كروية” .. اضغط هنا