“هلوسة كروية” سلسلة مقالات رياضية ساخرة لا تهدف سوى إلى رسم ابتسامة بسيطة على شفتي القاريء.. دون أي أغراض أخرى دنيئة! قد يراها البعض كوميدية ومضحكة، وقد يراها البعض الآخر تافهة وسخيفة.. كما أرى أنا! لكن يجب أن نتفق على أن هذه الفقرة بريئة جداً، لدرجة أن الباحث عن أدلة براءتها سيجد الكثير.. من أدلة الإدانة! لكنها حقًا لا تُكتب تأثرًا بمشاعر حب أو كراهية تجاه أي فريق أو لاعب، حتى وإن بدا أنها تحمل مشاعر كراهية وحقد.. تجاه الجميع!
هذه الفقرة تهدف إلى الفكاهة فقط، وما يرد فيها لا يعبر بالضرورة عن حقيقة أو رأي أو موقف
الطمع صفة سيئة، لكنها مربحة! رغم أن الحكماء وأهل النصائح يقولون عكس ذلك، حتى لو كان الطمع أبرز صفاتهم!
كارلو أنشيلوتي رجل طماع، يريد كل شيء بسهولة، المدرب الألماني يشتكي من صعوبة اللغة الألمانية وتعقيدها، ما هذا الطمع؟ لديه في ألمانيا لغة صعبة، ودوري سهل! وهو ذاهب إلى هناك من أجل الفوز بالبطولات، وليس من أجل الحصول على شهادة جامعية! لكنه محق في أمر صعوبة اللغة، فالألمانية لغة غريبة، مثل اسم شفاينشتايجر! إذا لم تكن تتحدث تلك اللغة، وقال لك أحدهم: “أنا أحبك” بالألمانية، فستعتقد أنه يسبك!
بالتأكيد تعلم اللغة شيء هام من أجل التواصل مع اللاعبين.. وسبهم! لكن صعوبة الألمانية لن تمثل مشكلة لأنشيلوتي، لأنه متفرغ لتعلمها! ومن حسن حظه أنه وجد شيئًا يملأ به أوقات فراغه! إذا كانت الألمانية لغة سهلة، فماذا سيفعل كارلو في الأسابيع التي لا يُلعب فيها دوري الأبطال؟! مباريات الدوري الألماني لا تحتاج إلى مدرب، بل يمكن أن يفوز بها البايرن.. دون حارس مرمى! لذلك كان لا بد للمدرب الإيطالي أن يجد شيئًا آخر ليسليه، حتى لا يصاب بالإكتئاب! وعليه أن يتذكر تصريح دميتري سيلوك وكيل يايا توريه حين قال: “جدي يستطيع الفوز بالدوري الألماني مع بايرن ميونيخ”! ليس جده فقط، أجدادنا جميعًا يستطيعون فعل ذلك، حتى لو كانوا يعانون من الزهايمر!
إذا كانت اللغة الألمانية تزعج أنشيلوتي، فيمكنه البحث عن بلد آخر، ولا يهم صعوبة الدوري، طالما أن اللغة ستكون سهلة! يمكنه العودة إلى تشيلسي، حيث اللغة الإنجليزية السهلة، والدوري.. الأكثر سهولة! الدوري الإنجليزي أصبح سهلاً لدرجة أن ناديًا مثل ليستر سيتي يستطيع الفوز به قبل نهايته! وأصبح صعبًا لدرجة أن أندية كبيرة مثل مانشستر يونايتد وليفربول لا يستطيعون إنهاء الموسم ضمن الأربعة الأوائل! بالإضافة إلى أن الأندية الكبيرة في إنجلترا تخشي مواجهة الصغار! لكن لا يهم، طالما أن اللغة الإنجليزية سهلة! كما أن كارلو سيجد مهمة مقدسة في انتظاره هناك؛ مهمة إنقاذ تشيلسي من الهبوط! لكن النجاح في هذه المهمة قد يزعج إدارة النادي اللندني ولاعبيه، لأنهم كما يبدو.. مصرون على الهبوط!
أما إذا كان مدرب ريال مدريد السابق لا يحب تعلم اللغات، فيمكنه العودة لميلان! حيث لا حاجة إلى تعلم لغة جديدة، ولن يشعر بفارق كبير في نوع المنافسة، لكنه سيجد يوفنتوس يقوم بدور بايرن ميونيخ! وسيحسد أليجري المحظوظ، ليس لأن مدرب اليوفي يفوز بالدوري بسهولة، بل لأنه يفعل ذلك.. دون الحاجة إلى تعلم لغة صعبة!
لقراءة الحلقات الأخرى من “هلوسة كروية” .. اضغط هنا
