ريال مدريد .. تعال نتحدث في ملجأ القنابل النووية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • سبورت 360 – يُعلمكم كاتب هذا المقال أنه قبل أن يخوض في حديثه، فإنه يعلن وبكامل قواه العقلية أنه يرى ريال مدريد أقوى فريق في الليجا على الأقل في الشهرين الماضيين وأن أي شيء سيقوله في هذا المقال لا ينفي تلك الحقيقة.

    اتفقنا؟ أرجو ذلك

    ظهر ريال مدريد في الشهرين الماضيين بشكل جيد جدًا مكنه من الانفراد بصدارة الليجا والتتويج بكأس السوبر الإسبانية وذلك رغم بدايته البطيئة للموسم وتعثره في عدد كبير نسبيًا من المباريات.

    زين الدين زيدان قدم نسخة قوية متماسكة من الريال تبلورت بشكل واضح في مباريات كأس السوبر ثم استمرت بعد ذلك، وكانت السمة الأساسية لها هي السيطرة على الكرة والقدرة على تقديم مردود دفاعي كبير جدًا يبدو غريبًا بعض الشيء على فريق عانى دفاعيًا بشدة في السنوات الأخيرة.

    زيدان 13

    الريال لم يكن بنفس الشكل الدفاعي في بدايات الموسم، لكنه أظهر لمحة مما يقدمه حاليًا في مباراتين متتاليتين عندما خاض مباراة متزنة جدًا أمام أتلتيكو مدريد في واندا متروبوليتانو انتهت بالتعادل السلبي وكان قبلها بأسبوعين قد لعب مباراة ممتازة أمام إشبيلية فاز فيها بهدف نظيف قبل أن يعود الفريق إلى انفلاته الدفاعي وتعرضه للكثير من الفرص المصنوعة أمام مرماه لكن كانت هناك مفاجأة سعيدة تنتظره مع كورتوا مختلف تمامًا عن الموسم الماضي نجح في التصدي لأغلب تلك الكرات ليؤمن للريال المزيد من النقاط.

    تذكير .. كاتب المقال يعرف أن ريال مدريد هو الأقوى في الليجا حاليًا.

    لكن مع كل حديثنا في الآونة الأخيرة عن تطور ريال مدريد الكبير إلا أن بالتدقيق في بعض التفاصيل، أشعر وأن هناك بعض الأمور تنقص الريال وتجعلني أتأنى في الحكم على الشكل الحالي للفريق.

    لنفرض أن كل مدرب في العالم يمتلك كوبًا من الماء يحمل ما يمكن أن نصفه بخلاصة أداء فريقه .. مطلوب من هذا المدرب أن يقوم بصب جزء من هذه الخلاصة في كوب يحمل الأداء الدفاعي وكوب يحمل الأداء الهجومي.

    الكوب الذي يحمله المدرب لا يمكن ما فيه أن يملأ الكوبين الدفاعي والهجومي حتى النهاية، بل يختار كل مدرب أن قدرًا معينًا من الكوب في كوب الدفاع بحيث يدخر ما يكفي من أجل كوب الهجوم والعكس.

    الحديث هنا عن الحالة العامة للمدربين وليست الاستثناءات الخزعبلية للفرق الذهبية التي تفعل كل شيء ويمتلك فيها المدرب جالونًا يمكنه منه صب ما يكفي الكوبين الدفاعي والهجومي .. ليفربول كلوب الحالي مثال صارخ على هذا الاستثناء حيث يتمتع بقوة هجومية رهيبة لا تؤثر على مردوده الدفاعي.

    لكن حالة زيدان ليست استثناءً مثل ليفربول كلوب بل هي حالة تمس أي مدرب وإن كان زيزو ذكيًا جدًا في توزيع ما يملكه في الكوب الرئيسي على الكوبين الآخرين.

    على ما يبدو وأن زيدان لم يمتلك جالونًا لصب ما يكفي في الكوبين، بل إنه يمتلك كوبًا عاديًا اختار أن يصب الجزء الأكبر منه في كوب الدفاع على حساب الهجوم.

    تذكير آخر .. كاتب المقال يعرف أن ريال مدريد هو الأقوى في الليجا حاليًا.

    حتى في مباراة عظيمة ربما تكون هي الأفضل للريال هذا الموسم أمام فالنسيا في كأس السوبر، كان على الفريق خلق زحام شديد جدًا في خط الوسط ليسيطر على الكرة على حساب منافسه لكنه قبل الهدف الأول لم يتمكن سوى من صنع فرصة واحدة خطيرة ارتقى لها رفائيل فاران برأسه تصدى لها خاومي دومينيك .. هل لو لم يُخطئ حارس فالنسيا في الهدف الأول الكارثي لرأينا نفس المباراة؟ أم لتكررت مباراة الميستايا التي تحولت فيها الأمور في الشوط الثاني؟

    ريال مدريد السعودية

    للإجابة على هذا السؤال ربما يجدر بنا الإبحار في المزيد من المباريات .. ريال مدريد يحاصر أتلتيكو مدريد لكنه بمجرد محاولته لزيادة عدد اللاعبين في الثلث الأخير والتفكير أخيرًا في خلق فرص حقيقية على المرمى وليس تناقل الكرة فقط نكتشف أن الفريق يفقد صلابته الدفاعية ويتعرض للكثير من الهجمات من أتلتيكو مدريد.

    أمام بلد الوليد لعب ريال مدريد بنفس فكرة زيادة عدد لاعبي خط الوسط للسيطرة على اللقاء لكن هذا الأمر انعكس كذلك على قلة عدد فرص الفريق المصنوعة ليتأخر هدف الفوز إلى ربع الساعة الأخير.

    تذكير جديد .. لا تنسَ أنني قد أخبرتك برأيي أن ريال مدريد هو الأقوى حاليًا في الليجا

    هذا عن المباريات التي كان زحام الوسط فيها الاستراتيجية الزيدانية والتفكير في حماية الدفاع أولًا قبل كل شيء حتى ولو جاء ذلك على حساب قلة الفرص أو تأخر التسجيل.

    لكن في مباريات أخرى قرر فيها زيدان أخذ قدرًا لا بأس به من كوب الدفاع لصالح كوب الهجوم لنرى نسخة قادرة على خلق فرص أكثر إلا أن هذا الأمر جاء على حساب الدفاع والأمثلة موجودة في مباريات من نوعية إشبيلية وخيتافي ويبدو المثال صارخًا في مباراة ريال سوسييداد بكأس الملك.

    ريال سوسيداد

    هناك بعض المباريات كانت ذات تقلبات مثل مباراة أتلتيكو مدريد التي تحول فيها زيدان من النزعة الدفاعية في الشوط الأول -نزعة كانت تتغير لحظيًا إلى الهجومي ليدفع الفريق الثمن دفاعيًا- إلى النزعة الهجومية في الشوط الثاني بإجراء زيدان لتبديلين دفعة واحدة في بداية الشوط وكان الفريق موفقًا جدًا في سرعة تسجيل هدف التقدم الذي منعنا من مشاهدة ما إذا كان الفريق قادرًا على الهجوم بهذا الشكل لفترة طويلة دون التأثير على دفاعه، بينما تبدو نتيجة مباراة أوساسونا خادعة جدًا بعد أن ظلت لفترة ليست بالقليلة عند حد الـ2-1.

    الفريق تعرض للكثير من هجمات أصحاب الأرض الذي كانوا خطرين لكن في نفس الوقت ربما كان نمط المباراة مختلف بشكل عام فقد كان الريال قادرًا على خلق الفرص مع المحافظة على دفاعه عندما كان متأخرًا في النتيجة بينما لم يتمكن من خلق الفرص وعجز عن حماية دفاعه من هجمات فريق ملعب إل سادار عندما كان الفريق الأبيض يسعى إلى عدم الهجوم بشكل مكثف.

    لا أعلم لماذا ينتابني شعورًا أنني قد أخبرتك من قبل برأيي في أن ريال مدريد هو الأقوى حاليًا في الليجا .. أخبرتك بالفعل؟ عظيم، لنواصل حديثنا إذًا.

    ماتزال الإجابة النهائية حائرة بالنسبة لي حول ما إذا كان زيدان قادرًا على ضمان نفس الصلابة الدفاعية تلك عندما يكون الفريق راغبًا في الخروج للهجوم، وما إذا كان الميرينجي قادرًا على أن يخلق عددًا وافرًا من الفرص إن كان راغبًا في محاصرة الخصم وتقويض قدرته على مهاجمته.

    لكن هذه ليست كل الحكاية، فالأمر لا يتوقف فقط على خلق الفرص للتسجيل عندما تتبع استراتيجية تكديس الوسط، فصناعة الفرص ليست كل ما في الأمر بل هل يمكن لكل لاعبي الوسط هؤلاء أن يقوموا بتسجيل تلك الفرص على اعتبار أن كثرة عددهم مقارنة بعدد لاعبي الخط الأمامي سيضع لاعبي الوسط في مواقف تهديفية كثيرة .. حتى الآن يبدو لاعبي الوسط ناجحين جدًا في هذا الأمر وقادرين على أن يضعوا أسماءهم باستمرار في قائمة الهدافين كما حدث مع كاسيميرو وإيسكو وفالفيردي وكروس لكن هل يمكن أن يستمر هذا الوضع أم أن هناك حد منطقي وطبيعي قد يتوقف معه لاعبو الوسط عن التهديف في المواقف التهديفية الصعبة لأنها ببساطة ليست وظيفتهم العادية.

    لكن الأخبار المطمئنة من المنظور المدريدي أن الفريق لن يتعرض لهذه الاختبارات والتساؤلات أمام مانشستر سيتي، فالاستراتيجية المتوقعة بالنسبة لي هي تكثيف عدد لاعبي الوسط كما حدث في أغلب المباريات مؤخرًا لأنه ببساطة أمام دفاع مهترئ أمام السيتي يمكنك خلق عدد كبير من الفرص دون الاحتياج لزيادة نزعتك الهجومية بل يكفي أن تمتلك الكرة لبعض الوقت لتصنع الخطورة على دفاعات بيب جوارديولا.

    بقى أن أخبركم أنني مؤمن بأن ما ذكرته في هذا المقال لا يعني أن ريال مدريد ليس هو الأقوى في الليجا حاليًا وأنه لا تناقض بين ما ذكرته في المقال من بعض التفاصيل المنقوصة في كعكة الريال المميزة حاليًا .. أخبرتكم من قبل؟ عدة كيلوبايتس إضافية وبعض ضربات الأصابع على الكيبورد لن يكون فيها ضررًا كبيرًا، لكني أعلم أنه لو لم أذكّر بهذا الأمر لأكثر من مرة فسأتعرض لوابل من الاستهجان؟ اقتنعت؟ إن لم تقتنع فبإمكانك أن تغادر ملجأ القنابل النووية الذي أجلس به حاليًا لتفادي الهجوم المتوقع رغم كل هذه التذكيرات.

    كلمات مفتاحية