ميلان كازابلانكا .. العبها مرة أخرى يا شيفشينكو !

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تجلس السيدة الموقرة الجميلة، إيلسا لوند، والتي تقوم بدورها الممثلة السويدية إنجريد بيرجمان، بجانب عازف البيانو، وهي ترى دقات أصابعه على الأزرار، لتنتج نغم جميل حقًا، نغم يُطرب السامعين في أحد الفنادق في كازابلانكا، أحد أكبر المدن المغربية.

    وحينما طلبت السيدة من العازف “سام” أن يُعيد لها عزف أغنية قديمة، كانت تمثل لها ذكريات الحبيب الأول، والقبلة الأولى، استمع الحبيب، الذي كان في نفس الفندق بالمصادفة، لهذه النغمات فذهب غاضبًا لسام، متوعداً إياه، لأنه منذ سنوات طويلة، نبه عليه أن لا يحاول أبدًا عزف هذه الأغنية أبدا.

    ذلك قبل أن يلتق بوجه محبوبته، ليتذكر كل ما فات، يتذكر كل ما طاب لها وله من أيام، وكيف كان يحبان دائمًا تلك الأغنية، قبل أن يتفرقا، وكانا يشعران أن فراقهم هذا للأبد، حتى جمعهما من جديد في فندق الدار البيضاء لحن “سام”، وهو اسمه سام، لكنه ليس سامًا بالمرة.

    من ناحية أخرى، في الأفق البعيد لمركز الميلانيلو الرياضي، يجلس أحد الشاهدين على نغمة ميلان الرائعة في دوري الأبطال عام 2002، وبعدها في عام 2007، يجلس باولو مالديني، وفي باله، هو والأسطورة الكرواتية زفونيمير بوبان أغنية دوري الأبطال العتيقة الشهيرة، والتي طربا بها سويًا في مباريات ومناسبات عديدة، ورفعا كأس الأبطال واللحن يشدو بمفرده في آذانهم.

    ذاك، باولو مالديني، ابن تشيزاري، الذي يرتب مع بوبان صفقات الموسم الجديد 2019 /2020، يعلم أن استماع جماهير ميلان لأغنية دوري الأبطال، لها الآن وقع مؤلم عليهم.

    Andriy Shevchenko of AC Milan celebrates

    في الضفة الأخرى من العقل يجلس بوبان مع ذكريات، ذكريات تألقه مع قميص الروسونيري، ابن كرواتيا القادم من جنوب شرق أوروبا، يتمنى أيضًا لو أنه قادر على مشاهدة ركلة الجزاء الترجيحية الحاسمة لأندريه شيفشينكو ابن أوكرانيا، وهو شرق أوروبي كذلك، في مرمى بوفون دون أن يتوجع أو يشعر بتدفق كبير من النوستالجيا، التي تؤذي محب لميلان عاش 13 عامًا بعيدًا عن القمة الأوروبية، التي طالما اعتاد عليها.

    هذان الاثنان، بوبان ومالديني، يمثلان الكثير من جماهير ميلان، والتي عاصرت الانتصارات العظيمة للروسونيري، وهم لهم نفس موقف النجم السينمائي “همفري بوجارت” في فيلم كازابلانكا، حينما غضب على “سام” الذي استمع لطلب وأمنية السيدة “حبيبته السابقة”، وهي تقول له.. “بلاي إِت آجين سام” العبها، اعزفها مرة أخرى يا سام.

    A tattoo artist works on a client from a

    تلك الجملة، التي تعتبر من أشهر الجمل التي قيلت في تاريخ السينما العالمية، وهذا المشهد الذي يفيض بالصدفة والشاعرية، يجمع بين الماضي والحاضر، ربما يكونان التعبير الصادق عما يختلج في صدور الميلانيستا حول العالم.

    بالتأكيد لن يعود أندريه ليسدد ركلة الترجيح تلك في ملعب أولد ترافورد من جديد، ولن يقرر بوفون أن يستمر لأعوام أخرى حتى يصل للعب المباراة النهائية مجددًا أمام ميلان، لكن على الأقل، فإن لحن دوري الأبطال لم يتغير.

    وحتى يصل ميلان لما يشتهيه، للعودة لسماع نغم دوري الأبطال وهو كبير ومنتصر، فيبدو أن أمامه مهمة شاقة أولًا عليه إنجازها، يجب أن يعود كبيرًا في بيته، منزله أولا.

    متى يأتي هذا الوقت؟، الكل في انتظار ما سيفعله المدرب الجديد ماركو جيامباولو من أفاعيل، فالمدرب عُرف عنه الإبداع في سامبدوريا، وغير مقبول منه أن يغيب عنه الإبداع في ميلانو.