يوفنتوس بنكهة تشارلز بوكوفسكي

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • حسين ممدوح – يعطي يوفنتوس جمهوره عند بداية كل موسم، شعور بالمزاج السلبي، وبتوقعات متشائمة وعدم احساس بالطمأنينة التامة.

    فمهما عملت إدارة أندريا آنييلي من صفقات ومهما اليوفي قام بتهذيب أموره، ففي كل مرة وكل موسم، تأتي محاولة وبعدها محاولة للتسلق ولبلوغ قمة الجبل، قمة أوروبا وأعني دوري الأبطال، العصي عن التحقيق منذ عام 1996، وحينما يظنوا أنهم على بعد خطوة من الوصول لقمة الجبل، المجد، يسقطون أرضا.

    فهذه هي حكاية كل موسم بالنسبة للبيانكونيري، الفريق الذي أعاد إحياء ذاته مع انتونيو كونتي بعد سنوات الكالتشيو بولي المرة، فاحتكر بطولة الدوري الإيطالي لنفسه، وصل للقرب من قمة المجد مع كتيبة عام ٢٠١٥ التي كان بها كارلوس تيفيز، بوجبا، فيدال وبيرلو، كتيبة مليئة بالمجد والبراعة والأمل، سقطت في النهائي امام برشلونة.

    عاد المدرب أليجري مع رجاله، في العام الذي يليه، لتجهيز عِدة التسلق من جديد من بعدها، لكن سقطوا في المنتصف، منتصف الطريق امام بايرن ميونيخ في الثواني الأخيرة.

    لم يمل أليجري، حاول ثالثًا، بعد خروج العديد من الأبطال للفريق، وحينما ظن الجميع أن الفريق الأبيض والأسود قريب من تحقيق الحلم، بعد وصوله لنهائي كارديف، كان سقوطه مرًا، حيث جُرحت رأسه بأربعة جروح من أبناء زين الدين زيدان، خسارة صعبة لا تمحى من ذاكرة عاشق اليوفي.

    FBL-ITA-SERIE-A-JUVENTUS-RONALDO

    يوفي، ألن تكف عن المحاولة؟

    لا، في مرة رابعة، كان السقوط تراجيديا ومرة أخرى امام ريال مدريد في موقعة سانتياغو ٢٠١٨، حين احتسب الحكم مايكل أوليفر، ركلة الجزاء الشهيرة تلك، في الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، والتي تصدى لها ببراعة الدون البرتغالي كريستيانو، وأسكنها في شباك مرمى الحارس البولندي تشيزني، بعد إقصاء جيانلويجي بوفون بالبطاقة الحمراء.

    هذه المرة إذن مختلفة..قالها محب اليوفي لنفسه، في بداية موسم 2018/2019، بعد قدوم كريستيانو رونالدو، رجل دوري الأبطال، الجلاد، القاسي، وأحد أعظم اللاعبين على مر التاريخ، لكن الطعنة جاءت من أبناء اياكس الصغار، طعنة لم يحسب لها حساب ولم يتوقعها أكثر المتشائمين في بداية الموسم الفائت.

    GettyImages-1145090846 (1)

    يوفي، لا تقتلني مرة أخرى

    خرج أليجري، رمى اليوفي بورقته بعيدا واطاح بفكره المتزن والواقعي، ليأتِ بمدرب ثوري تربى على أشعار الأمريكي تشارلز بوكوفسكي الذي عاش حياة بوهيمية، ماورتسيو ساري، المدرب الذي قدم نجاحات كبيرة مع نابولي، وفاز بلقب أوروبي مع تشيلسي العام الفائت، لا يريد مشجع اليوفي أن يكون مجرد محاولة أخرى عاجزة، لا يريد أن يتم قتل حلمه مرة أخرى.

    قام اليوفي بتجنيد رجل يعتقد في عمل ثورة هجومية، يعتقد في تغيير الأفكار القديمة في بلد متخصصة في فنون الدفاع، يأمل في أن يجعل من اليوفي يلعب كرة قدم جميلة، كرة قدم مفتوحة وبها نوع من المبادرة والشراسة الهجومية على الدوام، وهذا يخالف تقاليد وتاريخ السيدة العجوز في أغلب أوقاتها.

    Previews - UEFA Europa League Final

    كان الشاعر بوكوفسكي، شبه منبوذ بين أوساط المثقفين في أمريكا، وذلك لأسلوب حياته الغريب، وهو شبيه هنا بموقف المدرسة الإيطالية التقليدية من هذا المدرب القادم من توسكانيا، ابن عامل الصلب، صاحب الأفكار الطائشة، كما يرونها، والذي كذلك لا يتمتع بالأخلاقيات البراجوزية العامة، فهو رجل اعتاد أن يكون على سجيته، ويتعامل مع الكل ببساطة وعفوية، مما سبب له العديد من المشاكل في الصحافة.

    ولهذا السبب فيبدو أن قطاع كبير من جماهير البيانكونيري مازالوا غير مطمئنين لخيار إدارة النادي، بجلب هذا المدرب الذي لا يتوافق ولا يتناسب مع الشكل المتعارف عليه لمدرب يوفنتوس، سواء من ناحية الشكل أو الأفكار.