لماذا على بايرن ميونخ الحفاظ على كوفاتش لموسم أخر؟

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نجح بايرن ميونخ الألماني في الحصول على الثنائية المحلية بعد أن حسم الدوري لصالحه في الجولة الأخيرة من البطولة وتفوق على ريد بول لايبزج في نهائي كأس ألمانيا وذلك في الموسم الأول للمدرب الكرواتي نيكو كوفاتش والذي وجهت له العديد من الإنتقادات منذ بداية الموسم في ألمانيا

    وصل كوفاتش إلى الفريق البافاري في ظروف صعبة فمنذ رحيل بيب جوارديولا عن الفريق دخل في نفق مظلم وليس بسبب الهزائم وإنما بسبب طموحات وآمال الجماهير التي منذ رحيل يوب هاينكس في صيف 2013 وهي تطالب بالثلاثية كل موسم

    جاء جوارديولا وحصل على الثنائية المحلية مرتين في ثلاثة مواسم ثم رحل ليأتي كارلو أنشيلوتي والذي لم ينجح سوى في الحصول على لقب واحد للدوري ليذهب غير مأسوف عليه ويأتي ويلي سانيول ثم  يعود يوب هاينكس مرة أخرى من الإعتزال ليجهز الفريق للفترة الإنتقالية

    هنا وصل كوفاتش مدرب شاب نجح رفق إنتراخت فرانكفورت وعلى عكس كل المدربين السابقين للفريق البافاري فقد أفتقد للخبرة والتاريخ الطويل كهاينكس وأنشيلوتي ولويس فان حال أو البطولات والإنجازات التي أهلت جوارديولا ليكون خيارا للإدارة يوما ما

    كان ذلك يعني أن هناك أفكارا جديدة سيتم تطبيقها في الفريق البافاري إضافة إلى نقطة مهمة جدا وهي أن البافاري أصبح يمتلك العديد من النجوم الكبيرة في السن كفرانك ريبيري وأريين روبين بدون بدلاء قادرين على تعويضهم ونجوم أخرى تمر بفترات صعبة في مسيرتها كمانويل نوير المصاب وأصحاب الأداء المتراجع كجيرمي بواتينج ورافينها وتوماس موللر ودافيد ألابا والقادم على سبيل الإعارة خاميس رودريجيز

    وصل كوفاتش وهذه الأسماء متواجدة بجانب مجموعة من الشباب الصغير كريناتو سانشيز وسيرجيو جنابري وكينجسلي كومان وأسماء أخرى أكبر قليلا في السن ولكنها لا تمتلك الخبرات الكبيرة التي تؤهلهم لقيادة بايرن ميونخ بمفردهم كليون جورتسكا ونيكولا تسوله

    كانت هذه الظروف التي وصل لها كوفاتش في بايرن بجانب الضغط الإعلامي الكبير الذي تم وضعه على المدرب الشاب الكرواتي الذي وجد نفسه مطالبا بالفوز بكل شيء مع الفريق مع التخلص من الجيل القديم وتقديم الجيل الجديد قليل الخبرات مع الإعتماد عليهم بشكل أكبر

    كانت البداية كارثية بالتأكيد ولكنها مليئة بالتجارب المثيرة والتي أثبتت نجاحها في النهاية على المستوى المحلي، كوفاتش بدأ الدوري بمحاولة الإعتماد على الخبرات وتدعيمها ببعض الأسماء الشابة  والرسم التكتيكي للفريق كان يتغير ما بين 4-3-3 و4-1-4-1 و4-2-3-1 التي أستقر عليها في النهاية

    سقط البافاري في العديد من الإختبارت في الفترة من الأول من سبتمبر إلى بداية ديسمبر من العام الماضي فلم يحقق الفريق سوى إنتصارين فقط في الدوري المحلي وأبتعد بشكل كبير عن المنافسة على الدوري والجماهير بدأت في الغضب والإدارة قررت الصبر على مصير المدرب

    تم وضع كوفاتش تحت ضغط أكبر ولكن المدرب الكرواتي نجح في تجاوزه في النهاية وإيجاد التوليفة الأفضل للفريق من أجل العودة لسكة الإنتصارات مرة أخرى، إصابة روبين سهلت الأمور عليه فأصبح غير مطالب بتكريم الجناح الهولندي وإشراكه في كل المبارايات تلتها إصابة جديدة لفرانك ريبيري سهلت عليه الإعتماد على الثنائي كومان وجنابري على الأطراف وتحريرهم من الضغوط

    تحسن أداء البافاري مع إقتراب الموسم من نهايته وأنتهى إعتماد الفريق الهجومي بشكل تام على ثنائية “روبيري” والتي أعلنت إدارة الفريق أنها ستكون السنة الأخيرة للثنائي معا مع عدم رغبة بايرن في تمديد التعاقد معهم كما هو الحال مع البرازيلي رافينها

    بدأت الأسماء الشابة الموسم بشكل مهتز ولكن مع المشاركات المتتالية نجحوا في الحصول على الخبرة اللازمة وثبتوا أقدامهم كنجوم للفريق البافاري قادرة على أن تحمل شعار النادي وتقوده إلى الأمام وكان الأبرز قلب الدفاع تسولي الذي ثبت نفسه أساسيا في الخط الخلفي على حساب بواتينج والجناح جنابري أحد أبرز نجوم الفريق في طريق العودة المميزة لحصد اللقب في النهاية

    خرج بايرن ميونخ من دور الستة عشر من دوري أبطال أوروبا لأول مرة من 2010 ربما تكون نتيجة غير مرضية للجماهير وتاريخ الفريق ولكن في النهاية البافاري مازال يبني فريق من الشباب المفتقدين للخبرات وأصحاب الخبرات أصبحوا غير قادرين على حسم المباريات التنافسية الكبيرة بمفردهم كما كان يحدث في الماضي

    نجح كوفاتش في وضع حجر أساس لفريق بافاري للمستقبل فبنهاية الموسم كان تسوليه قد أصبح المدافع الأفضل في الفريق وواصل جوشوا كيميتش تألقه وخط الوسط أصبح لا يستغني عن جورتسكا بجانب تياجو ألكنتارا وريناتو سانشيز كلما كان يتم إستخدامه من على دكة البدلاء كان يقدم أداءا جيدا

    الخط الأمامي تخلى تماما عن إعتماده التام على روبين وريبيري وهي المهمة الأهم والمشكلة الأكبر التي كان على كوفاتش حلها فتفوق كومان وجنابري على أنفسهم وقدموا لمحات فنية وجمالية مميزة وثبتوا أنفسهم كنجوم يمكن الإعتماد عليهم في الأوقات الصعبة وبجانب كل هذا نجح المدرب صاحب ال47 عاما في قيادة الفريق للحصول على الثنائية المحلية في النهاية بعد أن كان بعيدا كل البعد عن لقب الدوري الألماني في الثلث الاول من الموسم

    كثرة الحديث عن تغير كوفاتش بعد موسم واحد مع الفريق البافاري سيكون قرارا متسرعا من إدارة الفريق في حال قامت بإتخاذه بعد أن نجح كوفاتش في تثبيت أقدامه داخل الفريق وتطبيق أفكاره بشكل مميز بعد أن وضع حجر الأساس في بداية الموسم وعليه يجب أن يتم إعطاءه الفرصة لمواصلة هذا البناء لموسم جديد