برشلونة يعاني من أزمة إدارية وفنية على مستوى كبير جداً ، هذه المسألة لم تعد تخفى على أحد خصوصاً بعد النيران التي اندلعت بعد خسارة النادي الكتلوني بشكل مؤلم في كأس السوبر الإسباني بنتيجة 5-1 أمام الغريم التاريخي ريال مدريد.
الحالة التي يمكن بها وصف وضع برشلونة في الوقت الراهن أنه يعيش في حالة من الفوضى ، في حين ريال مدريد يبدو أقوى أكثر من أي وقت مضى مع مدرب حصد جميع الألقاب الرئيسية في الموسم الماضي ، ولقبين مهمين في بداية الموسم.
وهنا يمكن القول أن هزيمة برشلونة في كأس السوبر الإسباني ليست علامة أو دليل على سوء أداء البرسا في الموسم الجديد ، لكن السهولة التي تمكن بها ريال مدريد من تدمير دفاعات البلوجرانا يلوح بشكل واضح إلى ضرورة ضرب أجراس الإنذار.
وهنا نستعرض خمسة أسباب أدت إلى تراجع برشلونة على كل المستويات:
* مجلس إدارة سيء بكل ما تحمل الكلمة من معنى.
منذ استلام الرئيس السابق ساندرو روسيل سدة الحكم في برشلونة ، وجميع المؤشرات تؤكد أن النادي يسير في خط تصاعدي رغم إقصاء شخصيات رئيسية مثل يوهان كرويف وبيب جوارديولا وآخرين ، وما أكد فترة التصاعد تلك هي الفوز بالثلاثية التاريخية.
ومع استلام جوسيب ماريا بارتوميو رئاسة برشلونة بعد الفضائح التي طالت ساندرو روسيل بالتهرب الضريبي وغسيل الأموال وغيرها ، فقد عرف النادي الكتلوني أسوأ فترة في تاريخه منذ الرئيس خوان جارسبات الذي شهدت حقبته رحيل البرتغالي لويس فيجو.
مجلس إدارة برشلونة الحالي يفتقد إلى الخبرة الرياضية وسوء الإدارة وضعف في التفاوض واتخاذ القرارات ، وربما يكون تصرف جيرارد بيكيه في الموسم الماضي دليلاً على ذلك ، عندما انتقد الإدارة بشكل علني خلال المباراة أمام فياريال في ملعب المادريجال.
* رحيل نيمار .. القشة التي قصمت ظهر البعير.
حتى أكثر المتشائمين في برشلونة لم يكن يتوقع رحيل المهاجم نيمار دا سيلفا الذي كان يعتبره الكثيرون خليفة ليونيل ميسي على المستوى غير البعيد ، خصوصاً أن النجم البرازيلي يمتلك الموهبة وأصبح يعرف كل كبيرة وصغيرة عن النادي الكتلوني.
ولأن مجلس إدارة برشلونة ضعيف الشخصية وغير قادر على ضبط الأمور ، فقد استلسم أمام رحيل نيمار مقابل دفع قيمة الشرط الجزائي ، رغم أن المفروض هو أن يبذل المسؤولون الغالي والنفيس لإقناع هذا اللاعب بالبقاء مهما كانت المغريات.
الشيء الأكثر غرابة في تجديد عقود لاعبي برشلونة خلال فترة الرئيس جوسيب ماريا بارتوميو هي قيمة فسخ العقود بمبالغ تعتبر زهيدة هذه الأيام ، وعدم التعلم على سبيل المثال من ريال مدريد الذي يضع 500 مليون كشرط جزائي لرحيل لاعبيه الشباب!.
* خط وسط الميدان .. مريض يرقد في غرفة العناية المركزة.
خط وسط برشلونة كان سر النجاح بكل ما تحمله الكلمة من معنى من حيث حصد الألقاب المحلية والأوروبية والقارية خلال السنوات الماضية ، حيث شكل الثنائي تشافي هرنانديز وأندريس إنيستا قوة مدمرة في فرض إيقاع الفريق وصنع التمريرات الحاسمة.
وبعد رحيل تشافي هرنانديز القسري وتراجع مستوى إنيستا بسبب كبر سنه ، فقد لجأ مسؤولو برشلونة إلى خيارات غريبة وعجيبة في سوق الانتقالات الصيفية الماضية من خلال التوقيع مع أندريه جوميز ، والذي كان تائهاً منذ الموسم الماضي وحتى الآن.
برشلونة فشل حتى الآن في علاج هذه المشكلة المستعصية رغم التقارير التي تتحدث عن إمكانية التعاقد مع فيليب كوتينيو ، والذي يبدو أنه سيبقى في ليفربول لمدة موسم آخر في ظل رفض النادي الإنجليزي التفاوض على رحيله خلال الصيف الجاري.
الشيء المثير للسخرية هو العرض الثالث الذي قدمه برشلونة للتعاقد مع فيليب كوتينيو حيث قدم 87 مليون جنيه استرليني ، فيما تنص المكافئات التي تبلغ 30 مليون على فوزه بعدة ألقاب في نفس الموسم بالإضافة للفوز بدوري أبطال أوروبا عدة مرات!!.
خافيير ماسكيرانو دخل في سن 33 عاماً ، وهو لم يعد قادراً على مواكبة اللاعبين المتفوقين بدنياً ، بينما أندريه جوميز لم يظهر منذ انتقاله إلى برشلونة ، في حين أن الأيام القادمة ستكشف عن مستوى سيميدو وباولينيو ، ولسان المشجع الكتلوني يقول “الله يستر”.
* علاقة اللاعبين مع مسؤولي برشلونة سلبية للغاية.
خلال عهد الرئيس السابق خوان لابورتا ، فقد كان واضحاً حجم التجانس بين لاعبي برشلونة ومجلس إدارة النادي الذي كان يدافع عن جميع اللاعبين أمام الصحافة المرئية والمكتوبة ، حتى لو ارتكب بعض اللاعبون مخالفات جسيمة داخل أو خارج الملعب.
ومع تبدل الحال والأحوال مع مجلس إدارة يفتقد إلى أدنى درجات الاحترافية ، فقد تراجع مستوى العلاقة بين اللاعبين والإدارة بشكل لا يقبل الشك ، خصوصاً مع التصريحات التي أطلقها جيرارد بيكيه حول تفوق ريال مدريد وسيرجيو بوسكيتس بشأن ضعف التعاقدات.
ويمكننا هنا التدليل على ضعف العلاقة بين اللاعبين وإدارة برشلونة عندما تعرض النادي الكتلوني إلى ظلم تحكيمي في الموسم الماضي في الدوري الإسباني ، فيما تولى اللاعبون بما في ذلك جيرارد بيكيه مسؤولية انتقاد الحكام ، في ظل صمت مطبق من إدارة النادي.
وفي حال انفلات الأمور في بداية الموسم الجديد في الدوري الإسباني ، فقد نشهد انتفاضة في ملعب كامب نو من خلال استخدام المناديل البيضاء لحث مجلس الإدارة على الاستقالة ، فيما تبدو عودة الرئيس السابق خوان لابورتا هي الحل الأمثل في ظل الأوضاع الحالية.
* صفقات مشبوهة ولاعبين غير قادرين على ملء الفراغ.
مما يدعو أيضاً إلى الاستغراب في الصبف الجاري هي الصفقة المشبوهة التي قام بها برشلونة بالتعاقد مع باولينيو مقابل 40 مليون يورو ، خصوصاً أن اللاعب البرازيلي فشل في الدوري الإنجليزي الممتاز مع توتنهام ، مما دفعه للعب في بطولة الدوري الصيني!.
الصفقات المشبوهة التي قام بها مجلس إدارة برشلونة الحالي ليس وليدة اللحظة ، حيث قرر في الصيف الماضي تجاهل صفقة ماركو فيراتي لاعب باريس سان جيرمان والتوجه إلى أندريه جوميز الذي يعد واحدة من أسوأ صفقات برشلونة على الإطلاق في العقد الحالي.
الشيء الغريب الآخر هو عدم الاعتماد على لاعبي مدرسة “لاماسيا” التي أبهرت العالم خلال حقبة الرئيس السابق خوان لابورتا ، والتي أصبح الاعتماد عليها صفر بالمئة منذ عدة سنوات ، مما يطرح أسئلة كثيرة حول إبعاد هؤلاء الشباب لكسب عمولات مالية من صفقات مريبة.
للتواصل مع الكاتب ..
