مع نهاية عام 2019، تبقى العديد من الأحداث الرياضية التي شهدتها مصر خلال آخر 10 أعوام، عالقة في الأذهان.
لا يُمكن القول بأن الفترة ما بين 2009 إلى نهاية 2019 كانت مثالية للكرة المصرية، لكنها لم تكن سيئة أيضا وشهدت الفترة الأولى منها إنجازات عديدة للرياضة المصرية على مستوى الأندية والمنتخبات.
عام 2009 شهد تحولات عديدة للكرة المصرية، انطلاقا من البداية الصادمة في تصفيات كأس أمم أفريقيا 2010 ، والتعادل المُحبط مع زامبيا 1-1 في استاد القاهرة، ثم خسارة 3-1 من الجزائر في معقل محاربي الصحراء، لتبقى فرصة التأهل لمنتخب قهر عمالقة أفريقيا في 2008، إلى نهائيات المونديال شبه مستحيلة.
ومن إحباط الخسارة من الجزائر، إلى مشاركة تاريخية في كأس القارات، ليلعب المنتخب المصري رفقة الكبار ويقدم مباراة مذهلة أمام البرازيل، رغم فوز السيليساو في النهاية 4-3، وكسب الفراعنة احترام الجميع بأداء ولا أروع رغم الخسارة، وقرار تحكيمي “سليم” لكنه غير معتاد من الإنجليزي هاورد ويب، الذي سبق زمنه ولجأ لـ “الفار” ليتحقق من مخالفة سجل منها راقصو السامبا الهدف الرابع.
ومن إبهار العالم أمام البرازيل، إلى مزيد من المفاجآت، والتغلب على إيطاليا 1-0 برأس محمد حمص، لينحني العالم لفريق المدرب حسن شحاتة وما قدمه من مستويات مذهلة.
قهر الطليان كان حافزا للتأهل إلى الدور نصف النهائي من البطولة، شريطة عدم الخسارة من منتخب أمريكا بأكثر من هدفين، ليلعب الإرهاق البدني دورا كبيرا ويخسر منتخب مصر 3-0 من الأمريكان، ويودعوا البطولة بشكل لم يكن الأفضل.
لكن كأس القارات والمشاركة التاريخية كانت حافزا لتدارك الموقف في مشوار تصفيات مونديال 2010، وهو ما حدث بالفعل بالتغلب على رواندا ذهابا وإيابا، وزامبيا في لوساكا، ثم تأتي مباراة الحسم أمام الجزائر، ليفوز الفراعنة في مباراة تاريخية يوم 14 نوفمبر باستاد القاهرة، وهدف عماد متعب القاتل في الوقت بدل الضائع، لكن هذا لم يكن كافيا ليخسر الفراعنة من الخضر 1-0 في مباراة فاصلة بأم درمان.
بعد أسابيع قليلة من صدمة الفشل في التأهل للمونديال، صالحت كرة القدم جيل المعلم حسن شحاتة بتتويج قاري جديد، والفوز بكأس أمم أفريقيا 2010 بأنجولا، وفي هذه النسخة التقى المنتخبان المصري والجزائري من جديد في مواجهة ثأرية حسمها فريق المعلم شحاتة برباعية دون رد.
أما على صعيد الأندية فقد فشل الأهلي في الحفاظ على إرث مانويل جوزيه وتتويج الفريق بدوري الأبطال في 2008، للمرة السادسة في تاريخه.
كذلك لم يكن الزمالك في أفضل حالاته حيث تراجع محليا وعاش فترة تخبط كبير.
وفشل منتخب مصر بقيادة حسن شحاتة وسط ظروف سياسية وأمنية صعبة عاشتها البلاد في التأهل لنهائيات أمم أفريقيا 2011، ويودع الفراعنة التصفيات على يد جنوب أفريقيا، وأسدلت تلك الهزيمة الستار على حقبة تاريخية للمعلم حسن شحاتة
سيظل عام 2012 من أسوأ الأعوام التي مرت بها الكرة المصرية، نتيجة لما شهده ملعب استاد بورسعيد يوم الأول من فبراير، ومقتل 72 مشجعا من جماهيرالأهلي، بعد مباراة فريقهم ضد المصري البورسعيدي، وما أعقبها من تدافع نتيجة اشتباك بين جماهير الناديين.
العام الأسود في تاريخ الكرة المصرية، انعكس على الأوضاع حتى يومنها هذا من حيث رفض الأمن عودة الجماهير رغم فرض العديد من الضوابط خشية تكرار ما حدث.
عام 2012 صالح النادي الأهلي في نهايته بالتتويج بدوري أبطال أفريقيا، بسيناريو درامي، حيث تعادل مع الترجي التونسي في مصر 1-1، ليفوز في تونس بنتيجة 2-1 ويحصد اللقب، بعدما قدم فريق المدرب حسام البدري أداء هو الأفضل في آخر 10 سنوات.
منتخب مصر بدوره فشل مع المدرب الأمريكي بوب برادلي في التأهل لأمم أفريقيا 2013 في أول نسخة تقام بعام فردي، ولكن هذه المرة الإخفاق جاء أمام الصغار بالخسارة من أفريقيا الوسطى.
عام 2013، كان مستهل مشوار احتراف النجم المصري محمد صلاح من المقاولون العرب إلى بازل السويسري، ومنه إلى تشيلسي الإنجليزي في العام التالي، ومنذ ذلك الحين بدأ رحلة التألق مع فيورنتينا ثم روما وأخيرا ليفربول الذي قاده لمعانقة المجد الأوروبي والعالمي.
عام 2013 شهد العديد من الأحداث البارزة منها تتويج الأهلي للعام الثاني على التوالي بدوري أبطال أفريقيا على حساب أورلاندو بايرتس الجنوب أفريقي، وكذلك اعتزال محمد أبوتريكة نجم الأهلي بعد هذه المواجهة.
وعلى صعيد المنتخب، قدم الفراعنة أداءً مميزا في مشوار التصفيات وحقق العلامة الكاملة أمام الكونغو وزيمبابوي وغينيا، لتأتي المباراة الفاصلة صوب التأهل لمونديال 2014 ويخسر المنتخب بسداسية صادمة من منتخب غانا “6-1″، وهي النتيجة التي لم يعوضها الفراعنة سوى بفوز باهت 2-1 إيابا.
مرة أخرى يفشل منتخب مصر في التأهل للنهائيات الأفريقية، فبعد 3 ألقاب متتالية، غاب عن 3 نسخ متتالية، وهذه المرة بقيادة شوقي غريب، ليفشل في التأهل إلى نسخة 2015، أما الأهلي ففي نفس العام وبرأس عماد متعب حقق لقب الكونفدرالية الأفريقية بالفوز على سيوي سبور الإيفواري، لأول مرة في تاريخ الأندية المصرية.
بعد أكثر من 11 عاما، عاد الزمالك بطلا للدوري المصري، وأيضا كأس مصر، لكن مسابقة الدوري حققها بعد صراع مع الأهلي، وقاد الأبيض للقب الثمين، المدرب البرتغالي جيزوالدو فيريرا، قبل أن يرحل في نفس العام بعد خلاف مع رئيس الزمالك مرتضى منصور، علما بأن الأحمر فاز بلقب السوبر المصري على حساب الزمالك.
وصل الزمالك لنهائي دوري أبطال افريقيا 2016، لكنه خسر من صن داونز الجنوب أفريقيا بنتيجة 3-1 في مجموع المباراتين.
عاد منتخب مصر لنهائيات أمم أفريقيا بعد غياب ووصل نهائي نسخة 2017 قبل أن يخسر فريق المدرب هيكتور كوبر من الكاميرون 2-1.
أما الأهلي فكان قريبا من معانقة لقب دوري أبطال أفريقيا بعد غياب، ليخسر في النهائي من الوداد البيضاوي 2-1 في مجموع المباراتين.
بعد غياب أكثر من 28 عاما توقع البعض أن يكون لاعبو مصر متعطشون لترك بصمة في المونديال، لكن النتائج جاءت محبطة، ليخسر المنتخب المصري مبارياته الثلاث من أوروجواي وروسيا والسعودية.
أما الأهلي فاقترب من جديد من لقب دوري الأبطال، لكنه خسر في النهائي من الترجي التونسي 4-3 بمجموع المباراتين.
ربما يكون عنوان 2019 الأبرز عودة الزمالك بعد غياب طويل لمنصات التتويج الأفريقية، حيث فاز بالكونفدرالية لأول مرة في تاريخه وللمرة الثانية للأندية المصرية، بينما صدم منتخب مصر الجميع بأن ودع أمم أفريقيا على أرضه ووسط جماهيره من دور الـ16 على يد منتخب جنوب أفريقيا غير المرشح لنيل اللقب، وفاز منتخب الجزائر باستحقاق بلقب البطولة في النهاية.
