وقفة 360 .. إيجابيات وسلبيات البرازيل بعد سحق بوليفيا

رامي جرادات 07:10 15/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انطلاقة مثالية لمنتخب البرازيل في بطولة كوبا أميركا 2019 بالفوز على منتخب بوليفيا بثلاثية نظيفة أحرزها كل من فيليب كوتينيو هدفين، وإيفرتون سواريس هدف، ليؤكد الفريق جاهزيته للمنافسة على لقب المسابقة التي تقام على أرضه وبين جماهيره.

    تيتي لعب بخطة 4-3-3- المعتادة بإقحام فيليب كوتينيو كصانع ألعاب تقليدي أمام كاسيميرو وفيرناندينو، ووضع ثقته بالجناح الشاب ريتشارليسون ليشغل مركز الجناح الأيمن، بينما لعب ديفيد نيريس نجم أياكس على الرواق الآخر، وأمامهما روبيرتو فيرمينو في خط الهجوم.

    البرازيل قدمت شوط أول متواضع جداً من حيث الفاعلية الهجومية، فرغم أن الاستحواذ وصل إلى 77%، لكن الفريق كان عاجزاً عن اختراق حصون بوليفيا التي دافعت بـ11 لاعب، الأمور انقلبت رأساً على عقب مع بداية الشوط الثاني، وبدأت منظومة تيتي تعمل بالفعل، ليحصد الفريق أول 3 نقاط بفضل ثنائية كوتينيو وهدف إيفرتون الرائع.

    عودة فيليب كوتينيو .. سبب التألق

    لم يكن تألق كوتينيو مفاجئاً، فاللاعب يقدم أداء جيد مع البرازيل في معظم الأحيان، على عكس المستوى الذي يظهر عليه مع برشلونة، اليوم كان النجم الأفضل في المباراة بلا منازع، وحتى قبل تسجيله للهدفين، كان العنصر الأكثر نشاطاً وحيوية في منتخب راقصي السامبا.

    تألق كوتينيو مع البرازيل يعود إلى شعوره بالراحة بالمركز الذي يلعب به أولاً، ولانخراطه مع المجموعة ثانياً، فتواجده بين خطي الوسط والهجوم يمنحه حرية مطلقة بالتحرك، ويجعله دائماً قريباً من حافة منطقة الجزاء وفي العمق، وليس على الأطراف.

    كما أن عدم وجود لاعب آخر يتواجد معه في هذه المنطقة يجعله القائد الحقيقي للفريق الذي يبحث عنه الجميع، بينما لا ينجح في تأدية هذا الدور في برشلونة عندما يلعب بمركز أندريس إنييستا لأن معظم الكرات تمر على ليونيل ميسي، ولا يصله منها إلى القليل، وهذا عكس ما شاهدناه اليوم تماماً.

    دفاع متماسك وانضباط تكتيكي

    صحيح أن منتخب بوليفيا لم يأتي إلى المباراة كي يفوز أو يسجل، لكن البرازيل صعبت المهمة عليه بشكل أكبر مما كان يتخيل، حيث لم نرى الحارس أليسون سوى في لقطة واحدة طوال التسعين دقيقة، ولم تكن فرصة خطيرة أيضاً.

    وجود فيرناندينو وكاسيميرو في خط الوسط أغلق جميع المنافذ على الخصم وحرمه من أي فرصة لشن هجمة مرتدة خطيرة، كما أن الضغط العالي الذي كان يفرضه ثلاثي خط الهجوم وخلفهم كوتينيو كان فعالاً للغاية، وأجبر المنافس على إرسال كرات طويلة دائماً، والتي تكون غالباً في مصلحة السيليساو.

    تجنب ضجة غياب نيمار

    تعثر البرازيل اليوم سواء بالتعادل أو الهزيمة كان سيدخل الفريق في نفق مظلم ربما يصعب الخروج منه، وسوف يبدأ الحديث عن مدى تأثير غياب نيمار عن المنتخب، لذلك كان من الضروري تحقيق فوزاً مريحاً على خصم متواضع كبوليفيا.

    الفريق لم يظهر أنه يفقد هويته بغياب نيمار، وهذا أمر مهم يُحسب للمدرب أولاً ولشخصية اللاعبين ثانياً، حيث تمكن كوتينيو من تقمص دور النجم الأول في الملعب، وأظهر بقية اللاعبين روح عالية ليؤكدوا أنهم قادرون على تحقيق اللقب حتى بدون أفضل لاعب بالفريق.

    هجوم غير فعال في الشوط الأول

    صحيح أن البرازيل خلقت فرصاً كثيرة في الشوط الثاني وسجلت 3 أهداف، لكن يجب أن لا ننسى معاناتها في الشوط الأول، والذي كان سببه الرئيسي تواجد لاعبين ارتكاز، ورغم أننا أشدنا بهذه النقطة عندما تحدثنا عن الصلابة الدفاعية، لكنها كانت مشكلة واضحة في الشق الهجومي.

    عدم تقدم فيرنانديو وكاسيميرو طوال الشوط الأول إلى ما بعد منتصف الملعب كان يجعل بوليفيا متفوقة عددياً في مناطقها بشكل دائم، مما شكل صعوبة على الرباعي الأمامي لوضع الكرة داخل منطقة الجزاء وبوضعية مريحة.

    تيتي أدرك أن بوليفيا لا يستحق اللعب ضده بلاعبين ارتكاز بالشكل التقليدي، لذلك طلب من كاسيميرو وفيرناندينيو أن يبادرا أكثر بالتقدم إلى الأمام ومعاونة كوتينيو في إيصال الكرة للمهاجمين، وذلك بحكم أنه لا يملك خيارات كثيرة في خط الوسط نظراً لإصابة أرتور ميلو.

    كما كان هناك جمود في حركة ثلاثي خط الهجوم المتمثل بفيرمينو ونيريس وريتشارلسون، كل لاعب التزم بمركزه بشكل مبالغ به، مما جعل من السهل مراقبتهم وتوقع تحركاتهم، بينما تحرر هذا الثلاثي في الشوط الثاني عندما بدأ نيريس وريتشارلسون يدخلان أكثر إلى العمق ويتيحان المجال لألفيس ولويس بالتقدم ليلعبان دور الجناح، كما تخلى فيرمينو عن تمركزه بالصندوق وبدأ يتحرك على الأطراف، ومن هذه النقطة جاء الهدف الثاني.