وقفة 360 .. أسباب فوز الأرجنتين والمشكلة لم تكن بالخشبات

رامي جرادات 01:52 29/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • انتصار مستحق للأرجنتين على فنزويلا بهدفين نظيفين صعد بها إلى نصف نهائي كوبا أميركا 2019 لملاقاة البرازيل في الكلاسيكو المرتقب، وسجل الهدفين كل من لاوتارو مارتينيز بحلول الدقيقة 10، ثم أضاف البديل جيوفاني لو سيلسو الهدف الثاني عند الدقيقة 74.

    منتخب الأرجنتين قدم أفضل مباراة له منذ بداية البطولة، ونشعر أن الاداء يتحسن من لقاء لآخر، حيث تخلص الفريق من بعض المشاكل التي أشرنا لها في السابق، وتطور في بعض الجوانب التكتيكية أيضاً، وفي هذا التقرير سوف نسلط الضوء على أهم النقاط في هذه المواجهة.

    الأرجنتين ليست 10 خشبات وميسي

    للمباراة الثانية على التوالي، يظهِر لاعبو منتخب التانجو ردة فعل على الانتقاص الذي تعرضوا له في الفترة الماضية عندما تم وصفهم بالخشبات الذين يلعبون حول ليونيل ميسي، حيث تمكن لاوتارو ولو سيسلو من حسم الأمور، بعد أن حسمها لاوتارو أيضاً وأجويرو في الجولة الماضية.

    حتى الآن، لم يسجل ميسي سوى هدف واحد جاء من ركلة جزاء، ورغم أنه لم يكن سيئاً في مباراة اليوم أو حتى في المباريات الأخرى، لكن إسهاماته بالوصول إلى نصف النهائي كانت ضئيلة، هذا أمر واقع وليس انتقاصاً منه، وبالتالي يجب التوقف عن وصف اللاعبين الآخرين بالخشبات.

    لماذا تحسن الأرجنتين؟

    أولاً، لأن ليونيل سكالوني وجد التوليفة المناسبة في خط الهجوم المتمثلة بسيرجيو أجويرو ولاوتارو مارتينيز وليونيل ميسي، والتي لعب بها أيضاً في المباراة الماضية أمام قطر وحقق الانتصار، هذا الثلاثي يضغط بشكل فعال على خط دفاع الخصم ويفتك الكثير من الكرات، وجاء من هذه الاستراتيجية هدفين في آخر مباراتين.

    كما توفر ثلاثية ميسي ولاوتار وأجويرو مرونة أكبر في عملية الهجوم، حيث تسمح باللعب على الأطراف لكن دون تفريغ العمق كما كان يحدث في أول مباراتين، دون أن ننسى أن اللاعبين الثلاثة يمتازون بالقدرة على التهديف حتى لو كانوا في أسوأ حالاتهم، وهو ما يحتاجه الفريق تماماً في هذه المرحلة.

    ترابط الخطوط

    أشرنا سابقاً أن الأرجنتين تضغط بطريقة سيئة للغاية، لأن الخطوط الثلاثة لا تحافظ على مقدار المسافة في ما بينها، الأمر الذي كان يسمح للخصم بالحصول على المساحات والارتداد السريع، لكن يبدو أن سكالوني تنبه لهذه المسألة، وأصبح هناك تناغم أكبر في تحرك الخطوط الثلاث سواء في العملية الدفاعية أو الهجومية، ولم يعد خط الدفاع متمركزاً في الخلف عندما يكون هناك ضغط عالي، أو العكس بأن يكون خط الهجوم متقدماً عندما يحاول الفريق تطبيق دفاع المنطقة.

    استراتيجية جيدة في الشوط الثاني

    كان قراراً حكيماً من سكالوني التراجع إلى الخلف واللعب على الهجمات المرتدة السريعة، فهو يعلم أن فنزويلا لا تملك مقومات هجومية كبيرة بحكم أنها لم تسجل سوى في مباراة واحدة منذ بداية البطولة وكانت أمام بوليفا، بالإضافة إلى أنها لا تجيد شن الهجمات بشكل منسق وتبرع في الهجمات المرتدة فقط.

    سكالوني كان يخشى من تلقي هدف مباغت في الشوط الثاني عبر هجمة مرتدة، لذلك أمر لاعبيه بالتراجع، وقرر هو الاعتماد على سلاح المرتدات، وكانت منظومة الأرجنتين الدفاعية متماسكة بشكل بارع جداً، حيث لم يخلق الخصم أي فرصة حقيقة على المرمى باستثناء تسديدة مانشيز في الدقيقة 70.

    التحرر من الاعتماد على ميسي

    وأخيراً، بدأ منتخب الأرجنتين يلعب كمنظومة متكاملة، ولم نعد نشعر أن حامل الكرة يبحث عن ليونيل ميسي فقط، والدليل أن البرغوث كان من أقل اللاعبين تمريراً للكرة في الشوط الأول بعد لاوتارو وأجويرو.

    هذه النقطة تحديداً هي سر تطور الأرجنتين في آخر مباراتين، وبالأخص في لقاء اليوم، حيث استغل أجورو ولاوتارو الرقابة اللصيقة على ميسي ليطلبوا الكرة في أماكن خطيرة جداً، كما أصبح عند حامل الكرة خيارات عديدة بدلاً من البحث عن نجم برشلونة طيلة التسعين دقيقة وتمرير الكرة له وهو في وضعية صعبة للغاية كما كان يحدث أمام كولومبيا وباراجواي.

    الأرجنتين تحتاج لميسي الآن

    كما قلنا، ميسي لم يكن سيئاً، لكن في الوقت ذاته ما زال بعيداً عن مستواه الحقيقي، خصوصاً من حيث الفاعلية بالتمرير والتهديف، ولا يمكن لهذه المجموعة تحقيق اللقب إن لم ينتفض أفضل لاعب في الفريق ويقودهم في الاختبارات القادمة المعقدة.

    مشكلة ميسي مع الأرجنتين ذهنية ونفسية بدرجة أكبر من أن تكون تكتيكية أو فنية، وأشرنا إلى ذلك في العديد من المناسبات، ومن المفترض أن الضغوط قلت كثيراً بعد انتصار اليوم، لذلك لن يكون هناك أعذار في مباراة البرازيل القادمة لصاحب الكرة الذهبية 5 مرات.