وقفة سبورت 360 .. سكالوني يبدع في تدمير الأرجنتين وميسي ليس بريئاً

رامي جرادات 07:41 20/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • تعثر جديد للمنتخب الأرجنتيني في بطولة كوبا أميركا 2019، لكن هذه المرة بالتعادل مع باراجواي بهدف لمثله لحساب الجولة الثانية من مرحلة المجموعات، ليبقى ليونيل ميسي ورفاقه تحت الضغط كونهم مهددين بالإقصاء من البطولة.

    الأرجنتين قدمت شوط أول كارثي على جميع الأصعدة، حيث لم تصنع أي فرصة على مرمى الخصم، في المقابل كانت الباراجواي تطبق الهجمة المرتدة بطريقة مثالية، ونجحت في خطف هدف وكادت ان تضيف أهداف أخرى أيضاً، الأمور تحسنت قليلاً في الشوط الثاني، لكن بلا شك منتخب التانجو كان محظوظاً بخروجه بنقطة التعادل اليوم، وفي هذا التقرير سوف نسلط الضوء على بعض النقاط المهمة:-

    سكالوني مصمم على تدمير الأرجنتين

    عندما تنظر إلى قائمة الأرجنتين المشاركة في البطولة، سوف تجد صعوبة بالتعرف على الكثير من الأسماء، فهناك حقيقة غير قابلة للنقاش وهي أن منتخب التانجو يعاني من انخفاض في جودة اللاعبين بالوقت الراهن.

    المشكلة أن المدرب سكالوني يفاقم هذه المشكلة في كل مباراة، وبالأخص في مواجهة اليوم التي قرر فيها الاستغناء عن الثلاثي آنخيل دي ماريا، باولو ديبالا وسيرجيو أجويرو لأسباب غير مفهومة، او ربما هناك تفسير لها لكنه ليس منطقياً.

    هدف سكالوني يتخلص بالاعتماد على لاعبين مستعدين للتضحية من أجل الفريق، ويساندون بالعملية الدفاعية بشكل أكبر، وأكثر نشاطاً من النجوم المعروفين لدى الجميع، وهذا التفكير في حد ذاته مشكلة، فمن المفترض أن الأرجنتين هي الطرف الأقوى وتلعب من أجل الفوز وفرض هيمنتها، وليس أن تكون الطرف التي تقوم بردة الفعل.

    دفاع الأرجنتين لم يتحسن أبداً بإقصاء النجوم، وعملية الضغط ما زالت ناقصة، وهذا يؤكد أن الخلل في المنظومة التكتيكية وليس بالأسماء الحاضرة بالملعب، وبما أن الفريق يعاني دفاعياً بجميع الأحوال، كان من الأجدر الدفع باللاعبين القادرين بالفعل على صناعة الفارق.

    أجويرو ودي ماريا يقدمان أداء جيد مع أنديتهما، حتى باولو ديبالا لم يكن سيئاً للغاية مع يوفنتوس وكان حاسماً في العديد من المناسبات، وبالتالي لا يمكن معاقبتهم على تدهور مستواهم مع منتخب التانجو لأن المسألة لا تقتصر على لاعب أو اثنين، فحتى ليونيل ميسي نفسه يصدر لنا أسوأ نسخة له منذ بداية مسيرته الاحترافية.

    وجود لاعبين كبار يملكون مهارة المراوغة والتسديد والتمرير في الملعب يجعل فرصك بالفوز أكبر، فأي منهم قادر على أن يكون البطل في لقطة واحدة حتى لو كان سيئاً على مدار تسعين دقيقة، لاسيما وأن الأسماء البديلة التي يلعب بها سكالوني لم تقدم شيء في المباراة الأولى، كما أن مستواها مع أنديتها ليس بذلك الشيء المميز.

    التبديلات بالطبع لا تحسب للمدرب رغم أنها صنعت الفارق، بالأخص دخول سيرجيو أجويرو، لأن هذه التغييرات في الشوط الثاني كانت معالجة للأخطاء التي ارتكبها في اختيار التشكيلة، وربما لو لعب بالتشكيلة المعتادة لما وجد الفريق نفسه في هذا الموقف من الأساس.

    سحب كل النجوم في الفريق ووضع ليونيل ميسي بين مجموعة من اللاعبين المغمورين هو رسالة للخصم بأن الاعتماد كله سيكون عليه طيلة التسعين دقيقة، كما يجعله مقيداً بسبب الرقابة عليه، وبالطبع لاعبين مثل دي بول ومارتينيز وبيريرا لن يحسنوا استغلال انشغال الخصم بمراقبة ميسي بالقدر الذي سيفعله أجويرو ودي ماريا وديبالا.

    لماذا تعاني الأرجنتين دفاعياً ؟

    مباراتين على التوالي يعاني فيه منتخب التانجو من الهجمات المرتدة السريعة، والسبب يعود في ذلك إلى تباعد الخطوط عن بعضها، حيث يسعى سكالوني للضغط على الخصم في مناطقه، لكن هذه العملية تشمل خط الهجوم والوسط فقط، بينما يبقى خط الدفاع متسمراً بمكانه دون التقدم إلى الأمام

    الضغط العالي عملية جماعية يشارك بها جميع اللاعبين، حتى حارس المرمى يكون له دور أيضاً، فلا يعقل أن ينقسم الفريق لجزأين كما نرى في الأرجنتين، أحدهما يتواجد في الثلث الأخير من الملعب بالقرب من مرمى الخصم، والثاني في الثلث الأول،  يجب أن تكون الحركة ديناميكية بين الخطوط الثلاث، وينبغي أن يكون هناك مقدار ثابت للمسافة بينهم أثناء التقدم والتراجع.

    ما يحدث للأرجنتين أن رباعي الخط الأمامي يتقدم للضغط، ويتقدم معهما أيضاً ثنائي محور خط الوسط المتمثل لو سيلسو وباريديس في الكثير من الأحيان، بينما يبقى الرباعي الخلفي في مناطقه ولا يتقدم لمراقبة مهاجمي الخصم الذي يحصلون على مساحة شاسعة لطلب الكرة ما بعد منتصف الملعب.

    ميس ليس بريئاً

    الجميع ينتقد لاعبي منتخب الأرجنتين، وبالأخص النجوم مثل دي ماريا وأجويرو وديبالا، رغم أن هؤلاء يقدمون أداء جيد مع أنديتهم كما أسلفنا، وبالتالي لا يمكن إعفاء ميسي من هذه المعادلة، لأنه هو الآخر يقدم أداء خيالي مع برشلونة ويأتي لمنتخب بلاده بأقل من نصف مستواه الحقيقي.

    ميسي ليس المشكلة بالتأكيد، لكنه جزء منها كباقي حال جميع اللاعبين، وربما يتحمل مسؤولية أكبر بعض الشيء من زملائه لأنه يملك إمكانيات كبيرة جداً، فنحن لا نتوقع من مارتينيز أن يراوغ لاعبين ويسجل هدف، لكننا ننتظر ذلك من ميسي لأنه فعل هذا الأمر في مناسبات عديدة، وهو شيء اعتيادي بالنسبة له.

    الإحصائيات تؤكد أن ميسي أكثر لاعب خسر الكرة في الأرجنتين سواء في مباراة كولومبيا أو مباراة اليوم، ورغم أنه يقدم أداء أفضل من باقي زملائه بالمجمل العام، لكن لو أخذنا بعين الاعتبار الفارق بالجودة بينهما سنجد أنه مقصر كثيراً.

    لا شك أن هناك العديد من الأمور التي تؤثر على ميسي، ومعظم هذه العوامل لا يمكنه التحكم بها مثل خيارات مدربه الغريبة والاستراتيجية التي يلعب بها، وأمور خفية أخرى كحركة زملائه المحدودة حوله والتي تجعله دائماً في موقف صعب عند استلام الكرة.

    لكن هناك أيضاً عوامل أخرى هو من يتحكم بها ويتحمل بسببها بعض المسؤولية، مثل فشله في لعب دور القائد بتنظيم اللاعبين داخل الملعب، وإصراره على استلام الكرة في الخلف بمناطق غير فعالة، عدا عن تسرعه الواضح وعدم تحليه بالمكر الذي يتسم به دائماً، والضغوط الملقى عليه هنا ليست مبرر له أبداً، فقد حان الوقت ليتمرد على كل ذلك بعد أن وصل لمرحلة النضج المثالية.