وقفة 360 .. أسباب هزيمة الأرجنتين من كولومبيا ومشكلة ميسي الرئيسية

رامي جرادات 04:46 16/06/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • لا جديد، ما زال منتخب الأرجنتين يعاني في البطولات الكبيرة، وتلقى اليوم هزيمة مستحقة من منتخب كولومبيا بهدفين نظيفين في الجولة الافتتاحية لبطولة كوبا أميركا 2019، لتزداد الضغوط على ليونيل ميسي الذي يطالبه الجميع بلقب مع منتخب بلاده.

    الأرجنتين لم تقدم أي شيء يذكر في المباراة، ربما باستثناء أول 25 دقيقة من الشوط الثاني التي استحوذت خلالها وخلقت بعض الخطورة على المرمى، ما عدا ذلك، كان الفريق تائهاً في جميع الخطوط، في المقابل أظهرت كولومبيا رغبة أكبر بالفوز ولعبت بروح عالية، عدا طبعاً عن الالتزام التكتيكي من اللاعبين.

    أسباب هزيمة الأرجنتين كثيرة جداً، فهناك فوضى عارمة بالفريق بداية من المدرب والأسماء التي اختارها للمشاركة في البطولة، مروراً باختيار التشكيلة والخطة في مباراة اليوم، وانتهاءً بالأداء الذي قدمه اللاعبين على أرض الملعب، لكننا سنركز في هذه المقال على 3 نقاط رئيسية قد تكون الأهم بتفسير ما حدث في اللقاء:-

    الإصرار على 4-4-2

    اللعب بخطة 4-4-2 بجناحين كلاسيكيين لم يكن خياراً موفقاً من المدرب ليونيل سكالوني، هذا الرسم التكتيكي فشل كثيراً في منتخب الأرجنتين خلال السنوات الماضية، لأنه ببساطة لا يوجد العناصر التي تخدم هذه الخطة.

    دي ماريا لم يعد معتاد على اللعب على خط الملعب كما كان في بداية مسيرته الاحترافية، أما جيوفاني لو سيلسو فهو لا يملك السرعة والمهارة الكافية للاختراق على الرواق، وفي وجود ميسي وحيداً بعمق خط الوسط من الناحية الهجومية وبدون مساندة من الثنائي باريديس ورودريجيز، ظهرت الأرجنتين عاجزة تماماً عن بناء هجمة واحدة طوال الشوط الأول.

    كان من الأفضل اللعب بخطة 4-3-3 والاعتماد على ليونيل ميسي كصانع ألعاب، بينما يلعب باولو ديبالا على الرواق الأيمن، ودي ماريا كمهاجم أيسر، وأمامهما سيرجيو أجويرو، هذه التوليفة كانت لتكون أفضل بكثير مما رأيناه في المباراة.

    توظيف كوادرادو ولمسة خاميس

    صحيح أن الأرجنتين قدمت مردود سيء، لكن في الحقيقة كولومبيا قدمت مباراة تكتيكية من أعلى طراز أيضاً، وصعبت مهمة ليونيل ميسي ورفاقه كثيراً، وهذا يعود بفضل المدرب البرتغالي كارلوس كيروش.

    أبرز النقاط التي يجب الإشادة بها بكارلوس كيروس هو اللعب بخوان كوادرادو في خط الوسط وليس كجناح هجومي، فهذا ساعد من جهة على إغلاق جميع المنافذ على آنخيل دي ماريا السيء بالأساس، ومنح كولومبيا عنصر السرعة في بناء الهجمة، عدا عن توفيره حلول فردية في وسط الملعب كانت تساعد الفريق على الخروج بالكرة بأريحية، ويكفي القول أنه قام بـ5 مراوغات ناجحة في الشوط الأول فقط.

    ومن العناصر التي صنعت الفارق أيضاً هي خاميس رودريجز الذي قدم مباراة كبيرة من حيث ربط خطي الوسط والهجوم، وإمداد زملائه بالكرات بشكل متواصل، فقد شارك في معظم فرص كولومبيا الخطيرة، وكان مفتاح الاختراق في الثلث الهجومي الأخير، وتوج مجهوداته بالتمريرة التي ضرب بها كل الخطوط في لقطة الهدف الأول.

    مشكلة ليونيل ميسي اليوم وفي الأرجنتين عموماً

    لماذا لا يظهر ميسي مع الأرجنتين كما في برشلونة؟ سؤال أزلي حير الجميع طوال هذه السنوات، طبعاً هناك عوامل عديدة مثل فارق الجودة بين الفريقين، ومدى تكيف ميسي مع زملائه، والضغوط الكبيرة المفروضة عليه من جماهير وصحافة.

    لكن هناك سبب أكثر واقعية ويمكن ملاحظته في أي مباراة للأرجنتين، وهو أن اللاعبين يبحثون عنه بشكل مستمر، ورغم أن هذا أمر طبيعي ويحدث في برشلونة بشكل مستمر أيضاً، إلا أن الفارق هنا أن زملاء البرغوث في المنتخب يمررون الكرة له في وضعيات صعبة جداً.

    من شاهد الشوط الأول في مباراة اليوم سيفهم هذه النقطة جيداً، ميسي لم يستقبل سوى بضعة كرات معدودة على الأصابع بوضعية مريحة، وباقي الكرات كان يتلقاها من زملائه لأنهم ببساطة لا يعرفون ماذا يفعلون بها ويعتقدون أن مهمتهم هي إيصال الكرة له تحت أي ظرف.

    في برشلونة، يتم بناء الخطة بشكل كامل على ميسي، معظم الكرات تمر عليه في الفريق، لكن قبل أن تصله الكرة، يتم التحضير لذلك جيداً، فأولاً لا يكون تحت رقابة أكثر من لاعب بشكل لصيق، وثانياً يكون انتشار زملائه في الملعب بشكل أفضل بحيث يكون لديه خيارات فورية لحظة الاستلام، إما للتمرير أو لاستغلالها في التمويه أثناء المراوغة، وهذا تماماً ما يفقده في منتخب التانجو.