كريستيانو رونالدو

موقع سبورت 360 – يُواصل البرتغالي كريستيانو رونالدو ممارسة هوايته المفضلة، حيث يدفع أفراد عائلته للتأكيد أمام وسائل الإعلام على وجود “مافيا” تتحكم في مجتمع كرة القدم، كما أن اللاعب نفسه، دائماً ما يتباهى بإنجازاته وأرقامه على حسابه بالانستجرام.

ففي أمس السبت، قالت دولوريس أفيرو، والدة رونالدو خلال احتفالية بافتتاح سلسلة فنادق يمتلكها ابنها: “توجد مافيا، هذه هي الكلمة المناسبة لوصفهم، يريدون منع كريستيانو من الفوز بمزيد من الجوائز الدولية”.

وأضافت في التصريحات التي نقلتها صحيفة (ماركا) الإسبانية: “لو كان رونالدو يحمل الجنسية الإنجليزية أو الإسبانية لما تعرض لهذه الحملة.. لكنه برتغالي ومن ماديرا، إنه يستحق الكرة الذهبية لكل ما قدمه خلال الموسم وأنا واثقة من ذلك”.

وتُوج رونالدو بالكرة الذهبية خمس مرات خلال مسيرته، وهو ما وضعه على قمة جدول ترتيب المتوجين بالجائزة تاريخياً، مناصفة مع الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم برشلونة الإسباني.

وقائع سابقة:

في الموسم الماضي، وبعد أن ظفر لوكا مودريتش بالكرة الذهبية، صرحت إيلما كاتيا، شقيقة رونالدو، قائلة: “للأسف هذا هو العالم الذي نعيش فيه، عالم فاسد بالمافيا والأموال اللعينة، إرادة الرب أقوى بكثير من كل هذا الفساد، القدر يأخذ وقته ولكنه لا يفشل”.

بينما نشرت كاتياً صورة لشقيقها عبر موقع التواصل ذاته مصحوبة بتعليق قالت فيه: “هذا هو أفضل لاعب في العالم، لمن يفهم كرة القدم طبعاً”.

وفي 2013، فاجأت جماهير ريال مدريد مهاجمها البرتغالي بـ”دخلة” رائعة أثارت موجة إعجاب في الصحف الإسبانية، حيث رسمت لوحة فنية كبيرة تحمل صورة صاروخ ماديرا، كُتب عليها “الكرة الذهبية لكريستيانو رونالدو”، وذلك في محاولة منها للضغط على الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” لمنح جائزة البالون دور لنجم فريقها.

GettyImages-504561078 (1)

كما رفع جمهور اللوس بلانكوس لافتات كبيرة كُتب عليها عبارة “كلنا كريستيانو رونالدو”، وأخرى تطالب الاتحادي الدولي لكرة القدم بمنح رونالدو الكرة الذهبية، وذلك بعد أيام من تفضيل جوزيف بلاتر لميسي على صاروخ ماديرا.

ودائماً ما يدلي اللاعب البرتغالي بتصريحات نرجسية كلما اقترب موعد توزيع جوائز الأفضل في العالم، ويحرض المقربين منه ووكيل أعماله لدعمه أمام وسائل الإعلام، حتى بدا للبعض وكأنه يتسول الألقاب الفردية رغم أن مسيرته طافحة وغاصة بها.

نظرية المؤامرة:

لا تُعد نظريات المؤامرة في كرة القدم ظاهرة جديدة، فهي تخطر في أذهاننا بشكل مستمر، ويبدو أن والدة كريستيانو رونالدو تؤمن بها، فهي تعتقد أن نجلها لم يحصد المزيد من الكرات الذهبية لأنه ليس إسبانياً أو إنجليزياً.

ويظهر جلياً أن والدة رونالدو لا تعلم أن آخر إنجليزي فاز بالكرة الذهبية، كان قبل 18 سنة، أما آخر مرة لامس فيها لاعب إسباني اللقب الفردي المرموق، فتعود إلى 1959 أي قبل 60 عاماً بالتمام والكمال.

أما الأمر الآخر، والذي ينسف ما تؤمن به والدة رونالدو، فهو أن أندريس إنييستا وتشافي هيرنانديز، لم يظفروا أبداً بالكرة الذهبية، رغم انحدراهما من إسبانيا، هذا بالإضافة إلى أن أكثر اللاعبين حصولاً على هذه الجائزة يحملان الجنسية الأرجنتينية والبرتغالية.

هل حُرم رونالدو من المزيد من الكرات الذهبية؟

فاز رونالدو بجائزة الكرة الذهبية للمرة الأولى في عام 2008، واكتسح وقتها تصويت فرانس فوتبول برصيد 446 نقطة، أمام ميسي الذي احتل المركز الثاني برصيد 281 نقطة في ذلك الوقت، قبل أن يتبادلا الأدوار في العام التالي، الذي شهد مساهمة البولجا في سداسية أسطورية تُوج بها برشلونة في عام واحد.

وفي عام 2010 تُوج ميسي مجدداً بالكرة الذهبية، وخرج رونالدو تماماً من المنافسة على الجائزة، حيث ترشح إلى جانب ميسي كل من تشافي هيرنانديز وأندريس إنييستا الذين ساهما في تتويج منتخب بلادهما بكأس العالم للمرة الأولى في التاريخ.

وتُوج ميسي مجدداً بالكرة الذهبية وفي ذلك الموسم تألق رونالدو بشكل مبهر على الصعيد الفردي، إلا أن ميسي ساهم في استعادة برشلونة لقب دوري أبطال أوروبا، ليلعب ذلك الإنجاز الدور الأبرز في حفاظه على الجائزة المرموقة.

وفي 2012، فاز ميسي مرة أخرى بالجائزة بعدما قدم مستويات فردية مبهرة، حيث سجل 91 هدفاً في تلك السنة، ورغم عدم تتويج برشلونة بألقاب كبرى استفاد ليو من أدائه الفردي، وفي المقابل ظهر رونالدو بوجه جيد في ذلك العام، لكنه لم يظفر بأي لقب كبير مع ريال مدريد.

وشهد عام 2013 واحدة من أشرس المنافسات في تاريخ الكرة الذهبية حيث فاز بها رونالدو بنسبة 27.99% بينما نال ميسي نسبة 24.72% من الأصوات أمام الفرنسي فرانك ريبيري الذي نال 23.36%، وعرف ذلك العام حدثاً مريباً حيث قام القائمون على الكرة الذهبية بتمديد التصويت بعدما تألق صاروخ ماديرا ضد السويد في مُلحق المونديال.

GettyImages-1179075660 (1)

وفي 2014 استحق رونالدو البالون دور عن جدارة بعدما قاد ريال مدريد للتتويج بدوري الأبطال، أما في 2015 فقد استعادها ليو ميسي بأدائه الفردي الخارق في تلك السنة، ليوسع الفارق بينه وبين صاروخ مادير.

وفي موسمين متتاليين، فاز رونالدو بالكرة الذهبية، وفي العام الماضي أنهى مودريتش الهيمنة التاريخية للثنائي كريستيانو وميسي، بعدما ساهم في تأهل المنتخب الكرواتي للمواجهة النهائية بكأس العالم، وأيضاً بسبب تتويجه بدوري الأبطال مع ريال مدريد.

ويظهر جلياً أن رونالدو لم يستحق الفوز بالمزيد من الكرات الذهبية، بل كان من الممكن أن يخسرها في 2013 لولا تمديد التصويت، خاصةً وأن ذلك العام شهد تتويج فرانك ريبيري بثلاثية تاريخية مع بايرن ميونخ.

ويبدو أن رونالدو يستخدم أسلوب “التسول” و”الضغط” على فرانس فوتبول والفيفا، لأنه يعلم جيداً أنه لن يحقق حلمه بالتفوق على ميسي إذا لم يظفر بالجائزة هذا العام، سيما وأن عامل السن لا يصب في مصلحته.