جوزيه مورينيو .. عن ذلك الغياب لرائد المسرح الكروي في العصر الحديث

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • جوزيه مورينيو

    لا يبدو أن أحداً يشعر بالرضا في المجتمع الكروي من غياب ابن سيتوبال صاحب المقولات المشرقة وصاحب المآثر كذلك الذي يُخلص في تركها في كل مكان يذهب إليه أو يرحل عنه.

    جوزيه مورينيو ابن الـ 56 عاماً يُمثل لكرة القدم الحديثة أحد الرواد المهمين..الذي نقل الرجل الدمث الهادىء المعروف باسم المدرب والذي يلبس أرقى الأزياء ويقول الكلمات الدقيقة البسيطة إلى مرحلة أخرى، لقد نقل المدرب من كونه المُعلِم والأستاذ إلى كونه قائد محنك لديه في داخله نوعاً من اللؤم الذي يُتقن إخراجه في الوقت الذي يراه مناسباً..غليظ الطباع أحياناً وفي أحيان أخرى ثائر وطفولي.

    عندما ركض مورينيو على أرضية ملعب الكامب نو في 2010 محتفلاً أمام جماهير برشلونة ولاعبيه وعندما كان يركض ثم يزحف بركبتيه معلناً فرحته الحُرة بالانتصار في لندن فقد أضاف للمدرب قيمة أخرى..قيمة أن تكون مدرباً بثوب مشجع يغضب ويفرح دون أية بروتوكولات أو أعراف.

    لا يوجد أعراف لدى مورينيو .. يوجد حرية كاملة لخشبة المسرح الكروي

    جوزيه مورينيو في بورتو

    جوزيه مورينيو في بورتو

    أكد جوزيه على غياب الأعراف عنده في مؤتمراته الصحفية باللغات المتعددة التي يتقنها فأصبح مثل رائد للمسرح الكروي في العصر الحديث ومكتشف الجانب البشري الكامل في مدرب كرة القدم وهو الشىء الذي يجعله مُجدد لأعراف المستطيل الأخضر وبلا مبالغة فهو يُمثل لمدربي كرة القدم الحديثة ما تُمثله الحركات الفنية والأدبية المختلفة التي تطمح لنقل الفن أو الأدب إلى مرحلة أخرى.. ويمثل للمشجعين مرجع للمواقف الواضحة من أحداث معينة تدور داخل أو خارج المسرح الرياضي الذي يتفنن فيه الـ22 لاعباً لإخراج أفضل ما لديهم من مهارات.

    هو نفسه الذي يعاني عن الغياب عن مقعد المدرب منذ إبعاده عن مانشستر يونايتد..لقد فقد وظيفته وجلس يشاهد ويعقب على الأوضاع مثل ممثل مسرحي له تاريخ طويل أجبره الزمن وتقدم العمر على أن يستكين ويبتعد عن الخشبة المهيبة لبعض الوقت أو لفترة طويلة.

    هذا الشىء الذي يُمكن اكتشافه من نبرة الانكسار المحدودة في صوته في لقاء مع إحدى القنوات قبل عدة شهور والتي نجح في السيطرة عليها قبل أن يرتكب خطيئة البكاء التي لم يفعلها سوى مرة عندما فاز مع إنتر ميلان بدوري الأبطال..فهذا المسرح الإيطالي معروف بالعاطفة المُفرطة.

    لا يُمكن للنجم اللامع الذي كانت كلماته وقراراته تسبب الضجيج أن يقبل بأن يصبح منسياً وأن يكتفي بمشاهدة التلاميذ أو النجوم الصغار وهم يلمعون ويؤدون أدوارهم في إبهار الجمهور..ولكل واحدٍ طريقته، ولكن لمورينيو الطريقة التي ظل محتفظاً بها في تحدي الظروف والأوضاع السيئة حتى في أواخر أيامه مع وظيفته الأخيرة في مانشستر..حينما كان يبعث برسائل خاصة بعد كل مباراة بإشارات معينة إلى الكاميرا أو إلى الجماهير..لقد كانت خشبة المسرح عنده متنقلة..يجعل الجمهور عنصراً بها بتفاعلهم وحديثهم عن مشاهدته التي يفتعلها بكل براعة.

    التنازلات المحتملة للرجل الخاص

    جوزيه مورينيو مع المدرب الإسباني لوبيتيجي الذي نال فرصة تدريب الريال خلفاً لزيدان

    جوزيه مورينيو مع المدرب الإسباني لوبيتيجي الذي نال فرصة تدريب الريال خلفاً لزيدان

    ولكن على أية حال.. فإن من خلع ثوب الأناقة عن مدرب كرة القدم وجعله ثوب أكثر شعبوية وانخراطاً مع الاحاسيس البسيطة للمشجع ربما يكون قادراً على أن يخلع ثوب الرجل الخاص المتعالي بإنجازاته ومآثره القديمة لينزل لدرجة أو درجتين ويقبل في العمل في مسرح جديد..أقل نفوذاً وجمهوراً وشعبية.

    ربما يُعيد لنفسه بعضاً من الوجاهة والإشراق بقبول عرض من مسرح دورتموند أو مسرح ميلانو أو غيرها من مسارح أوروبا..أو يبقى منتظراً حتى يرن هاتفه طلباً منه أن يرد على مدير مسرح مدريد الكبير..يوماً ما!..وعندما يحين هذا الوقت..فالكل سيكون في انتظار مسرحية تُعبر عن ذلك الغضب من فقدان الرجل الكبير لشىء لم يعتقد يوماً أنه سوف يفقده.