محمد علي كلاي

بقلم عمر العزاوي

كان عمره 22 عامًا عندما احترف محمد علي كلاي لعبة الملاكمة بعد فوزه بالميدالية الذهبية بعمر الثامنة عشر في الدورة الأولمبية بروما عام1960 من هناك بدأ الاسطورة محمد علي كلاي نجوميته الامعة في رياضة الفن النبيل وبعد ٤ سنين حصل على بطولة العالم للوزن الثقيل بالضربة القاضية على حساب الملاكم الأمريكي سوني ليستون مسجلاً رقماً قياسياً كأصغر ملاكم يحقق لقب البطولة وهو بعمر الثانية والعشرين، ليتبعها بعدها ببطولتين للوزن الثقيل عام 197 4 و 197 8 ليكون الملاكم الوحيد الذي فاز ببطولة العالم ثلاث مرات للوزن الثقيل وتوج أيضا بجائزة رياضي القرن عام ١٩٩٩…

و على مدار مسيرته الاحترافية خاض محمد علي 61 مباراة احترافية فاز 57 ( 37 بلضربة القاضية) و 5 خسارات و صنف من قبل الكثير من هيئات الملاكمة علب كأفضل ملاكم للوزن الثقيل في التاريخ و هنا يتبادر بذهن بعض عشاق الملاكمة لماذا يعتبر محمد علي الاعظم في الملاكمة و الرياضة بشكل عام على الرغم ان هناك ملاكمين تفوقوا على محمد علي من ناحية السجل الرياضي؟

نمط فريد من نوعه

18647318_303

بالتأكيد لم تكن القوة والقوة المطلقة. لم يُعتبر أبدًا من بين أصعب الملاكمين في الملاكمة ، واستمر أكثر من ثلث مسابقاته الاحترافية من طول المدة المفترضة للملاكمين. كما أنه لم يكن ملحوظًا من حيث الطول أو الوزن لكن كانت سرعة علي وخفة الحركة و رشاقة القدم من بين السمات التي ميزته أكثر من غيره من المنافسين لا شك ان علي كان ماهرا بشكل فريد و استخدم تقنيات بعيدة عن الكلاسيكية و في تناقض صارخ مع وجهات النظر المعاصرة في وقتها غالبا ما أمسك يديه على جانبيه عند مستوى الخصر وبرع في تجنب اللكمات من خلال سحب رأسه للخلف كان يعمل على إرباك خصومه وجذبهم إلى أخطاء. كان نادراً ما يكون المعتدي ، مفضلاً الأسلوب الذي استفاده من عدوان الخصوم و وصف علي أسلوبه بأنه (يطير كالفراشة و يلسع كالنحلة)

القوة العقلية

portraetboxenaligjpg100__v-original

أضهر علي نقاط قوة نفسية كبيرة جدا وتميز بأيمانه بنفسه و تعبيرات الثقة الصاخبة و لطالما كانت نظراته الترهيبية تدخل المنافسين في دوامة من القلق و الخوف ولهذا كسب العديد من المباريات قبل دخول الحلبة أصلا كانت تبدأ المباراة بالنسبة لعلي قبل دخول الحلبة و بمرور الوقت تمكن علي من ترك انطباع و غرس مفهوم انه فوق طاقة البشر تقريباً

السنوات الذهبية للملاكمة

Muhammad-Ali-Punch (1)

عندما تلتقي به لمدة دقيقتين سوف تكون بعدها شخص أفضل” هكذا وصف جورج فيرمان محمد علي مثل الكثير من منافسيين محمد علي كان منافس عظيم في الفترة الذهبية و ايضا لأنه كان الافضل بينهم و السبب الأساسي هو ان علي جلب أبعادًا جديدة تمامًا لهذه الرياضة وأعطاها نوعًا خاصاً من الجمالية وأهمية أوسع لم يسبق لها مثيل.

نوعية الخصوم

muhammad_ali_vs_norton_0

الكثير من نجوم الملاكمة يصلون لمرحلة من النجومية و الثراء وبعدها يبدأون بلمحافضة على سجلهم الرياضي الخالي من الخسارات او بخسارات قليلة و يتجنبون النجوم الصاعدين او المنافسين الاقوياء لكن خصوم محمد علي كانوا من الطراز الثقيل جورج فيرمان أيرني تيريل جو فريزر سوني ليستون لاري هولمز و القائمة تطول… لم يتجنب علي ملاكمة ملاكمين من الطراز القوي بل كان يبحث عن أقوى الخصوم ويقبل جميع النزالات

العودة

h (9)

نادرا ما يعود الرياضيين على مستوى النخبة بعد أيقاف طويل. هل هناك من يعتقد ان كوبي براينت او جايسون جاي او رافايل نادال يستطيعون الجلوس لمدة ثلاث مواسم ونصف ثم يعودوا الى حيث ما توقفوا؟ بالطبع لا لكن محمد علي فعلها بعد أن اعلن رفضه للالتحاق بالجيش لمعارضته الشديدة للحرب على فيتنام ، قائلا إنها ضد تعاليم القرآن والدين الإسلامي. وفي عام 1967، في قمة انتصاراته في عالم الملاكمة،سحب اللقب العالمي منه وبعد عودته واجه منافسين من الطراز القوي امثال جيري كواري و أوسكار بونافينا و كليفلاند ويليامز و جو فريزر و إيرني تيريل ثم هزم بطل وزن الثقيل الذي لا يقهر جورج فيرمان (مباراة الغابة) بمباراة صنفت على انها أفضل مباراة في تاريخ الملاكمة و سابع أعظم لحظة رياضية في التاريخ ليستعيد عرش الملاكمة في العالم بأسره بجدارة

التأثير السياسي والثقافي

Muhammad Ali

ما وراء الرياضة كان لمحمد علي تأثير قوي كان شخصية بارزة في فترة الستينات كان ناقد بارع وبارز وصريح للمجتمع الأمريكي ورفضه المشاركة في الحرب على فيتنام كان حدث مهم في وقتها جرده من حق لعب الملاكمة لمدة طويلة إضافة الى أن شاب أسود يغير اسمه و دينه و يتكلم بغرور مع البيض ويعلن وجهات نظر مناهضة للسياسة الأمريكية كان شيئ مميز بالنسبه لمعجبيه مما اعتبروه بطل على المستوى الثقافي ايضا

الأناقة

5751eebc12000025008955ab

أناقة محمد علي لم تقتصر خارج الحلبة فقط بلبسه و تسريحته و لباقة كلامه و شخصيته الجذابة بل كانت أيضاً داخل الحلبة، دائما ما كان أنيق بأدائه وطريقة لكماته الساحرة و تحركاته وطريقة أستعمال القدم، كل شيء كان متناسق في محمد علي داخل الحلبة

بطل بكل ما تحمله المعاني

407

اخيراً قصة محمد علي هي قصة رجل قناعة و أيمان كان و لا يزال يحبه الملايين على مستوى العالم و بدوره لم يحب محمد علي شيئ في الحياة اكثر من التواصل مع الناس و العالم أحب علي الناس ولم يعزل نفسه عن الصحافة او الجمهور. كانت معسكراته مفتوحة دائما للزوار و نادرا ما كان يرفض المقابلات مع الصحافة. بينما ينزل فلويد مايويذر من طائرته الخاصة بعيدا عن الجمهور وتحيط به مجموعة من الحمقى و الحراس الشخصين لم يوظف محمد علي حارس شخصي واحد! و رد في مقابلة تلفزيونية على سؤال اذا كان لديه حارس شخصي و كانت أجابته ان حارسه هو الله