موقع سبورت 360 – لم يستطع الكثير من متابعي الدوري المصري من محللين ومدربين وحتى مشجعين ولاعبين أن يخفوا إعجابهم بطريقة اللعب التي ينتهجها وادي دجلة تحت قيادة مدربه اليوناني الجريء تاكيس جونياس.

7667

المدرب صاحب الـ 47 الذي يخوض أول تجربة خارج أوروبا، لم يكن يتوقع له كثيرون النجاح – على الأقل على المستوى الفني – فقد سبقه مدرب آخر ناجح وهو باتريس كاتيرون ومن بعده أحمد حسام “ميدو”، ثم طارق العشري، وأخيرا جونياس الذي يسعى لوضع فريقه في مكانة أخرى وفي قالب فني مختلف تماما عن كل أندية الدوري المصري بما فيها الأهلي والزمالك.

دجلة ومفهوم الكرة الشاملة

لم يخترع جونياس كرة قدم جديدة أو لم تُعرف من قبل، لكنه طبق ما يقوم به بيب جوارديولا مع مانشستر سيتي فيما يتعلق بالكرة الشاملة، المفهوم الذي ورثه المدرب الإسباني عن الهولندي الراحل يوهان كرويف وطوره كثيرا، واعتمد المدرب اليوناني في ذلك على أن يلعب الفريق كوحدة واحدة وأن يتحرك بشكل جماعي، فضلا عن تناقل الكرة من الخلف للأمام بشكل مرن دون الحاجة إلى الكرات الطولية التقليدية إلا في أضيق الحدود.

مجازفة فنية

بطبيعة الحال عندما يتولى مدرب قيادة فريق ليس من بين كبار الدوري، بل منافس على البقاء واحتلال مركز متقدم، فإن أي فكر فني يحمل مجازفة هجومية أو طريقة لعب قد لا تبدو مألوفة للاعب المصري، يعد مخاطرة من المدير الفني بحظوظ فريقه في البقاء، وقد تجرع دجلة من كأس الخسارة في 14 مباراة هذا الموسم، كثاني أكثر فريق يتلقى هزائم بعد النجوم الذي هبط، لكنه في المقابل فاز بعدد مباريات أكثر من كل الفرق المحيطة به، حيث حقق 9 انتصارات مقابل 8 و7 للكثير من الفرق التي تتقارب معه في رصيد النقاط.

ويحتل دجلة المركز العاشر بـ 36 نقطة على بعد نقطتين فقط من بتروجت الذي يحتل ثالث مراكز الهبوط (الـ 16).

ويبدو أن رهان الإدارة على ما يقدمه جونياس كان في محله فبالرغم من البداية المهتزة وحصد نقطة وحيدة في أول 5 مباريات إلا أن مسؤولي النادي لم ينفذ صبرهم على اليوناني.

انتقادات مستمرة

لم يسلم جونياس من انتقادات إعلامية وجماهيرية للطريقة التي يعتمد عليها، أغلب تلك الانتقادات تنصب على أنه دجلة ليس لديه عناصر تساعده على تطبيق هذا الفكرة المتطور، بينما يرى آخرون أن اللاعبين يرتكبون أخطاءً ساذجة تكلفهم هدم كل التكتيك الذي يعتمد عليه الفريق.

أيضا الانتقادات طالت عناصر بعينها بسبب فشلها في تطبيق تلك الطريقة التي تتطلب دقة متناهية في التمريرة وسرعة في التحرك، من بينهم محمد عبدالمنصف حارس المرمى المخضرم.

فكرة جاريدو

garido-ahly-2

فكرة الكرة السريعة والتمريرات القصيرة سبق أن حاول تطبيقها الإسباني خوان كارلوس جاريدو في موسم 2014-2015 مع الأهلي، وشرع في ذلك بالفعل مستغلا عناصر شابة ويافعة لديه مثل رمضان صبحي ومحمود حسن تريزيجيه وأحمد نبيل مانجا، وأصحاب الخبرات أمثال أحمد فتحي وحسام عاشور، لكن جاريدو اصطدم في ذلك الوقت بالنتائج السلبية التي لم تجعل الإدارة تصبر عليه لتطبيق ما يريد، فضلا عن أن العناصر التي كانت موجود في ذلك الوقت لم يكن لدى الكثير منها القابلية على تحمل ضغوط وأعباء تلك الطريقة من القيام بمهام دفاعية وهجومية على حد سواء.

عناصر جديدة

يبقى السؤال في ختام موسم طويل هو هل سيطبق تاكيس جونياس نفس الطريقة في الموسم المقبل، ولكن مع عناصر أكثر تميزا !؟.. بل أن البعض بدأ يسأل عن مستقبل المدرب نفسه الذي بات مطلوبا في دوريات عربية وخليجية عدة.