إذا سألت أحد المتابعين لواقع الكرة المصرية قبل عام من الآن، حول ما إذا كان محمود عبدالرازق “شيكابالا” صانع ألعاب الزمالك، يمكنه المشاركة في المونديال، ربما سيتعامل مع السؤال على أنه مُزحة أو أنه ليس على سبيل الجد.
لكن الآن وبعد أن أعلن الأرجنتيني هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر قائمة الـ 23 لاعب الذين يشاركون في كأس العالم “روسيا 2018” وجد النجم الأسمر لنفسه مكانا، بل أن حضوره ربما لا يكون شرفيا أيضا، إذ يمتلك فرصة لا بأس بها في المشاركة، طالما ظل النجم المصري محمد صلاح هداف ليفربول غير جاهز لبدء مشوار المونديال.
شيكابالا مر بسنوات طويلة امتزج فيها الإحباط بالتألق، فكلما كان يقدم موسما مميزا، يصطدم تألقه بأزمة سواء مع إدارة أو مدير فني، سواء كان هو سببا فيها أو ضحية.
لكن في كل مرة كان القدر يكافئ شيكابالا بأن يمنحه قبلة الحياة من جديد لأن يكتب فصلا مضيئا في سيرته ومسيرته، فبعد موسم مُحبط عاشه الزمالك بالدوري المصري 2009-2010، فقد فيه فرصة المنافسة على لقب البطولة لصالح الغريم التقليدي الأهلي، في الامتار الأخيرة من المسابقة، كان القدر رحيما بشيكا إذ أنه في يناير 2010 كان على موعد مع مشاركة دولية تكللت ببطولة أمم أفريقيا، ورغم أنه لم يلعب دورا كبيرا في تشكيل المدرب حسن شحاته، لكنه كتب في سجلاته لقبا ثمينا، هو الثالث للفراعنة على التوالي.
وكأن التاريخ يعيد نفسه إذ أن شيكابالا قدم كل ما بوسعه مع فريقه الرائد السعودي الذي أعير إليه هربا من خلافاته مع مرتضى منصور مع الزمالك، لكن مجهوداته مع الفريق الذي احتل ترتيبا متأخرا بالدوري السعودي، حيث ابتسم الحظ له بالعودة لمنتخب مصر في مباراة غانا بختام مشوار تصفيات كأس العالم، ورغم كونها مباراة “تحصيل حاصل” بعد تأهل الفراعنة فإن اللاعب سجل أسمه بإحراز هدف الفراعنة الوحيد، ووجه رسالة بأنه قادر على تقديم المزيد مع المنتخب المصري.
شيكابالا صاحب الـ 32 عاما ربما يكون المونديال هو فرصة أخيرة له لأن يحقق شيئا مميزا على المستوى الدولي، خاصة أن كثيرين يجمعون على أنه كان بالإمكان أن تختلف مسيرة هذا اللاعب كثيرا من حيث الألقاب والبطولات لتتوافق مع موهبته المميزة.