موقع سبورت 360- بعد أن تولى محمود الخطيب رئاسة النادي الأهلي وسط صخب وتأييد وبعض التحفظات البسيطة لدى فريق أقل من المشككين، جاء في فترة صعبة اختلط فيها الأهلاوي مع غير الأهلاوي داخل النادي ولذا أخذت عملية التنظيف بعض الوقت ولكن رجال الخطيب دفعوا ثمناً كبيراً في محاولة إيهام الجميع أن كل شىء سيعود إلى سابقه بل وأفضل.

لكن عندما نزلوا لأرض الواقع وتسلم مجلس الإدارة الجديد وجدوا الواقع مختلفاً تماماً عما كانت عليه الأمور قبل مجلس محمود طاهر، ومحمود طاهر لم يكن السبب الحقيقي في تغيّر الواقع بل المعطيات جميعها تغيرًت في الكرة المصرية والأفريقية.

جاء محمود الخطيب باثنين من المدربين الأجانب وهما الفرنسي باتريس كارتيرون وبعدها جاء بالأوروجوياني مارتين لاسارتي والاثنين خابا، فالأول هوية لعبه كانت بعيدة عن هوية الأهلي رغم تحقيقه لنتائج جيدة ووصوله لنهائي دوري أبطال أفريقيا والثاني كانت لديه أفكار جيدة لم يستطع تطبيقها لفترة طويلة وانفرط العقد منه ربما لقصور شخصي منه أو قصور في إدراك إمكانيات لاعبيه.

جاءت صفقات قوية متأخراً في عهد الخطيب، جاءت متأخرة بعد أن ظهرت القيمة الفنية القليلة عند العديد من خطوط الفريق في الخسارة المؤلمة امام الترجي 3/0، وحتى الآن لم تقدم تلك الصفقات الإنتاج الأفضل منها رغم الفوز ببطولة الدوري المصري بصعوبة على حساب منافسيه الزمالك و بيراميدز.

جوهر الأزمة الذهنية في إدراك حقيقة الأشياء

الأهلي تعود على المرتبة الأولى والانتصار دائماً وأبداً وتحت أية ظروف، ولكن لنكن أكثر وضوحاً ونقول إن ظروف اللعبة في البلد وتطور أندية في بلدان أخرى على مستوى الاندية مثل المغرب التي عادت بقوة عن طريق الوداد والرجاء وكذلك فرق جنوب أفريقيا وغيرها من البلاد التي كانت تعاني في العقد الأول من القرن الواحد والعشرين.

إضافة لذلك وجدنا تطور كبير لأكثر من منافس محلي على المستوى المادي والقوة في جلب تعاقدات مميزة مما جعل تلك الهوة العميقة التي كانت بين الأهلي ومنافسيه سابقاً محلياً وأفريقيا أقل بكثير، بل ربما أصبحت معدومة “على الجانب الفني”.

شىء لن يعترف به أي أهلاوي شاهد الأهلي في فترة مانويل جوزيه أو سمع عن انتصاراته المدهشة وعدم رحمته بخصومه.

الوحش الذي لا يُمكن السيطرة عليه..ليس له وجود!

68562899_10158696841132538_3728719241487056896_n

كان الأهلي يُمثل الوحش الذي لا يُمكن السيطرة عليه في ظل الزحام من االمواهب والنعم والرخاء وأذكر مقولة لا أنساها لأحد القيادات التشجيعية وقت أن عاد جوزيه لتولي قيادة الفريق الأحمرفي 2005 حيث قال: “سنضع قدماً على قدم ونجلس لنشاهد الأهلي وهو ينتصر، وسيكون سؤالنا كم عدد الاهداف التي سيسجلها، لا إن كان سينتصر أم لا فهذا سيصبح أمراً مفروغاً منه”.

كان صادقاً فيما قاله وأكل الأهلي ما على الأخضر واليابس لستة أو سبعة سنوات على جميع الأصعدة ..ما الذي تغيّر؟ الكثير مما قلته بالأعلى.

مع ذلك الصورة ليست قاتمة، على الأهلي أن يراهن على هويته وإعادة ترميم قلعته القوية بفضل ما فيها من انضباط وحكمة عرفناها عنه في أزمان سابقة..لكن قبل ذلك عليه أن يسحب الضغوط من كاهل لاعبيه الحاليين والسابقين والقادمين..الرهان على الهوية تعني القتال رفض الخسارة اللعب حتى آخر دقيقة أمور اعتاد عليها الأهلي لكن الخسارة مع منافسين قريبي المستوى من نادي القرن في القرن العشرين أمر لا بد أن يكون واضحاً بأنه أمر وارد تلك الأيام.

الخاسر الجيد والخاسر السىء

فريق الأهلي

فريق الأهلي

هذا النادي يمر بأزمة ليست فنية (في وجهة نظري البسيطة جداً)، بل أزمة عقلية حيث تم تصدير فكرة بأنه ليس قابلاً للخسارة بسبب سنوات جوزيه الساحرة “وهو بالمناسبة لم يصنع ربيع النادي وحده” وهذا يشكل ضغط هائل على أي لاعب جديد ينضم للفريق الأهلاوي، لأنه سيُقارن بوائل جمعة ومحمد بركات ومحمد أبو تريكة وعماد النحاس وعماد متعب وفلافيو، وهذا الجيل ينقصه الكثير من الشخصية ليصل لتجربة وظروف المسيرة الكروية لهؤلاء.

الحلول المتوفرة ليس شرطاً تكون سريعة..!

إن حاول مجلس الإدارة بجدية بناء فريق كرة قدم أهلاوي يلعب على الفوز ويستطيع تحمل كل الضغوط فعليه أولاً أن ينتدب مدرب كرة قدم يملك شخصية وسمات تليق بالنادي بالفعل فالسمات الشخصية أهم من فراسة المدرب الأجنبي الفنية في مصر.. وأن يكون لدى مجلس الإدارة هدف أن يتم بناء جيل كبير على مستوى الشخصية والفنيات، ولأجل الوصول لهذا الهدف سيمر بصعوبات وربما خسائر أخرى، مثل أي فريق كرة قدم في العالم ولكن هناك نوعين من الخاسرين..الخاسر الجيد والخاسر السىء، والأخير هو النموذج الذي خرج به الأهلي في آخر عامين من بطولة أفريقيا.

جماهير الأهلي

جماهير الأهلي

أما اللاعب فعليه أن يُجرب تحمل المسئولية بمعنى أن يضع كل تفكيره على مهنته وعلى الحفاظ عليها ولا يُفكر في أشياء بعيدة عنه وبعيدة عن كونه لاعب كرة قدم ويعيش حياة الرياضي (وليس نجم الجماهير الذي يلاحقه المعجبين والمعجبات على شبكات التواصل الاجتماعي)، حينها فقط سيصل لمستوى الأبطال الذين سبقوه، ولكن من المهم أن لا يتم إهدار شهور وسنوات أخرى في وضع حلول وقتية لتهدئة الجماهير فقط ليس إلا!.

الجماهير لها الحق أن تغضب..ولكن ليس لها الحق أن تُقرر، ولها الحق أن تُشكل ضغطاً على إدارة النادي ولكن على مجلس الإدارة أن يتخذ في النهاية ما يراه صائباً، وربما كانت النتائج السيئة أفريقياً والخروج من كأس مصر مؤخراً على حساب بيراميدز دليلاً على أن الحلول السريعة لا تبني مشروع كروي ناجح.