موقع سبورت 360- نواصل البحث عن ذكريات نجوم الكرة المصرية عبر السير الذاتية التى كتب عنهما، سواء في حياتهم أو بعد مماتهم.
و سنستعرض في التقرير التالي في سلسلة كتاب عن نجم، مذكرات الجوهري .. حكايتي مع الأهلي للناقد الرياضي زكي محمد زكي.
الكتاب صدر في نوفمبر 2012، عن سلسلة كتاب اليوم.
في التقديم للكتاب تقول ثناء أبو الحمد رئيس تحرير كتاب اليوم أنه برحيل محمود الجوهري تطوى صفحة مضيئة في تاريخ كرة القدم العربية.
الجنرال الذى أعطى نموذجاً يحتذى به طوال مشوار عمره لاعباً ومدرباً، الانضباط والمثابرة سمة عمله الذى عشقه و نجح من خلاله في أن يتأهل بمنتخب مصر إلى نهائيات كأس العالم 1990 بإيطاليا بعد غياب دام 56 عاماً.
و أضافت عاش الجوهري عاشقاً لكرة القدم و أعطى مثالاً جميلاً لما يجب أن نكون عليه لنحقق النجاح.
أما المؤلف فيقول كان الجوهري طرازاً فريداً من البشر وحالة استثنائية في تاريخ الرياضة المصرية والعربية، و ليس في التاريخ مدرب تجرد من الأنانية مثله كأنه في محراب الكرة اختار دور العابد لا دور الكاهن، و إنما اختار سماء كرة القدم لا لكي يلمع هو فيها و لكن لكي يجملها بأكبر عدد من النجوم التى تزيد من رونقها.
و في الفصل الأول يتحدث محمود الجوهري عن بداية مشواره مع كرة القدم، خاصة بعد انتقال الأسرة من حلوان إلى مصر الجديدة.
يقول الجوهري: في الحقيقة كنت لاعب كرة لا بأس في سن صغيرة، لكن لم أكن أعرف كيف أخذ طريقي و أنضم إلى فريق المدرسة، وكنت وقتئذ قد وصلت إلى المرحلة الثانوية.
وشاءت الصدف أن مدرس التربية الرياضية في مدرسة حلوان قد انتقل إلى مدرسة مصر الجديدة، وبعد قرابة شهرين وجدت نفسي أمامه وجها لوجه و اصطحبني على الفور إلى الملعب وأصبحت عضوا بفريق الكرة.
و مع مرور الوقت أصبح لي فرقة تحمل اسمي في المنطقة وتحظى بشعبية كبيرة ولم يخطر ببالي على الإطلاق اللعب لأحد الأندية، لكن الأمور سارت فى اتجاه آخر، عندما فاتحنى هانى الكمونى زميلي في المدرسة والذى كان يلعب في الأشبال تحت 18 سنة بالنادي الأهلي،في موضوع اللعب للنادي و أخبرتي أنه تحدث مع مدرب الأشبال بشأني.
و خضع الجوهري للاختبارات في الأهلى ولم يعجبه تقييم المدرب و غادر النادي فورا، وفى العام التالي عاود هانى الكموني الحديث معه للعودة إلى الأهلى مرة أخري، ورفض، و أعاد المحاولة ثانية مع خطاب من مدرب الأهلى يطالبه بالمجئ.
و لعب الجوهري مع المجموعة التى تضم كل من طارق سليم و عزت أبو الروس و عادل هيكل و عدلي الوراقي وغيرهم.
و شهدت الفترة الأولي للجوهري في الأهلى خناقة مع مختار التتش هرم الكرة الأهلاوية و أحمد مكاوي كابتن الأهلي الكبير.
في بداية 1955، التحق الجوهري بالكلية الحربية، و منها انضم لصفوف المنتخب العسكري المصري قبل أن يلعب لفريق الدرجة الأولى بالنادي الأهلي.
و ساعدت الظروف الصعبة والحزينة أن ينضم الجوهري إلى الفريق الأول بالنادي الأهلى بعد إصابة أحمد مكاوي في حادث موتوسيكل، و اصابة توتو بقطع في العضلة الخلفية وكانت سببا فى اعتزاله.
في موسم 1959 أصيب الجوهري اصابة بالغة في الركبة و مع استمرار اللعب تفاقمت الاصابة و سافرت إلى النمسا لإجراء الجراحة.
وبعد مرور 4 شهور تحت العلاج عاد الجوهري إلى القاهرة، وبدأ يفكر في الخطوة القادة بعد اعتزاله لكرة القدم، إلا أنه تراجع عن الفكرة واستمر في اللعب حتى موسم 1965، قبل أن يتعرض للإصابة بالغضروف إلى جانب كسر في الذراع، و تقدم بطلب رسمي إلى علي زيوار باعتزال كرة القدم.
بعدها بدأ الجوهري مشواره بتدريب فريق الأشبال تحت 16 سنة، واستمر وجوده مع الفريق حتى موسم 1966- 1967، عندما قامت الحرب، لينضم إلى القوات المسلحة.
و يقول الجوهري: دفعنى حب كرة القدم إلى الاحتفاظ بتحليل فني كامل لكل مبارياتي منذ اللعب في موسم 1955، كنت أدون أخطائي في كل مباراة.
في الفصل الرابع ، تحدث محمود الجوهري عن خلافه مع محمود الخطيب لاعب الأهلي قائلا: استوقفتني مهارة الخطيب و لكنه كان مصراً على أن يمارس ألعاب الهواء و بطبيعة الحال فإن هذه الحركة في الكرة الحديثة تعطل انطلاقات الفريق وبدأت افهامه أن اللعب بهذه الطريقة سيعرضه للإصابة إلا أنه كان معتز جدا بأسلوبه و قد استوعب الخطيب الدرس عندما بدأ الدوري.
عقد صالح سليم اجتماعاً بلاعبي الأهلي بعد المستوي السيئ الذي ظهر به الفريق في الدورة التنشيطية، خاصة بعد غياب البطولات عن النادي قرابة عشر سنوات.
و اشار الجوهري إلى أن الأهلى بدأ في تكوين فريق الأمل يستطيع اللعب لفترات طويلة وهم اكرامي – مصطفي عبده – عبد العزيز عبد الشافي – سمير حسن – فتحي مبروك – محمود الخطيب، ودخل هؤلااء اللاعبون المعركة الرئيسية مع النادي الأهلي موسم 1974.
و عن فريق الأمل يقول الجوهري: بهذا الفريق حققنا هدفا سريعا كان عبارة عن رسالة بعثنا بها إلى لاعبي الفريق الأول مؤادها أن خلفكم صفا ثانيا قويا وقادرا على تمثيل الفريق أحسن تمثيل، والهدف الثاني وهو طويل الأجل و يستغرق موسمين إلى ثلاثة مواسم هو تكوين قاعدة كبيرة جدا من اللاعبين بحيث يكون هناك عملية اتصال حبل الخبرات دون توقف أو انقطاع.
في الفصل السادس يتحدث الجوهري عن تجربته مع نادي دمياط بعد موافقة مجلس ادارة النادي الأهلي على طلب سمير زاهر لاعب الأهلي السابق ورئيس فريق دمياط، و نجحت في ابقاء الفريق بمسابقة الدوري الممتاز.
و تلقى الجوهري عرضا من اتحاد جدة السعودي لتكوين فريق يشابه تجربة الأمل في النادي الأهلي، وعمل خلال هذه الفترة مع كرامر المحاضر الأول في الاتحاد الدولي لكرة القدم ، ووصف هذه الفترة أنها كانت محطة تكتيكية عالية جدا ومهمة له في حياته.
و كشف الجوهري أنه تلقى خلال هذه الفترة عرضا لتدريب منتخب مصر إلا أنه رفض العرض لأنه لم يكن جاهزا لخوض هذه التجربة.
في الفصل السابع يتحدث محمود الجوهري عن عودته للعمل في النادي الأهلي كمدرب عام بعد اتصالات من زميله صالح سليم.
وتم اختيار الجهاز المعاون عبد العزيز عبد الشافي مديرا للكرة و احمد ماهر مدرب مساعد و حازم كرم مدربا لحراس المرمي.
و في موسم 1982- 1983 وضعت خطة لاجبار النجوم الكبار على الاعتزال و بدأ حسن حمدي في تنفيذ المهمة من أجل ابعاد هؤلاء النجوم عن الساحة الرياضية تماماً، بسببب خلفيات تتعلق بالعمليات الانتخابية في النادي الأهلي و التى جرت في عام 1980.
و نجح البعض في ايهام الادارة ببعض الاخبار المغلوطة عن عبد العزيز عبد الشافي و منح تواجد صالح سليم في الخارج بعض الخفافيش في تحقيق مآربهم و رسم صورة سيئة عن زيزو، و تمت اقالة عبد العزيز عبد الشافي.
في الفصل الثامن من الكتاب يتحدث الجوهري عن رحيله من الأهلي، مشيرا إلى أنه كان يتحدث مع صالح سليم كصديق، قبل أن يضرب بكل هذا عرض الحائط ويتعاقد مع دون ريفي.
وفي موسم 1984- 1985، تعاقدت لتدريب نادي الشارقة الإماراتي، و فوجئت بتصريحات على لسان مسئولى الأهلى بأنه في حالة عدم رغبة الجوهري في العودة لتدريب الفريق سيتم التفاوض مع مدرب اجنبي.
وفي تلك الفترة طلبت من الاهلي عدم الزج باسمي و انه لو احتاجني سأرتب عودتى فورا رغم وصول أكثر من عرض اماراتي وسعودي، إلا أن صالح سليم رفض عودتي مرة أخري ونصحنى عبر أحد الأصدقاء المشتركين بالبقاء في الخليج، إلا أن الجماهير طالبت بعودتي من جديد، وهو ما رضخ له مجلس الادارة.
وذكر الجوهري الخلافات الشديدة التى كانت بينه وبين هاني مصطفي مدير الكرة وقتها، وفهم أن بعض الأمور تدار من خلفه، وهو ما دفعه لتقديم استقالته من تدريب الفريق، قبل أن يتم احتواء الموقف سريعاً.
و يقول الجوهري: رغم الزمالة و الصداقة التى تربطني بصالح إلا اننى اعتبرته في بعض المواقف قد تغير تغيرا كثيرا جدا و بدأ يعاملني كأنني عدوه بدون مبرر.
بعدها بدأ الصدام بيني وبين حسن حمدي الذى تم تعيينه مشرفا على فريق الكرة بالنادي الأهلي، مما يعنى وجود مؤامرات تدور علي أشدها.
و تقدمت باستقالتي و تضامن اللاعبون معي، وطالبوا بتمكيني من كل الصلاحيات حتى يواصل الفريق مسيرته إلا أن طلبه قوبل بالرفض وتم طردهم من مكتب كمال حافظ.
و قبل مباراة الزمالك في كأس مصر فوجئت بمجموعة من اللاعبين قرروا اقامة معسكر على نفقتهم الخاصة في أحد الفنادق القريبة من نادي الشمس.
و رغم تقديمي الاستقالة الا ان مجلس الادارة جدد الثقة في و رأوا أ يعاقبوا اللاعبين بالايقاف لمدة شهر، واعترضت على القرار، إلا أن المجلس تمسك بضرورة معاقبة اللاعبين.
وحضر الى منزلي 16 لاعباً أبدوا تقبلهم لقرار الإيقاف بعد عودتك لقيادة الفريق، و بعد الحصول على كأس مصر وكأس أفريقيا، قررت عدم الاستمرار في مثل هذه الأجواء المشحونة، و تلقيت عرضا لتدريب أهلي جدة السعودي.
و قدم الجوهري كشف حساب لتجربته مع الأهلي حيث توج الفريق ببطولة أفريقيا للأندية أبطال الكأس مرتين و كأس مصر ثلاث مرات و بطولة الدوري العام مرة واحدة.
