دروس كروية من الملاعب المصرية.. الريمونتادا على الطريقة الأوروبية

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – شهدت الكرة العالمية في الأسابيع القليلة الماضية، وتحديدا في الجولة الماضية بدوري أبطال أوروبا، المعنى الحقيقي للمتعة والإصرار والعزيمة، من خلال أكثر من “ريمونتادا” قاتلة صعدت بالفرق التي حققتها إلى قمة المجد.

    ليفربول الإنجليزي، لم يكن أكثر المتفائلين من جماهيره يظن أنه قادر على قهر برشلونة الإسبانية حتى بنفس نتيجة خسارته ذهابا في نصف نهائي دوري الأبطال، لكنه فجر المفاجأة وسحق الكتلان في أنفيلد برباعية دون رد.

    وما هي إلا 24 ساعة حتى كرر مواطنه توتنهام ريمونتادا الليفر، بعدما عوض خسارته على أرضه في لندن أمام أياكس الهولندي 1-0، بفوز مثير وملحمي في أمستردام، 3-2، من بينها هدفا في الثانية الأخيرة للوقت بدل الضائع.

    تلك الدروس الكروية الممتعة، التي لا تجد لها أصداءً في الملاعب المصرية والعربية، ربما تعيد إلى الأذهان فكرة “الريمونتادا” التي كان يبحث عنها الأهلي أمام صن داونز الجنوب أفريقي – باعتباره المثال الأقرب – حيث خسر المارد الأحمر وصاحب الرقم القياسي في عدد مرات الفوز بدوري أبطال أفريقيا “8 ألقاب” أمام صن دوانز بنتيجة 5-0 في ذهاب ربع النهائي.. نتيجة لم يكن أكثر أنصار الزمالك – الغريم التقليدي – تفاؤلا يتمناها للفريق الأحمر، لكنها حدثت، وجاء السقوط مدويا في بريتوريا.

    ahly-sundowns

    ظن البعض أن الشعارات الرنانة والتحفيز الإعلامي وجلسات المسؤولين ربما يكون لها مفعول السحر في قلب النتيجة إيابا وتحقيق انتصار تاريخي يعوض الخسارة ذهابا بخماسية.

    أدرك الجميع أن المهمة ليست سهلة على الإطلاق، فلم يعرف التاريخ الكروي الحديث فريقا فاز بخماسية نظيفة ذهابا ولم يتأهل.

    أدوات “الريمونتادا”

    لكن ما الذي كان ينقص الأهلي ليحاول على الأقل أو يقترب من ملامسة الحلم، ولم لا تحقيق المهمة التي كانت صعبة للغاية؟

    الفارق هنا بين الريمونتادا المصرية ونظريتها الأوروبية كالفارق الذي يراه البعض بين ميسي مع برشلونة وأداء اللاعب نفسه مع منتخب بلاده الأرجنتين، فكلاهما ليس واحدا، رغم أنه نفس النجم الأسطوري.

    الحقيقة أن أدوات الريمونتادا في مصر، قائمة على الشحن المعنوي الزائد وتصوير المهمة على أنها مجرد معركة استعادة الكرامة أو رد الاعتبار دون النظر إلى أي أمور فنية.

    أمام صن داونز لم يُظهر لاعبو الأهلي سوى الانفعال والافتعال، ولم تكن الفنيات حاضرة إلا في لمسات قليلة.

    آفة اللاعب المصري

    يقول علي ماهر مدرب إنبي ونجم الأهلي ومنتخب مصر السابق، إن آفة اللاعب المصري هي أنه مهما شرح له المدرب الخطط لا يلتزم بها كليا، فهناك دائما أوجه قصور.. وما أن تمر ربع ساعة أو نصف ساعة على الأكثر حتى تبدأ العشوائية والتصرفات الفردية من اللاعبين دون الالتزام بالخطة.

    ahly-arab

    ليس معنى ذلك أن الملاعب الأوروبية لا تشهد أي انحراف ولو نسبي عن تطبيق الخطة الموضوعة من قبل المدرب، لكن المقصد هو أن اللاعب المصري في مثل هذه الظروف – التي يكون فيها مطالب بتعويض نتيجة كبيرة – يرتجل دائما ويرى أنه بالحماس وحدة يستطيع أن يرهب منافسه الأكثر تنظيما.

    صن داونز المتماسك

    صحيح أن برشلونة لم يكن يُتوقع له هذا السقوط، لكنه حدث، إلا أن الأهلي إذا كان لديه رغبة حقيقة في تحقيق الريمونتادا لاستعاد ذكريات أدائه في ملعب رادس بنهائي الترجي عام 2012، حينما قدم أفضل مبارياته على الإطلاق منذ سنوات، من حيث التمرير السليم والتمركز الصحيح وعدم تجربة الحل الفردي إلا إذا كانت نتيجته مضمونة بنسبة تفوق 80%.

    هناك فارق في الأجيال وهو ما يُجمع عليه الكثير من جماهير الأهلي، فجيل أبوتريكة وبركات ومتعب والشاطر والنحاس وجيلبرتو، ليس هو الذي يضم حاليا لاعبين لا يمتلكون نفس المقومات.

    تجربة المنتخب

    منتخب مصر له تجربة مماثلة أيضا في 2013 حينما سقط أمام غانا بنتيجة 6-1 في الدور الفاصل من تصفيات مونديال البرازيل 2014، لكنه سقط أمام النجوم السوداء، وفشل في تعويض النتيجة التي هيأ له البعض أنها ممكنة.

    Egypt-ghana

    خطة برادلي لم تكن واضحة المعالم في ذلك الوقت، فلم يظهر سوى انفعال وحماس زائد من اللاعبين، دون تكتيك واضح.

    لن نقول أن الليفر لعب أمام البارسا بتكتيك سليم بنسبة 100% لكن على الأقل كان هناك تصميم حقيقي وإرادة من كل اللاعبين وإيمان بأن الفرصة قائمة ولا شيء مستحيل في كرة القدم.

    الخلاصة

    أدوات الريمونتادا الغائبة والفكر الفني الحقيقي والالتزام الكامل من اللاعبين داخل الملعب أمر مفقود، وبدونه لا يمكن أن تتحقق “ريمونتادا” على الطريقة الأوروبية.