موقع سبورت 360- نواصل قراءة في كتاب عن نجم، وسيكون حديثنا عن كتاب “صالح سليم .. آخر الثوار الرياضيين” للناقد الرياضي شوقي حامد.

Capture

المؤلف أهدى الكتاب للجماهير التى عشقت صالح سليم دون أن تعرفه أو تعايشه و إنما وجدت فيه ضالته فثور على القدوة الصالحة و المثل الطيب.

و أضاف المؤلف أن الهدف  من الكتاب اجلاء بعض جوانب العظمة في الشخصية الثرية و نال من الاحترام و التوقير ما لم ينله قرين رياضي آخر بل وربما تفوق على الكثير من السياسيين و الزعماء الذين انزلهم الشعب المصري منزلة سامية و خلدهم في سجلات التاريخ الوطني.

بدأ المؤلف الكتاب بقصة زواج الدكتور محمد سليم و السيدة زين الشرف عابدين و التى أسفرت عن 3 أولاد هم صالح وعبدالوهاب وطارق.

و جاءت طفولة صالح سليم نتاج عائلة متحابة حاربت كل ما واجهها من معضلات كانت كفيلة بوأد هذه المشاعر الفياضة.

download (1)

و في الفصل الثاني نشأة الطفل صالح سليم حيث شب على بعض الأسس الأخلاقية التى ظلت تلازمه منذ طفولته و حتى وافته المنية.

و ذكر المؤلف أول تعلق الطفل صالح سليم بكرة القدم، حيث لاحظ صالح من شرفة بيته شمس الوكيل الذي يشبع رغبته في ممارسة الكرة في حديقة المنزل.

وفي احدى المرات طلب صالح من شمس أن يؤدي بعض الحركات بالكرة و ظهر بشكل اثار اعجاب الوكيل وطالبه بمواصلة ممارسة كرة القدم وتنبأ له بمستقبل مشرف.

بعدها انتقل صالح سليم إلى مدرسة الأورمان الابتدائية ليبدأ مرحلة جديدة مع كرة القدم.

حيث شاهد في يوم من الأيام اعلان تكوين فريق المدرسة في لعبة كرة القدم.

96956

و في المباراة الأولي لصالح قدم مستوي طيب إلا انه اصيب بكسر في ذراعه، وهو ما لم يمنعه من ممارسة الحب مع معشوقته كرة القدم.

بعدها تألق صالح سليم في المدارس الثانوية وانتقل لصفوف النادي الأهلي وبعد فترة قصيرة قر محمود مختار التتش انضمام الطفل صاحب الجسد الهزيل إلي الفريق الأول.

2

و رغم تصعيده إلي الفريق الأول وعمره لم يتعد الـ 17 سنة إلا أنه لم تدخله أي مسحة من الغرور.

وتتلمذ صالح علي أيدي رجالات عظام تناوبوا على قيادته في المواقع الرئاسية و المراكز الفنية بالنادي والفريق الأول الذى التحق به منذ عام 1947 وحتى 1967، كان لهؤلاء الرجال بصمات عميقة بداخله، و شاركوا في بناء اللبنات الأساسية في صرح صالح الأخلاقي.

20180506180349831

و ذكر الكاتب بعض الشخصيات التي أثرت في مسيرة صالح، أبرزهم أحمد عبود باشا و نور الدين طراف و فكري أباظة باشا و سيد مرعي و أحمد بدوي و يوسف الشريعي و محمد بك مدكور و القديس و الراهب مختار التتش و كان الأخير بمثابة الاستاذ للتلميذ.

Abdu Saleh Al-Wahash and Saleh Selim

و لم يتسرع صالح في ارتقاء سلم المجد بالوثبات الخاطفة والقفزات الكبيرة و انما تمهل و تريث لتكون خطواته واثقة حتى وإن كانت بطيئة.

وفجأة و بدون مقدمات صدر فرمان بإرسال صالح سليم إلي الخارج للحصول على الثانوية العامة و استكمال دراسته في كلية الهندسة.

_310x310_1d2c07e243117dcd44e19268e36341e12a2396ae2eb7fae1b30ba2ebcd416573

و في مدينة برايتون انضم صالح سليم إلى فريق الشبان المسيحيين التابع للجمعية التى ترعى هذه الجموع، بعدها حاول صالح الانضمام لفريق أكثر شهرة إلا أن مواعيد التدريبات الصباحية تعرضت مع مواعيد الدراسة مما جعلت يعتذر عن مواصلة كرة القدم واكتفى بمتابعة المباريات و التزود بالوجبات الفنية الدسمة التى كانت تحفل بها تلك المباريات.

و يعتبر موسم 1948 البداية الحقيقية لمشوار التألق للفتى صالح سليم، وكانت ضربة البداية أمام المصري البورسعيدي.

20180424042600260

و في الموسم الثاني كانت أقدام صالح سليم أكثر رسوخا ووضوحا، وكانت مباراة الأهلي والترسانة في نهائي كأس مصر حيث أبرمت اتفاقية و معاهدة تلاقي بين الجماهير و الموهوب القادم من الناشئين الحمر وتلامذة التتش المجيدين.

كانت حقبة الخمسينات أزهى و أشرق و أنضر تخللها المزيد من الانتصارات.

MV5BZWM4ZmE4ODUtZWQ2Yy00ODFlLWJjNjItNjExNDNiOGQyMWQxXkEyXkFqcGdeQXVyMjI4NzAzNjg@._V1_

و في هذا الموسم تمكن صالح سليم من الحصول على التوجيهية المعادلة للثانوية العامة، ليسعد أسرته ويواصل مشواره مع الساحرة المستديرة.

اشتد عود الفتى و قويت شوكته و رسخت اقدامه على البساط الأخضر فأصبح من الركائز الأساسية في تشكيل أي فريق.

و في نهاية حقبة الخمسينات شهدت افراح و اتراح بالنسبة لصالح سليم.

297920-321496-صالح-سليم-(10)

و في بداية الستينيات بعامين تسم صالح شارة الكابتن في النادي الأهلي رسميا وهو في سن الـ 32 عاما و قد كان الكابتن رقم 13 للفريق.

وكانت هذه الحقبة كبيسة بائسة وتعيسة ليست على الأهلي فقط  وإنما على الكرة المحلية بوجه عام.

و بدأ الأهلي في موسم 1962-1963 سنوات العجاف، وضاق المايسترو بجو الاخفاقات و بدا له أن مكانته آخذة في الذبول ثم طاردته الشائعات المغرضة التى تؤكد اقتراب اعتزاله، و انتقل بعدها في رحلة احترافية للنمسا عبر بوابة جراتز مقابل 500 شلن شهرية بخلاف السكن والتغذية، لمدة 4 أشهر فقط،  وضحى صالح بحياة الاستقرار مع قرينته وولديه الصغيرين لخوض تجربة جديدة مع مدربه السابق فريتز، من أجل انقاذ الفريق بالهبوط للدرجة الثانية.

images

بعد تجربة رائعة مع الفريق النمساوي، غير أن استدعء القاهرة له كان حاسما وفضله على العروض الإيطالية التى جاءته من نادي يوفنتوس و انترناسيونال وعاد إلى القاهرة ليتولي مهمة مساعدة المدرب اليوغسلافي بروشتش علاوة على رئاسته للفريق.

شهد الموسم الأخير لصالح في الملاعب العديد من الأحداث الجماهير تطالب باستمراره و أخرى تناشده الاعتزال.

و في موسم 1967 صدر قرار بتوقف الأنشطة الرياضية بسبب العدوان الصهيوني.

108847-bofooo

و بعد اعلان الاعتزال طال انتظار صالح سليم و لم يطلب أي منصب له في الاهلي أو في المنتخب الوطني.

قبل أن يتلقى اتصالات من مسئولي الأهلي ليكون مديرا للكرة بالفريق الأولي ووافق صالح سليم واضعا عدة شروط، تم الموافقة عليها ليبدأ مشواره في المناصب الادارية موسم 1971.

Saleh-Selim-Statue

و رصد الكاتب في فصل خاص فريق التلامذة ، وجاء الفرج في موسم 1974- 1975، حيث تألق الأهلي تحت قيادة المدرب المجري هيديكوتي.

و انتقل صالح من ملعب الكرة إلى رئاسة النادي، حيث ساعدته كاريزميته و جاذبيته  على احتلال مكانة منفردة في نفوس وقلوب الأعضاء و الجماهير، كما عززت نتائج الفريق و بطولاته المتتالية “كاريزمية” صالح و منحته قدرة ساحرة على التأثير في الآخرين.

720165162162329

مع تصاعد مؤشر نجومية صالح حتى وهو بعيد عن الأضواء و عازف عن الظهور سعى مجلس الادارة بقيادة الفريق أول عبد المحسن مرتجي للاستعانة به.

و في الانتخابات الاولي حصل صالح على 1988 صوتا مقابل 575 صوتا لمرتجي.

و على استحياء جاء صالح الي النادي الأهلي بعد اكتساح الانتخابات، ليصبح على رئاسة القلعة الحمراء و يعد الأب الروحي للنادي.

و نشر الكاتب بعض الجوانب الشخصية لصالح سليم و مشاركاته السينمائية.

ومع المجهود الكبير الذي يبذله صالح سليم، وكانت الصحة هى الثمن الذي دفعه رئيس النادي الأهلي.

9fe4992add1b9537aceec85517793fd3

و في عامه قبل الأخير قام صالح برحلة خاطفة لجوهانسبرج العاصمة التجارية لجنوب أفريقيا ليتسلم درع الاتحاد الافريقي من رئيس الكاف عيسي حياتو بوصفه رئيس نادي القرن الحقيقي.

اما رحلته الأخيرة فقد كانت إلى لندن ليخضع لكشف شامل من مجموعة الأطباء المعالجين.

وكان السادس من مايو 2002، يوما حزينا في تاريخ الكرة المصرية فقدت فيه أحد رجالاتها و أحد رموزها الشامخه…فاضت روح صالح سليم إلى بارئها في سلام و أمان وهدوء.