لم يكن أكثر المتفائلين من جماهير الزمالك يعتقد أن فريقه قادر على إلحاق الهزيمة، بالغريم التقليدي الأهلي، المتوج ببطولة الدوري رقم 40 في سجله هذا الموسم، خلال القمة 116 التي جمعت الفريقين مساء الخميس باستاد القاهرة.

بل أن التعادل لم يكن خيارا مطروحا بالنسبة لأغلب الجماهير البيضاء، في ظل فارق المستوى فضلا عن الأزمات التي يعيشها الزمالك فنيا وإداريا بالفترة الأخيرة.

إلا أن التفوق الزملكاوي خلال الـ 90 دقيقة التي خلت من اللعب من الأداء الجمالي وسيطر عليها الطابع الافعالي جاءت في عدة أسباب يرصدها “سبورت360” في التحليل التالي.

بداية لم يكن الأهلي مهيئا “نفسيا” لأي سيناريو آخر في المباراة سوى الفوز وبسهولة على الزمالك، نتيجة للشحن المعنوي وبعض العناوين الرنانة التي كانت توحي بأن المعركة فوق أرض الملعب محسومة سلفا للأحمر المتفوق.

الأهلي لعب بقدر من التعالي فضلا عن عدم التنظيم الجيد وافتقد أسلوبه المعتاد في الضغط على حامل الكرة واستخلاصها.

واعتاد الأهلي في الكثير من المباريات على أن يجهز على منافسه في الدقائق الأولى حتى يفرض أسلوب لعبه ويسجل هدفا أو أكثر، وهو ما لم يحدث في القمة 116، إذ أن الهدف المبكر للزمالك، أربك الحسابات نسبيا.

ولأن السيناريو الذي بدأت به المباراة لم يكن في الحسبان ظهرت بعض العشوائية في أداء الأهلي لاسيما على المستوى الدفاعي، لم يحاول مدربه حسام البدري علاجها سريعا ما أدى إلى الهدف الثاني للأبيض.

ولم ينجح الأهلي في تشكيل جبهة قوية “دفاعيا” من الأطراف التي استغلها الزمالك وسجل هدفين، فضلا عن أن السعي لتعويض التأخر، تسبب في حالة تسرع واضحة للاعبي الأحمر، علاوة على الشد العصبي من لاعبي الفريقين، الذي لولا وجود حكم مصري “يميل للتوازنات دائما” كشأن باقي حكام الكرة المصرية، لشهدت المباراة حالتي طرد “على الأقل” من الفريقين.

وفي الشوط الثاني لم ينجح الأهلي في إعادة ترتيب أوراقه، ورأينا أنه في الكثير من أوقات المباراة يعتمد على الكرات الطولية أملا في أن يكون مروان محسن” محطة هجومية” أو أجايي في انطلاقاته خلف المدافعين وسيلة للتسجيل.

الزمالك وعلى غير المعتاد نجح في امتصاص حماس الأهلي من خلال استهلاك الوقت في بعض الأوقات والاحتفاظ بالكرة في أوقات أخرى، لكنه كالعادة أيضا لم ينجح في استغلال الهجمات المرتدة من أجل تشكيل خطورة أكبر.

القمة كان عنوانها العشوائية سواء في أداء الفريقين وبالأخص الأهلي الذي كان صاحب الحظوظ الأوفر “نظريا” في الفوز، لكن صدمة البداية مهدت لسيناريو غير متوقع في المباراة.