قصص كأس العالم .. رحلة كأس جول ريميه من ميناء فرنسي للإختفاء في البرازيل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • قبل ساعات من انطلاق بطولة كأس العالم 2018 في روسيا ، موقع سبورت 360 يروي أبرز القصص الملفتة والمعبرة التي شهدتها ملاعب المونديال منذ النشأة إلى يومنا هذا .. وفي هذا التقرير سنتحدث عن رحلة التصميم الأول للكأس والي تم تسميتها على أسم رئيس فيفا وصاحب فكرة المونديال الفرنسي جول ريميه

    لمتابعة باقي حلقات قصص كأس العالم .. اضغط هنا

    أتفق الاتحاد الدولي لكرة القدم على إنطلاق بطولة جديدة تجمع بين منتخبات مختلفة يطلق عليها “كأس العالم” وذلك بداية من 1930 في أورجواي التي أحتنضت إنطلاق النسخة الأولى من الحدث الأكبر عالميا

    ولكل بطولة فيجب أن يكون هناك كأس خاصة بها تحمل طابعا عنها وهنا قرر الاتحاد الدولي ورئيسه جولي ريميه أن يتم إسنادها لأحد أشهر النحاتين في بلاده حينها وهو أبيل لافلو

    بدأ لافلو العمل على الكأس ونظرا لأن تخصصه كان نحت التماثيل النسائية ومن غيرها “نايكي” يمكن أن تكون منحوتة على الكاس التي ستجمع دول العالم تحت أجنحتها للتنافس على الفوز بالبطولة؟

    نايكي أو “نيكولا” إله القوة والسرعة والإنتصار عن اليونانيين قديما فقد كانت طبقا للأسطورة مرافقة دائمة للإله زيوس تتنقل من معركة حربية إلى أخرى لحصد الإنتصارات والمجد في الحروب التي دخلتها

    v0_master

    دخلت نايكي عالم الرياضة عن طريق المصمم جوسيبي كاسيولي الذي رسم وجهها على الميداليات الخاصة بالأولمبياد وبدأ العمل بها بداية من أولمبياد 1928 فعلى كل ميدالية فيالأولمبياد ستجدها تحمل في يمينها جذع نخلة وفي يسارها تاجا لتتويج الفائز

     تصميم لافلو للكأس كان لنايكي فاردة لجناحها إلى الأعلى وتقف على قاعدة من الرخام تم تعديلها  في 1954 وإضافة قاعدة أعلى من اللازولي ليبلغ الطول النهائي للكأس 35 سم ويبلغ وزنها 3.8 كيلو جراما من الفضة المطعمة بالذهب

    أنطلقت الكأس في رحلتها إلى أوروجواي من ميناء سو مي بمدينة نيس الفرنسية على متن سفينة كونتي فيردي التي حملت على ظهرها الكأس وأعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم رفقة بعثة منتخبات فرنسا ورومانيا وبلجيكا المتجهة إلى أمريكا اللاتينية للمشاركة في البطولة الأولى

    قانون الاتحاد الدولي لكرة القدم حينها أتاح للمنتخب الفائز الحفاظ على النسخة الأصلية من الكأس عنده في بلاده والحرب العالمية الثانية أندلعت أثناء أحتفاظ إيطاليا بالكأس على أرضها ليقرر نائب رئيس الاتحاد الإيطالي لكرة القدم حينها أوتورينو باراسي التضحية من أجل  الكأس

    ذهب باراسي إلى البنك الذي أحتفظ فيه الأتحاد بالكأس في العاصمة روما وقام بتهريبه إلى منزله حيث أحتفظ به تحت سريره بعيدا عن أعين رجال أودولف هتلر لينجو الكأس من حوادث السرقة والنهب والغارات ويتم العثور على الكأس مخبئابعد سقوط النازية وحليفتها إيطاليا

    أعلن الأتحاد الدولي عن تكريمه لرئيسه السابق جول ريميه بإطلاق أسمه على تلك الكأس بداية من 1946 للتنافس المنتخبات في كأس العالم بداية من هذا التاريخ لحمل كأس جول ريميه في النهاية

    ذهب الكأس في رحلته المعتادة إلى الدولة المضيفة للمونديال والدور كان على أنجلترا في 1966 لإستضافة الحدث الأكبر وهناك أثناء عرضه في القاعة الرئيسية بمعرض ويستمينستر أستيقظ العالم على خبر مفجع فالكأس قد تم سرقتها ليلا بعد أن تم فتح الباب الخشبي للمنضدة التي حملت الكأس

    ولمدة أسبوع كثفت الشرطة الإنجليزية نشاطها في البحث عن السارق، إتصال من شخص يدعى “جاكسون” لجوي ميرس رئيس الاتحاد الإنجليزي أدعى خلالها أنه السارق وطلب 15 ألف جنية إسترليني لإعادتها وفي حال إخبار الاتحاد لأي جهة بذاك الإتصال فسيقوم بإذابة الكأس فورا

    أتبع ميرس تعليمات جاكسون الذي أتصل ليجد مساعده ماكفي يرد على الهاتف والسارق يخبره بالطريقة التي سيتم بها تبادل المال بالكأس في أحد الحدائق العامة، ماكفي حمل في يده حقيبة تحمل مزيجا من الأوراق المزورة والحقيقية حتى يخدع السارق

    وفي الحديقة حصل “جاكسون” على مراده من الحقيبة وطلب من ماكفي أن يقوم بإيصاله إلى المكان الذي خبأ فيه الكأس وبعد أن تتبعه ماكفي في الطريق الذي طلب منه السارق أن ينتظره خارجا تم القبض أخيرا على “جاكسون” والذي أتضح بعد التحقيقات معه أنه يدعى إدوارد بيتشلي وهو سارق ونصاب محلي أستغل الموقف للحصول على المال بدون أن تكون الكأس الحقيقة معه أو أن يعرف حقيقة سارقها

      أستمر البحث حتى تم العثور عليها من قبل كلب يدعى “بيكل” وجدها ملفوفة في صحيفة قديمة وملقاه في أحد الحدائق التي تقع في جنوب العاصمة لندن

    2771138_full-lnd

    يقال أن الاتحاد الإنجليزي قد قام بصنع نسخة مقلدة من الكأس ليتم عرضها على الجماهير وهو ما رفضه الاتحاد الدولي بشكل قاطع وأنكره الاتحاد الإنجليزي حتى عام 1997 عندما خرجت أخيرا النسخة المقلدة من مخبأها وتم عرضها للبيع في مزاد علني أستقر عند 255 ألف جنية إسترليني

    الجهة التي فازت بالمزاد كانت الاتحاد الدولي لكرة القدم ونظرا لأن السعر المقترح للكأس كان 20-30 ألف جنية إسترليني فقط فقد خرجت تقارير نفاها الاتحاد الدولي لكرة القدم كلها بأن تلك الكأس كانت هي النسخة الأصلية

    السبب في دخول الاتحاد الدولي للحصول على تلك النسخة كان مدفوعا بفقدان العالم للنسخة الأصلية من الكأس نفسها والتي أستقر بها الرحال في البرازيل عام 1970 بعد أن أحتفظت بها بلاد السامبا مدى الحياة نظرا لتحقيقهم اللقب في ثلاثة مناسبات

    تم عرض الكأس محاطة بزجاج واقي من الرصاص حتى لا تتعرض للسرقة ولكن صباح ال19 من ديسمبر 1983 شهد فتح الباب الخشبي السفلي مرة أخرى وإختفاء الكأس من مكان عرضها، الشرطة البرازيلية قبضت على أربعة أشخاص وأتهمتهم بالقيام بتلك السرقة وهم وكيل اللاعبين سيرجيو بارلاتا والضابط السابق فرانسيسكو ريفيرا والمصمم لويز بوجيدي وخوان كارلوس هيرنانديز تاجر الذهب الأرجنتيني

    الغريب أن الكأس لم يتم العثور عليها والذهب الذي تم العثور عليه رفقة هيرنانديز لم يحمل أي أثر للكأس بعد أن تم إتهامه بإذابة الكأس إلى قطع ذهبية، الضابط البرازيلي المسئول عن التحقيق أكد أن قيمة الكأس المادية أكبر في حال الحفاظ عليها كاملة مقارنة بذلك إن تم إذابتها

    الأغرب أن الرباعي هرب من قبضة الشرطة البرازيلية، ريفيرا تم قتله في أحد الحانات رميا بالرصاص وبوجيدي قتل في حادثة سيارة أثناء ذهابه للشهادة في المحكمة في قضية السرقة بينما هيرنانديز هرب إلى فرنسا قبل أن يتم القبض عليه فور عودته إلى البرازيل بسبب الإتجار بالمخدرات بينما بارلاتا الذي تم إعتباره المخطط للسرقة تم الحكم عليه بالسجن حتى خروجه عام 1998

    لم يتم العثور على الكأس الحقيقية وتعويضا عن تلك الخسارة فقد أعلن الأتحاد البرازيلي عن صناعته لنسخة أخرى من الكأس نحتها إستمان كوداك مستخدما 1.8 كيلو من الذهب الخالص وتم إهدائها للرئيس البرازيل جواو فيجوريدو

    لم يحتفظ العالم بأي قطعة من الكأس الأصلية سوى القاعدة الرخامية التي تم إستبدالها في 1954 حيث ظلت مختفية في خزائن الاتحاد حتى تم العثور عليها بالصدفة في يناير 2015 ليخرج للعالم 10 سم فقط من كأس جول ريميه

    لكن هناك نظرية تقول بأن النسخة التي قام فيفا بشراءها في عام 1997 هي النسخة الأصلية، كيف؟ يقال بأن الاتحاد الإنجليزي قد أرسل إلى فيفا قبل مونديال 1970 النسخة المقلدة مفضلا الإحتفاظ بالنسخة الأصلية معه فكانت تلك التي فازت وأحتفظ بها البرازيل هي النسخة المقلدة والتي بيعت إلى فيفا بعد ذلك هي الأصلية وليس العكس