ضارة هيندرسون نافعة لليفربول .. وصلاح حفظ ماء وجهه بالنهاية

رامي جرادات 02:31 14/03/2019
  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • ليس سهلاً أن تزور ملعب يانز أرينا وتكون الضغوط أكبر عليك بحكم نتيجة مباراة الذهاب، ثم تخرج بانتصار عريض، لكن ليفربول جعلنا نشعر أن الأمر أبسط مما نعتقد بفوزه على بايرن ميونخ بثلاثة أهداف مقابل هدف يتيم، ونجح في العبور إلى ربع نهائي دوري أبطال أوروبا للموسم الثاني على التوالي.

    ليفربول لم يقاتل من أجل الاستحواذ على الكرة أو حتى الفوز بمعركة وسط الميدان بقدر ما كان يركز على منع بايرن ميونخ من لعب كرة القدم التي اعتاد عليها في الدوري الألماني، واستغل المشاكل الدفاعية في النادي البافاري وخطف ثلاثة أهداف ثمينة جداً، وفيما يلي أبرز الملاحظات على هذا اللقاء:-

    ربَّ ضارة نافعة .. خروج هيندرسون

    تلقي إصابة في بداية المباراة أكثر شيء يتمنى أي مدرب تجنبه، لكن أحياناً تأتي هذه الإصابة لكي تعدِّل بعض القرارات الغير دقيقة، وهو ما حدث تماماً في مباراة اليوم بتعرض جوردن هيرندرسون لإصابة تبدو عضلية في الدقيقة 13، ليحل البرازيلي فابينيو بدلاً منه.

    في الحقيقة كان من الغريب إبقاء فابينيو على دكة البدلاء في مباراة اليوم لأنه أفضل لاعب خط وسط في ليفربول خلال الأشهر الماضية، صحيح أنه يرتكب بعض الأخطاء أحياناً، لكنه لاعب ذكي بالخروج بالكرة، ويتمركز بشكل صحيح، ويتفوق على هيندرسون في افتكاك الكرة.

    فابينيو لم يقدم مباراة مثالية، لكنه لعب دوراً تكتيكياً مهماً بمنع تياجو ألكانتارا وخاميس رودريجيز من التوغل إلى حافة منطقة الجزاء، فكان دائماً يراقب لاعب خط الوسط المندفع من الخصم، كما كان يساهم في إخراج الكرة من مناطق الريدز بسرعة كبيرة وبشكل صحيح، وهو ما ساعد على إرهاق بايرن ميونخ في الهجمات المرتدة.

    طبعاً، هذا لا يعني أنه لو لم يتعرض هيرندسون لإصابة لخسر ليفربول، لكن بالنهاية فابينيو يعد خياراً أفضل لمثل هذا النوع من المباريات، خصوصاً التي يضطر فيها الفريق للدفاع واللعب على الهجمات المرتدة في معظم أوقات المباراة.

    محمد صلاح حفظ ماء وجهه في النهاية

    لولا صناعته للهدف الثالث بطريقة رائعة، لربما عاش النجم المصري ليلة سيئة بسبب وابل الانتقادات التي كان سيتعرض لها، فرغم أنه قدم مباراة جيدة جداً على صعيد التحضير والتحرك وبناء الهجمات، إلا أنه اتسم بالأنانية في أكثر من لقطة بالشوط الثاني.

    في الربع ساعة الأولى من الشوط الثاني، شن ليفربول هجمة مرتدة سريعة على دفاعات البايرن بقيادة صلاح، وبدلاً من إرسال تمريرة عرضية سريعة لجيمس ميلنر المنطلق وحيداً على الجبهة الأخرى، فضل الجري بالكرة وحده، ثم سدد من خارج منطقة الجزاء على مكان تواجد الحارس الألماني مانويل نوير، علماً أن النتيجة كانت التعادل الإيجابي (1-1)، وكان يمكن أن يسجل البايرن هدف ويقلب الأمور لصالحه.

    لقطة أخرى جاءت بعد تقدم ليفربول بالهدف الثاني، عندما انطلق صلاح بمساحة شاسعة، ثم فضل التوغل لمنطقة الجزاء والمراوغة لكي يسجل هدف بنفسه، وكان الضحية هذه المرة ساديو ماني الخالي تماماً من الرقابة، والذي كان يقف بمكان أفضل للتسديد.

    من الواضح أن الفرعون المصري يعاني من ضغوط كبيرة لما يتعرض له من انتقادات في الأسابيع الأخيرة سواء بسبب تراجع مستواه وبالأخص ضد الفرق الكبيرة، أو بسبب أمور أخرى غير متعلقة بكرة القدم، وتخص علاقته مع الجماهير العربية بشكل أكبر.

    على أية حال، نجح صلاح في النهاية بصناعة هدف لزميله ساديو ماني وكفر عن خطأه السابق، واستخدم تكنيك صعب للغاية لكي يجعل الكرة تصل إلى النجم السنغالي، وهذا يحسب له في نهاية المطاف ويخفف عنه الضغوط بعض الشيء.

    مانويل نوير .. راموس بايرن ميونخ

    هناك نوعية من اللاعبين يملكون شخصية خاصة باللعب تجعلهم يقودون فرقهم باقتدار، مانويل نوير أحدهم بكل تأكيد، فهو ليس مجرد حارس مرمى، وإنما اللاعب الذي يحاول ترقيع أخطاء زملائه بشكل مستمر، وقد أنقذ فريقهم بالعديد من المناسبات في الماضي بالاندفاع نحو الكرة بعيداً عن مرماه بدلاً من الانتظار حتى يسدد المهاجم.

    لكن، الشخصية القوية تكون سلاح ذو حدين في كرة القدم، فاليوم، دفع نوير ثمن هذا الاندفاع المبالغ به عندما خرج عن مرماه في لقطة الهدف الاول، وسمح لماني بحركة واحدة أن يكشف المرمى بشكل كامل ويضع الكرة بالشباك بسهولة، رغم أنه لو انتظر في مرماه لربما لم يتم تسجيل الهدف لأن مدافعي البايرن كانوا قريبين من النجم السنغالي، كما أن الأخير لم يكن في مكان خطير جداً عندما استلم الكرة، وكلنا نعلم أن الهدف الاول لعب دوراً رئيسياً في نتيجة اللقاء النهائية لأنه جعل البايرن تحت الضغط ومطالب بالتسجيل بعد أن كان الريدز هو من عليه هز شباك المرمى.

    مانويل نوير يذكرنا بسيرجيو راموس، فكلاهما يملك نفس العقلية رغم اختلاف مراكزهما، فشاهدنا كيف يحاول قائد ريال مدريد إصلاح أخطاء زملائه، فيترك مركزه ويندفع للأمام، ورغم أنه ينجح كثيراً، لكنه يتسبب في تلقي فريقه أهداف في بعض المناسبات، فأحينا عليك الالتزام بدورك فقط.