سولشاير

سبورت 360 – وصل النرويجي أولي جونار سولشاير إلى ملعب أولد ترافورد في ديسمبر 2019 ، رأس الحربة النرويجي صاحب الرأس الذهبية وصل هذه المرة كمدرب بعد وصول تجربة جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد إلى مرحلة مُعقدة كان لا بد حينها من التغيير من قبل إدارة عائلة جليزر.

مر الشياطين الحُمر بالعديد من المحطات في السنوات الماضية بعد رحيل السير أليكس فيرجسون، فجاء ديفيد مويس كخليفة مُحتمل لتكرار تجربة السير ولكن الامور لم تمضي أبداً بالشكل المُنتظر.

ثم تم تجربة المدرسة الهولندية مع لويس فان خال بعد ظهور منتخب هولنداٍ بشكلٍ بارع في كأس العالم 2014 تحت قيادته، لكن ظهر أن فان خال لم يعد قادراً على التكيف مع أوضاع وتفاصيل كرة القدم الحديثة.

وكان مورينيو هو المحطة قبل الأخيرة والتي حاول فيها المدرب البرتغال وضع بصمته الخاصة وشخصيته على لاعبي وأجواء النادي ولكن ظهر أن عملية الدمج بين شخصية السبيشال وان وشخصية اليونايتد الحقيقية لن تتوافق أبداً..كانت استعادة روح اليونايتد عبر عدة وسائل بعدها ويمكن تلخيص هذه الوسائل والأسباب في أربعة نقاط..

1-مدرب لا تاريخ له .. لكنه شجاع للغاية 

سولشاير أجاد أما المدربين الكبار وفي المواجهات المباشرة مع زعماء البريميرليج

سولشاير أجاد أما المدربين الكبار وفي المواجهات المباشرة مع زعماء البريميرليج

ليأتي سولشاير، وفي الحقيقة لم تكن النية الاعتماد بشكلٍ وثيق ومستمر على المدرب النرويجي الشاب، لأنه وصل بثوب رجل الطوارىء أو الرجل الذي يُنقذ وضعاً ليس إلا..لكن بمرور الوقت وبعد عدة نتائج إيجابية وأخرى سلبية أظهر الرجل أن لديه هدف يتماشى مع روح الريد ديفلز الحقيقية.

كانت قرارات أولي جونار شجاعة للغاية في بداية الموسم في عملية يمكن وصفها بالإطاحة بالرؤوس المُضرة لعملية تطور الفريق، أو التخلص من التفاحات الفاسدة فقرر بيع لوكاكو والتخلص من كريس سمولينج و أليكسيس سانشيز ثم أشلي يونج في يناير بالأضافة إلى رحيل أندير هيريرا وأنتونيو فالنسيا مجاناً وماتيو دارميان.. كانت قرارات مهمة اتخذها سولشاير الذي أعاد لمنصب المدير الفني على الطريقة الإنجليزية وجاهته.

2- استعادة تلامذة مانشستر يونايتد المتفوقين

بيساكا وجرينوود

بيساكا وجرينوود

في مرحلة ما من الموسم بدأ الشك يدب في أوساط مشجعي ومتابعي اليونايتد ويتسائلون: هل ما يفعله سولشاير صحيحاً؟، يبدو وكأن الفريق قد تخلص تماماً من عناصر الخبرة التي يُمكن أن تساعد اللاعبين الجدد والشبان للاندماج مع فريق يلعب على أهداف عالية وعلى الفوز بالبطولات مثل اليونايتد.

لكن النرويجي ونحن في شهر يوليو أكد أن رهاناته كانت ناجحة تماماً، لأنه أصبح بإمكانه إفساح المجال تماماً لمواهب أكاديمية مانشستر يونايتد للتعبير عن نفسها بشكلٍ كامل، وخلق أجواء إيجابية في غرفة الملابس مع لاعبين ذو أعمار متقاربة وطموحات متشابهة وبروفايلات طموحة.

بمرور الوقت بدأ هاري ماجواير وآرون بيساكا في إظهار وجه أفضل لهم في خط الدفاع إلى جانب فيكتور ليندلوف، وإن كانت الهفوات مستمرة بعض الشىء وتؤكد أن الريد ديفلز مازالوا في حاجة لتدعيم في هذا القطاع الدفاعي.. لكن في الوقت ذاته حصل براندون ويليامز على فرصته بعد خروج أشلي يونج في مركز الظهير الأيسر.

3- لا حاجة لصفقات مورينيو الكثيرة.. صفقة واحدة تكفي

برونو فيرنانديز

برونو فيرنانديز

لكن على صعيد وسط الميدان فإن الثورة الحقيقية المميزة حدثت باستعادة بول بوجبا وفي نفس الوقت قدوم الجوهرة البرتغالية برونو فيرنانديز، ليندمجا مع اللاعب العائد من الثلاجة بعد شهور من التهميش وهو نيمانيا ماتيتش، وإذا ما رأيت وسط ميدان اليونايتد الآن ستجد أن هناك فريد وخوان ماتا متواجدين بالدكة وراضيين ولا يمتعضان من جلوسهما عليها.. بالإضافة لوجود الأسكتلندي الواعد جداً سكوت ماكتوميناي.

تخلص سولشاير من صداع اللاعبون الكبار واستطاع استعادة بوجبا وماتيتش في صفه، بالإضافة إلى أنه في غياب المهاجم الصريح أصبح لدى اليونايتد إمكانية لتنفيذ كرة القدم الشاملة التي تحمل سمات الكرة الإنجليزية كذلك، فأنتوني مارسيال استعاد مستواه كرأس حربة، بالإضافة إلى اشتعال موهبة ماسون جرينوود بشكلٍ تدريجي إلى جانب الموهبة الأبرز والأكبر ماركوس راشفورد.. والبديل أو الورقة الرابحة في بعض الأحيان، دانييل جيمس.

4- منظومة صحية أخيراً في أولد ترافورد

الفرسان الشجعان .. الكل للواحد والواحد للكل

الفرسان الشجعان .. الكل للواحد والواحد للكل

بالنظر إلى الوضع الحالي فإن اليونايتد قدم أفضل مستوياته في الفترة الأخيرة، بغض النظر عن النتائج فقد سبق أن مر الفريق بمرحلة نتائج جيدة عندما تسلم المدرب الجديد دفة القيادة، والهدف الأساسي يبقى العودة إلى دوري الأبطال، لكن حتى وإن لم يتحقق هذا الهدف..فإن الأمور لم تكن واعدة كما هي اليوم .. فالحالة العامة لليونايتد تؤكد أنه استعاد روحه القديمة وهي الاعتماد على مواهب النادي الشابة بالإضافة إلى لاعبين كبار قادرين على الاندماج مع الصغار في منظومة واحدة صحية.. مع توقع عملية تصفية جديدة لبعض اللاعبين الزائدين عن الحاجة في هذا الصيف.

يأتي هذا في الوقت الذي فاز به ليفربول بلقب الدوري الإنجليزي بعد غياب 30 عاماً، وكأن اليونايتد قد قام بنفض الغبار سريعاً عن نفسه لأنه يعلم أن عليه الدفاع عن زعامته في كرة القدم الإنجليزية بعد استيقاظ المارد الأحمر، ولذا كان لا بد من استعادة مانشستر يونايتد الحقيقي بفلسفته التي خانها لعدة سنوات وأرد البحث عن فلسفات جديدة لا تليق به ولا تتوافق مع تاريخ النادي.