عذراً ماركا .. جاريث بيل يستحق هذه المعاملة من جماهير ريال مدريد

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • موقع سبورت 360 – “ماذا لو كانت جماهير ريال مدريد هي المخطئة في قضية جاريث بيل؟ ” هكذا اختارت صحيفة ماركا الإسبانية المقربة من أسوار البيت الملكي أن “تُصبِّح” على المدريديستا حول العالم، تقرير يحاول التفكير خارج الصندوق محاولاً تبرير موقف النجم الويلزي وإعادة دمجه عاطفياً مع الجماهير.

    ماركا وضحت في تقريرها بأن موجة الغضب والمتمثلة في صفارات وصيحات الاستهجان التي انفجرت في وجه جاريث بيل أمس السبت خلال نزوله لأرض الملعب لمواجهة ريال سوسيداد، تعد الأكثر قوة في تاريخ ملعب سانتياجو برنابيو، مشيرةً في ذات الوقت بأن الويلزي تعامل مع الموقف بهدوء، ثم بدأ يدخل في أجواء المباراة شيئاً فشيئاً ليقدم أداءً إيجابياً، وهو ما دفع جزء من الجماهير لتصفق له بدلاً من الصراخ ضده.

    انقسام جماهير ريال مدريد خلال المباراة بين مؤيد لبيل، ورافض له، دفعت ماركا للتساؤل إن كانت الجماهير مخطئة في الهجوم على لاعبها عند نزوله لأرض الملعب من الأساس، لكن نحن بدورنا نرد السؤال على ماركا:

    ما الذي يفعله جاريث بيل حتى الآن في ريال مدريد؟

    الصحفي خوسيه فيليكس دياز حينما اختار دعم جاريث بيل في مقاله صبيحة اليوم تناسى أثناء ذلك لماذا تطلق جماهير البرنابيو صفارات الاستهجان ضده من الأساس، فذهب للدفاع عن اللاعب بذكاء موضحاً دوره الإيجابي في الملعب، وجودته الفنية العالية، وقدرته على تغيير رأي جزء من الجماهير تجاهه مع مرور الوقت.

    لكن ما تجاهله الصحفي هنا هو السبب الرئيسي للانتقادات الموجهة إلى بيل، والتي لا تتعلق دائماً بالمستوى الفني، بل بسلوكه العام، والذي بلغ ذروته في الاستفزاز للمدريديستا حول العالم قبل أيام.

    جاريث بيل يتصرف بطريقة لا يمكن أن تتحملها جماهير كرة القدم في أي نادي في العالم، صحيح أن ملعب سانتياجو برنابيو لطالما كان قاسياً على نجوم فريقه، لكن في قضية الويلزي لا يبدو أن الجماهير مخطئة، فاللاعب أضر بسمعة النادي، وسخر منه، بل وأظهر لا مبالاة غير عادية في التعامل مع وضعية الفريق السيئة في الموسم الماضي، رافضاً تحمل المسؤولية الملقاة على عاتقه بعد رحيل كريستيانو رونالدو.

    ما الذي تريده الجماهير من لاعبيها؟

    ربما حينما نجيب على هذا السؤال، نفهم سبب الغضب الشديد من المدريديستا تجاه بيل، ورغم أن الإجابة عليه غير منطقية لأنني لا أستطيع أن أكون نائباً عن المدريديستا في هذا الجانب، ولا عن جماهير كرة القدم بشكلٍ عام، لكن سأحاول تلخيص ما يفكر به عشاق اللعبة، وما أقرأه من ردودهم في مواقع التواصل الاجتماعي:

    1- الجماهير تريد لاعب ملتزم تجاه ناديها، لديه انتماء حقيقي في الملعب وخارجه، يقاتل من أجل الفريق، ويؤدي دوره باحترافية عالية في كل أوقات الموسم.

    هنا لا يشترط أن يكون اللاعب من طينة أرتور فيدال، ولا من طينة سيرجيو راموس، فربما يكون لاعب هادئ مثل لوكا مودريتش لكنه لا يدخر أي مجهود لمساعدة فريقه، ولا يظهر أي تقاعس في التدريبات، ولا يقوم بأي تصرفات تضر بقدرته على بذل أفضل مجهود، وبسبب ذلك فهو يحظى بمحبة جماهير الريال حتى لو تقدم في السن ولم يعد قادراً على تقديم مستوى عالي باستمرار. هذا أيضاً ما يحصل مع حالات مثل تشافي هيرنانديز، وأندريس إنييستا.

    نعم الجماهير تريد لاعب ملتزم، ومحترف في ذات الوقت، ويجب الإقرار بأن الجميع سيرتكب أخطاء في هذا الجانب، لكن فرق كبير بين الأخطاء وبين السلوك السلبي العام.

    2- الجماهير تريد لاعب قادر على الارتقاء بمستوى فريقها، يملك الجودة الكافية لتغيير مسار المباراة بناءً على التحديات التي تواجههم، ويتحمل المسؤولية في الوقت الصعب والمناسب.

    3- رغم أنها ليست من أكثر الأمور أهمية، لكنها تؤثر أحياناً على ارتباط الجماهير بلاعبيها، القضية تتعلق بالذكاء، ولا أقصد هنا الذكاء في الملعب بل خارجه، بأن لا يقوم اللاعب بأي تصرفات غريبة تضر بسمعته أو تضر بسمعة النادي.

    لو ربطنا كل نقطة من هذه النقاط بالنجم الويلزي سنجد أنه أخفق في جميعها، فهو لم يظهر الالتزام الكافي كمحترف في السنوات الأخيرة، بل لطالما قيل أن رغبته الشديدة في ممارسة الجولف أثرت بشكل واضح على إصاباته المتكررة في الظهر.

    ليس هذا فقط، بيل كسول أيضاً في التدريبات، وهذا ليس كلامي بل هو من قال بذلك عن نفسه في تصريحات مسبقة، وهذا الكسل يتسبب بتعرضه للمزيد والمزيد من الإصابات لأنه لا يعتني بجسده كما هو مطلوب، ناهيك عن أن هذا الكسل هيمن أيضاً على حياته الشخصية فجعله غير آبه بتعلم اللغة الإسبانية كما يجب، مما أضعف بالتالي من قدرته على الانسجام مع زملائه في ريال مدريد.

    أما على صعيد تحمل المسؤولية فظهر منذ الموسم الماضي أنه ليس من هذه النوعية من اللاعبين، فلا هو استطاع تعويض كريستيانو رونالدو بعد رحيله، ولا حتى سد جزء من العجز في هذا الجانب، بل ظهر لا مبالياً تجاه نتائج الفريق، وغير آبه بالقتال من أجله، على عكس كريم بنزيما الذي كان يُظن أنه شخصٌ كسول، فاكتشف الجميع أنه اللاعب القادر على تحمل المسؤولية بشكل أكبر بكثير من الويلزي.

    أما تصرفاته خارج الملعب فيكفي التذكير بالجملة التي وضعت على علم ويلز، والذي حمله أثناء الاحتفال بالتأهل إلى يورو 2020 حتى نفهم مدى ذكاء هذا اللاعب: “ويلز .. الجولف .. مدريد” نعم هذه أولويات أفضل لاعبي ريال مدريد وأعلاهم في الأجر السنوي، هو يقدم هواية ممارسة الجولف على عمله في ريال مدريد!

    لا ننسَ أيضاً مغادرته أرض الملعب أثناء تعرضه للإصابة قبل نهاية المباراة، وفي إحدى الحالات لم يكن ريال مدريد قد حسم الانتصار بعد… المشكلة أن بعد كل هذا بيل لم يعتذر أو حتى يبرر تصرفاته، مما يوحي بأنه يتعمد فعل كل ذلك، أو أنه لا يبالي بأي شيء!

    جاريث بيل .. حينما لا تستحق شيئاً فتحصل على كل شيء

    كل ما تم ذكره سابقاً ليس سوى غيضٍ من فيض، وهو ما يجعلنا نتعجب من المعاملة الفارهة التي يلقاها في ريال مدريد، والتي لا يحصل عليها نجوم كثر داخل الفريق.

    نعم، ساهم بيل بحسم عدة ألقاب في دوري أبطال أوروبا لصالح الريال، لكن هل المطلوب من أفضل لاعبي الفريق أن يتألق في بضعة مباريات خلال الموسم فيما يقضي بقيته منشغلاً بإصاباته أو بحياته الشخصية ولعب الجولف؟

    بيل يحصل على أجر سنوي يصل إلى 17 مليون يورو خالية من الضرائب، وهو من أعلى الأجور في عالم كرة القدم، وكان يفصله عن كريستيانو رونالدو في الأجر السنوي 4 مليون يورو فقط، فيما يفصله عن أعلى الأجور من بقية اللاعبين 7 ملايين يورو.

    هذا الأجر العالي يوحي لنا بأن الويلزي أهم لاعبي ريال مدريد، وأكثرهم تميزاً، وأبرزهم من ناحية رفع جودة الفريق، لكن لو أتينا إلى أرض الواقع سنجد أنه لم يشارك في 88 مباراة بسبب الإصابة منذ انتقاله إلى ريال مدريد صيف 2013 ، أي بمعدل غياب يصل إلى 13 مباراة كل موسم.

    gareth

    الملفت أن بيل يأخذ مدة طويلة حتى يعود لأفضل مستوى له، أي يشارك كبديل تدريجياً بعد عودته من الإصابة، ولا يستطيع إكمال التسعين دقيقة في مباريات أخرى، ثم يصل لقمة جاهزيته بعد بضعة أسابيع ليتألق في بضعة مباريات قبل أن يتعرض للإصابة مجدداً، وهكذا…

    هذه المعطيات تجعلنا نستنتج أن ريال مدريد لا يكاد يستفيد من جاريث بيل بمستواه العالي _ومن دون مبالغة_ سوى في ربع مباريات الموسم، فكيف يكون أكثر لاعبي الفريق جنياً للأموال بهذه الحالة البدنية السيئة، والعقلية الاحترافية الغائبة، والشخصية التي لا تظهر في سماتها صفات القيادية والتحلي بالمسؤولية؟

    نعم يا صحيفة ماركا، جماهير ريال مدريد لم تخطئ بحق جاريث بيل، بل المخطئ هو إدارة ريال مدريد، النجم الويلزي يحصل على الأموال والحياة التي يريدها بدون أن يبذل المجهود الكافي لكي يستحقها، كما أن أجره المرتفع يساهم في تردد إدارة النادي بتقديم أجور مرتفعة جداً للاعبين أفضل منه في عالم كرة القدم، مثلما حصل فيه قضية كيليان مبابي قبل عامين ونصف.

    جاريث بيل فعل ما يستوجب فعله حتى يكسب عداء جماهير ريال مدريد، وحتى لو عاد وتألق وجلب الألقاب لهم في الموسم الحالي، فمن المستحيل أن يكسب احترامهم بعد الآن، فكل ما سيفعله (في حال حدث ذلك من الأساس) فهو واجبٌ عليه لكي يستحق أجره المرتفع، أما المحبة والاحترام والاحترافية، فهذه أمور أكبر منه ولن يستطيع فهمها بكل تأكيد…