Getty

موقع سبورت 360 – تمكن نادي ريال مدريد من تحقيق انتصار صعب وثمين على حساب مضيفه هويسكا، في اللقاء الذي أجري مساء اليوم الأحد، ضمن فعاليات الجولة الخامسة عشر من مسابقة الدوري الإسباني، ليرتقي الفريق الملكي إلى المركز الرابع برصيد 26 نقطة.

ونقدم لكم في هذه المساحة، أبرز الملاحظات الفنية التي شهدتها المباراة:

قدّم هويسكا مباراة جيدة جداً مقارنة بما كان مُنتظراً منه، فنحن نتحدث عن فريق لم يحقق سوى انتصار وحيد منذ بداية الموسم الجاري وبمستويات تراوحت بين المتوسطة جداً والسيئة، كما أنه لم ينجح في تسجيل أي هدف خلال المباريات الثلاث السابقة، والحقيقة أن ريال مدريد سهّل من مهمته بسبب المشاكل التي ظهرت في صفوفه والتي سنتطرق لها في الفقرات القادمة.

ريال مدريد بدأ اللقاء بنسق مرتفع، فبعثر أوراق هويسكا، ثم صال وجال لاعبو خط الوسط كما شاؤوا، فلم تمر سوى دقائق قليلة حتى سجل جاريث بيل الهدف الأول بطريقة رائعة.. أما بعد ذلك، فإن هويسكا استفاد كثيراً من البطء في تحضير هجمات المرينجي فتعامل بشكل جيد مع كل الكرات دفاعياً وتمكن من التصرف بشكل جيد مع الكرات المُرتدة.. عدم وجود ضغط كبير من خط وسط ريال مدريد مكّن أصحاب الدار من إيجاد أكثر من حل واحد أمامهم أثناء الارتداد الجماعي والذي جعلهم يخلقون وابلاً من الفرص الواضحة على مرمى الفريق الملكي، والحقيقة أن نقطة قوة هويسكا في مباراة اليوم تمثلت في الكرات العرضية والثابتة والتي نجح في الفوز بأغلبها، وكان ليُسجل هدفين على الأقل لولا براعة الحارس البلجيكي.

هويسكا يُعاني منذ بداية الموسم من عقم هجومي لا مثيل له، فهو لم يسجل في المباريات الثلاث الأخيرة أي هدف وهي مشكلة كان بإمكانها أن تُحل اليوم أمام ريال مدريد لولا التسرع الذي لازمهم في بعض اللقطات إضافة إلى تألق كورتوا.. الفريق الصاعد يعاني من سوء حظ كبير هجومي هذا الموسم، رغم أنه يملك ما يكفي من لاعبين ومواهب لزيارة شباك الخصوم، وهو ما بدا جلياً في أكثر من مناسبة خلال لقاء اليوم.

الغياب العملي للعديد من لاعبي ريال مدريد في خط الوسط مثل داني سيبايوس ولوكاس فاسكيز وحتى داني كارفاخال في الدفاع (الذي لا يلام كونه لعب في الجهة اليسرى)، مكّن هويسكا من اقتناص مجموعة من الكرات والارتداد بشكل رائع للغاية، أصحاب الأرض قدموا أداءً يستحقون عليه رفع القبعة، لكن ردة فعل الفريق الملكي كانت شبه معدومة، وهو أمر يُعزى للأخطاء الفردية في منتصف الميدان وتهاون اللاعبين بعد تسجيلهم للهدف المبكر.

بعد الحديث عن أحداث اللقاء بشكل عام، يمكننا التطرق للمستوى الفردي لبعض اللاعبين كفاران وكريم بنزيما اللذان يقدمان مستويات مترنحة جداً في الفترة الأخيرة، والحقيقة أن المدافع الفرنسي عاد اليوم ليبصم على مباراة سيئة كاد يتسبب فيها في فقدان المرينجي لنقطتين بسبب سوء تمركزه حين يتعلق الأمر بالكرات العرضية التي اعتمدها عليها أصحاب الأرض كثيراً للوصول إلى مرمى ثيبو كورتوا، ومع قليل من الحظ للفريق الصاعد، ربما كانت إحدى الكرات لتسكن الشباك كما أشرنا إلى ذلك في فقرة سابقة.

ماركوس لورنتي كان نقطة مضيئة في كتيبة سانتياجو سولاري في مباراة اليوم، فهو نجح بشكل مذهل في افتكاك الكرة عند قيام الخصم بالهجمات المرتدة كما كان يغطي بشكل ممتاز على الأظهرة التي تصعد للمساندة الهجومية وإضافة إلى ذلك كان يمد خط الوسط الهجومي بالكرات، أي أنه شكَّل همزة الوصل بين الدفاع والهجوم.

أتفهم عشق قطاع عريض من جماهير ريال مدريد للكوستاريكي كيلور نافاس، خاصة وأنه قاد الفريق الملكي للتتويج بثلاث ألقاب في دوري أبطال أوروبا، لكن في رأيي الشخصي، أعتقد أن ثيبو كورتوا حارس من مستوى آخر ومعه سيكون بإمكان المرينجي المنافسة على لقب الدوري الإسباني، والتي تحتاج بأن يكون الحارس “حاسماً” في كل الجولات كما حدث في المبارتين الأخيرتين، والحقيقة أن البلجيكي يُعطي شعوراً بالأمان للمدافعين، وهو ما سيمنحهم المزيد من الثقة في قادم المواعيد، عكس نافاس الذي ارتكب هفوات كثيرة خلال المواسم الماضية.