قبل هدفيه الرائعين يوم أمس في شباك سيلتا فيجو، كانت جميع التوقعات تشير إلى رحيل جاريث بيل عن ريال مدريد في الصيف المقبل، الأمر كان شبه محسوماً في وسائل الإعلام، لكن الآن عاد الحديث عن إمكانية حصول النجم الويلزي على فرصة جديدة في الموسم المقبل.

جاريث بيل سجل هدف في الكلاسيكو، وأحرز هدفين في غاية الروعة أمام سيلتا فيجو، وهو يسعى الآن لإقناع زيدان بإشراكه أساسياً في نهائي كييف أمام ليفربول، فتألقه في هذه المباراة قد يغير مستقبله بشكل كامل.

لكن رغم ذلك، يبقى بيل مرشحاً بقوة للرحيل عن النادي الملكي، فهناك العديد من الأسباب التي تجعل الريال يتخلص منه أهمها إصاباته المتكررة، شخصيته الانهزامية، والأهم من هذا كله أنه سيبلغ عامه 29 بعد شهر واحد، وبالتالي خسر فرصة أن يكون نجم الفريق الأول بعد كريستيانو رونالدو.

وبعيداً عن معضلة مستقبله جاريث بيل، هناك سؤال أهم، هل فشل النجم الويلزي حقاً في ريال مدريد؟ ولكي نجيب على هذا السؤال، يجب أن نوضح بعض الأمور أولاً.

الأرقام والإنجازات تقول لا

لو أردنا مقارنة أرقام جاريث بيل بما يقدمه كريستيانو رونالدو وليونيل  ميسي سنجد أنها ضعيفة للغاية، لكن بمقارنتها بلاعبين آخرين يراهم الكثيرين ضمن الأفضل في العالم بمركزهم، سنصل لاستنتاج أن بيل يملك أرقام مميزة بالفعل منذ وصوله سانتياجو برنابيو.

جاريث بيل سجل هذا الموسم 18 هدف خلال 37 مباراة خاضها، بمجموع دقائق بلغ 2243 دقيقة، أي أنه يسجل هدف كل 124 دقيقة، وهو معدل تهديفي ممتاز جداً، كما أنه صنع 8 أهداف آخرين، مما يعني أنه ساهم بتسجيل 26 هدف، وهو الأفضل في ريال مدريد على هذا الصعيد بعد كريستيانو رونالدو، وذلك رغم أن معظم اللاعبين خاضوا دقائق أكثر منه.

منذ وصول بيل إلى ريال مدريد عام 2013، خاض مع الفريق 187 مباراة، بمجموع دقائق يبلغ 14 ألف دقيقة، وتمكن النجم الويلزي من تسجيل 85 هدف، وصنع 59 آخرين، مما يعني أنه ساهم بتسجيل 144 هدف، وبالتالي فهو يساهم بتسجيل هدف كل 97 دقيقة، وهذه أرقام أكثر من جيدة ليس بالنسبة للاعب جناح هجومي وحسب، بل بالنسبة لرأس حربة أيضاً.

وصحيح أن بيل لم يكن له دور كبير في الألقاب التي حققها ريال مدريد على مدار الأعوام الخمسة الماضية مثل كريستيانو رونالدو أو سيرجيو راموس أو حتى مارسيلو ولوكا مودريتش، لكن بالنهاية كان له بعض المساهمات بين الحين والآخر، والواقع يقول أن الريال حقق 9 ألقاب منذ وصول بيل، منها 3 ألقاب دوري الأبطال.

لكن الأرقام والألقاب ليست كل شيء

بطبيعة الحال لا يمكن قياس تجربة جاريث بيل مع الريال بهذه الطريقة السطحية، فمعظم أهدافه جاءت في مباريات غير هامة، ونادراً ما يتألق في المباريات الصعبة والتي يحتاجه فيها الفريق مثل مواجهة يوفنتوس هذا الموسم على سبيل المثال، بيل حسم العديد من المباريات لريال مدريد منذ وصوله خصوصاً في الليجا، لكن النادي تعاقد معه ليكون البطل والحاسم في المواقف الصعبة، وليس لتسجيل هدفين جميلين في سيلتا فيجو وكأس الليجا باتت بأحضان لاعبي برشلونة.

الأرقام لا تعكس الواقع دائماً، فعلى سبيل المثال، قيمة أهداف سيرجيو راموس في نفس الفترة أكبر بكثير من قيمة جميع الأهداف التي أحرزها جاريث بيل، رغم أنها قليلة جداً مقارنة بسجل النجم الويلزي التهديفي.

صفقة قياسية وبطل جديد .. معضلة الإصابات

عندما دفع ريال مدريد 96 مليون يورو لضم جاريث بيل وحطم جميع الأرقام القياسية في الميركاتو، كان الهدف تجهيز بطل جديد إلى جانب رونالدو وليأخذ الراية من بعده، لكن هذا لم يحدث، فظل النجم البرتغالي يصارع وحيداً ويحمل الفريق على أكتافه، وحتى بعد أن وصل الأخير لسن 33 عام، ما زال يقدم أضعاف ما يقدمه نجم توتنهام السابق.

بالنظر إلى التوقعات التي كانت معلقة على جاريث بيل، فيمكننا القول أن تجربته فشلت بنسبة كبيرة باستثناء موسمه الأول فقط، خصوصاً وأن اللاعب تعرض لـ19 إصابة منذ وصوله للفريق، وغاب عن أكثر من 40% من مباريات الفريق على مدار 5 مواسم.

عندما يكون لديك لاعب أمضى نصف مشواره مع الفريق مصاباً، والربع الآخر بعيداً عن مستواه، فلن تكون منصفاً أبداً لو قلت أن تجربته كانت ناجحة واستشهدت ببعض أرقامه المميزة.

الخلاصة

لو أردنا الحكم على تجربة بيل على اعتبار أنه مجرد لاعب في صفوف ريال مدريد، فبالتأكيد سنقول أنه كان جيداً وتجربته بشكل عام ناجحة نسبياً، لكن عندما ننظر إلى رابته المرتفع، حجم نجوميته، والآمال التي كانت معلقة عليه، وإخفاقه بالمواعيد الكبرى وإصاباته،  سنحكم عليه بالفشل بكل تأكيد.