لويس سواريز وليونيل ميسي - برشلونة - الدوري الإسباني

سبورت 360 – من كان يتوقع أن لويس سواريز سيكون من أبرز ضحايا فضيحة لشبونة التاريخية؟ رونالد كومان وحده من توقع ذلك، بل خطط له أيضاً منذ أول اتصال تلقاه من مكتب برشلونة، سار عكس التيار وقرر التضحية بالهداف التاريخي الثالث للنادي.

لا شك أن لويس سواريز بدأ يتقدم بالسن وتراجع في الموسم الأخير، لكنه ما زال يحتفظ بالكثير من الجودة في نفس الوقت، يكفي أنه أحرز 21 هدفاً في مختلف البطولات الموسم الماضي وصنع 12 آخرين خلال 2658 دقيقة، أي أنه يساهم بتسجيل هدف كل 80 دقيقة.

من خلال هذه الأرقام نستنج أن سواريز ما زال لديه ما يقدمه في برشلونة، لاحظ أننا نتحدث عن أسوأ موسم في مسيرته والأسوأ للفريق في العقد الماضي، وبالتالي هناك العديد من اللاعبين استحقوا الرحيل أكثر منه، لكن بالتأكيد هناك وجهة نظر ما عند كومان، ربما مبنية على أسباب تكتيكية أو ذهنية للفريق، أو أن الإدارة لم تجد حلاً سوى بيعه للتخلص من راتبه في ظل الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها النادي.

العتاب والندم والتحسر لن يفيد بشيء، لأن الصفقة أغلقت بشكل رسمي وأصبح لويس سواريز لاعباً في صفوف أتلتيكو مدريد مقابل 6 ملايين يورو سيتم دفعها بعد تحقيق بعض الشروط في الموسمين القادمين، لكن يمكننا استعراض بعض الأمور التي سيخسرها برشلونة برحيل لويزيتو، وهي على النحو التالي:-

ميسي لن يكون سعيداً بعد اليوم في برشلونة

بقاء لويس سواريز ربما كان ليكون الشيء الوحيد الذي قد يقنع ليونيل ميسي بالاستمرار في النادي بعد صيف 2021 والموافقة على تجديد عقده، لكن بنسبة كبيرة انتهى الأمر الآن، فبعد جميع الصدمات التي تعرض لها طوال السنوات الماضية، قررت الإدارة التخلص من أقرب شخص له.

ميسي لاعب محترف بالنهاية، ربما يحزن قليلاً على فراق صديقه لكن هذا لن يؤثر على مستواه بشكل مباشر، لكن المسألة أعمق من ذلك بكثير، ليو يشعر الآن أن الإدارة تتحداه وتحاول تجميه بهذا القرار، فهناك تقارير تؤكد أن الإدارة والمدرب اتفقوا على تجريد ميسي من مسانديه في غرفة تبديل الملابس، وعلى رأسهم فيدال وسواريز.

النقطة الأخرى التي قد تجعل الأمور غير مستقرة في برشلونة هي أن رونالد كومان متورط بشكل مباشر أمام ميسي برحيل سواريز، فهو من طلب منه البحث عن نادٍ جديد، وبالتالي سيكون من الصعب على المدرب الهولندي بناء علاقة طيبة مع البرغوث حتى لو اقتنع بأفكاره التكتيكية، فكما قلنا، القضية ليست حزن شخص على رحيل صديقه، وإنما حرب باردة ضد النجم الأرجنتيني، أو على الأقل هذا ما سيشعر به، ووسائل الإعلام في الأيام القادمة سوف تعزز هذه الفرضية بكل تأكيد.

برشلونة لن يمتلك مهاجم صريح من العيار الثقيل

ليس سهلاً أن تفقد مهاجماً مثل لويس سواريز، فهو بلا شك أفضل رأس حربة في العقد الماضي، لن يقتصر الأمر على تسجيل الأهداف، بل سيصبح الخصوم أكثر راحة عندما يواجهون برشلونة، لأنه لا يوجد مهاجم فتاك قد يستغل أي فرصة لصناعة الفارق.

برشلونة يملك العديد من المهاجمين المميزين مثل جريزمان وديمبيلي وفاتي وغيرهم، لكنه لن يملك رأس الحربة الماكر الذي يتحرك بمساحة لا تتوقعها ويسدد من أي وضعية، سيفتقد الفريق للمهاجم القادر على طلب الكرة وسط المدافعين والسيطرة عليها بسهولة، كل شيء يكون أسهل بوجود سواريز في العملية الهجومية، فهو يسحب المدافعين ويشغلهم من جهة، ويطلب الكرة من زملاءه بأوضاع مثالية من جهة أخرى، ويتحرك بشكل ذكي بشكل مستمر، والأهم من هذا كله يملك مهارة فطرية في استفزاز الخصم وتربيط رباعي خط الدفاع طوال التسعين دقيقة، كل هذه الميزات ليست متوفرة في  أي مهاجم آخر في البرسا الآن.

تراجع العلامة التجارية للنادي

كل نجم تخسره ولا تتمكن من تعويضه بنجم آخر يساويه بالهالة الإعلامية والشعبية الجماهيرية، فتأكد أن العلامة التجارية سوف تتراجع ولو بنسبة طفيفة، صحيح أن برشلونة ما زال يملك العديد من النجوم وعلى رأسهم ليونيل ميسي، لكن رحيل نيمار من قبل، ثم سواريز الآن يعطي إيحاء للعالم أجمع أن النادي فقد بريقه، خصوصاً أن ليو على مشارف الرحيل هو الآخر.

منافسان في الدوري الإسباني بدلاً من منافس واحد

ماذا لو كان لويس سواريز قطعة دييجو سيميوني الناقصة؟ سؤال ربما لم تتمعن به إدارة برشلونة بالقدر الكافي في ظل انشغالها بترتيب الأوراق المالية واخماد فضيحة لشبونة، لأنه لو تم طرح هذا السؤال بشكل جدي في مكاتب البرسا، لكان من المستحيل بيعه لأتلتيكو مدريد.

صحف كاتالونيا حاولت لفت انتباه إدارة برشلونة لهذا الأمر، حيث انتشرت تقارير صحفية يوم أمس تتدعي أن النادي يريد بيع سواريز لكنه يرفض انتقاله إلى أتلتيكو مدريد، لكن اتضح بعد ذلك أنها كانت مجرد محاولات صحفية لمنع إبرام الصفقة، أو أن الإدارة كانت تفكر بالأمر لكنها وجدت لسبب غير معروف أن إيجابيات رحيله أكبر من سلبيات انتقاله إلى أتلتيكو.

في الواقع، أتلتيكو مدريد أصبح خطيراً جداً بعد التوقيع مع سواريز، فمن تابع مباريات الفريق الموسم الماضي يدرك تماماً كم كان دييجو سيموني يحتاج لمهاجم حقيقي يترجم الفرص إلى أهداف في ظل مستوى دييجو كوستا وألفارو موراتا الكارثي.

سواريز قد يكون قطعة سيميوني الناقصة بالفعل لتكتمل سيمفونيته المملة، فريق يلعب بتنظيم دفاعي عالي جداً، يملك جودة ممتازة في خط الوسط سواء بالتحضير أو صناعة اللعب، وبالتالي لا ينقصه إلا لبطل يترجم كل هذه المجهودات في نهاية المطاف.

برشلونة يعيش حالة صعبة على جميع المستويات، وأولها المستوى الكروي، وبالتالي فإن الفجوة مع أتلتيكو مدريد لم تكن كبيرة من الأساس، وفي حال لم يتطور الفريق مع رونالد كومان ويستعيد مستواه، فإنه بالسماح لسواريز بالرحيل إلى ملعب واندا ميتروبوليتانو يخلق منافساً حقيقياً على لقب الدوري الإسباني، وهذا قد يجعله يخسر السباق للموسم الثاني على التوالي، فبدلاً من أن تتوزع الحظوظ بينه وبين ريال مدريد بنسبة 50% لكل منهما، سوف تتقلص حظوظه إلى 33% بدخول أتلتيكو على دائرة المنافسة بشكل حقيقي، ودعونا لا ننسى أن سيميوني عندما تعاقد ديفيد فيا من البرسا، حقق لقب الليجا في ذلك الموسم.