ما أن أعلن مانشستر يونايتد نبأ إقالة جوزيه مورينيو من منصبه حتى بدأنا نسمع بعض الأقاويل التي تتحدث عن عودة المدرب البرتغالي إلى ناديه السابق ريال مدريد الإسباني، أقاويل مصدرها بعض مواقع الشائعات وبعض التحليلات والأمنيات من قبل الجماهير.
لا شك بأن جوزيه مورينيو يشكل واحداً من أهم فصول ريال مدريد في السنوات الأخيرة، البرتغالي أتى إلى ريال مدريد في وقت صعب للغاية كان خلاله يقبع خلف غريمه برشلونة، واستطاع خلال عامين أن يصنع فريق منافس أوروبياً ومحلياً، بل استطاع أن يخطف لقب الدوري الإسباني من البرسا موسم 11\2012.
النجاح الجيد لمورينيو في أول موسمين مع ريال مدريد ترك خلفه انطباعاً إيجابياً لدى شريحة واسعة من جماهير النادي حول العالم، ولدى الرئيس فلورنتينو بيريز الذي يعد أحد أصدقائه المقربين في العاصمة الإسبانية، وهو الانطباع الذي لم يهتز كثيراً رغم الخروج خالي الوفاض من الألقاب في الموسم الأخير.
ورغم حالة الصداقة الجيدة بين بيريز ومورينيو، إلا أنني أستبعد تماماً فكرة عودة العمل بينهما في الموسم الحالي أو المقبل، تواجد جوزيه على دكة بدلاء ريال مدريد مجدداً أمر لا يمكن تصوره في الوقت الحالي لأربعة عوامل هامة.
مجموع الإنتقالات =357.3 مليون إسترليني 💷 pic.twitter.com/9gd46TyyxC
— Sport360 Arabiya (@Sport360Arabiya) December 18, 2018
جوزيه مورينيو مرفوض من قبل صحف مدريد وإسبانيا
رغم مرور 5 سنوات ونصف على رحيل جوزيه مورينيو عن مدريد، إلا أن المدرب البرتغالي ما يزال غير مرحب به في صحف العاصمة الإسبانية، صحف مثل ماركا وأس ثم البايس وغيرها تقوم بين الحين والآخر بنشر بعض التقارير القاسية بحق المدرب البرتغالي، لكن بشكل أقل حدة من الماضي.
علاقة جوزيه مورينيو بصحف مدريد سيئة ولا يمكن أن تعود إلى ما كانت عليه قبل عام 2012 ، وهذا يتضح أيضاً من رفض المدرب البرتغالي الإدلاء بتصريحات لبعض الصحفيين الإسبان بين الحين والآخر، مع سخريته الواضحة من اللاعبين الإسبان حينما كان مدرباً لتشيلسي قبل 3 مواسم، مما يجعله عدواً للبلد بأكملها.
حالة العداء هذه ستكون جاهزة للانفجار بشكل لا يمكن السيطرة عليه في حال عودة مورينيو إلى سانتياجو برنابيو، وهو ما يجعل هذه العودة شبه مستحيلة ومن الصعب أن يغامر ريال مدريد أو المدرب في الإقدام عليها.
ماذا بعد إقالة #مورينيو ومن هم بدلاؤه في #مانشستر_يونايتد ؟ تابعوا معنا هذا التحليل مع @mitrihajjar pic.twitter.com/V9JMvs9Wfh
— Sport360 Arabiya (@Sport360Arabiya) December 18, 2018
سيرجيو راموس لم يرحل بل هو قائد ريال مدريد حالياً
كما يعلم الجميع، لم تكن علاقة جوزيه مورينيو بلاعبي ريال مدريد جيدة في موسمه الأخير، أحد اللاعبين الذين لا يملكون علاقة طيبة معه هو سيرجيو راموس قائد الفريق حالياً، النجم الإسباني ارتدى في إحدى مباريات موسم 12\2013 قميص مسعود أوزيل تحت قميصه الرئيسي حتى يرد على قيام المدرب بتوبيخ النجم الألماني بين الشوطين، ورغم أن راموس حينها لم يسجل ولم يحتفل بقميص أوزيل، إلا أن هذه الحادثة أسالت الكثير من الحبر على الورق.
العلاقة بين راموس ومورينيو لم تتسم بالمتانة يوماً ما، بل أنه في موسم 11\2012 حينما وبخ مورينيو نجمه الإسباني لعدم قدرته على اللحاق بمهاجم برشلونة بعد الكلاسيكو، رد عليه راموس بالقول “أنت لم تكن لاعباً لذلك لا تعرف كيف حدث ذلك”.
التوتر النسبي الذي شاب علاقة الرجلين تفاقم بعد تولي مورينيو تدريب تشيلسي ثم مانشستر يونايتد، حيث تبادل الطرفان عدة تصريحات مستفزة ستجعل من عملهما سوياً مرة أخرى أمراً معقداً جداً، إن لم يكن أشبه بالجحيم، ومن الصعب أن تستقر الأوضاع في غرفة خلع الملابس حينما تكون العلاقة بين أبرز رجلين داخل الفريق على هذا النحو.
فلورنتينو بيريز في وضعية غير مريحة
لو كان فلورنتينو بيريز في وضعية أفضل من التي يمر بها مع ريال مدريد حالياً لقت أنه من الممكن أن يهمل أول عاملين ليقدم على التعاقد مع صديقه مورينيو بقرار شخصي بحت، لكن في الوضع الحالي ومع رحيل كريستيانو رونالدو، وتراجع نتائج الفريق، وتوجه النادي نحو الإنفاق لتطوير الملعب، كل ذلك يجعل بيريز في وضع غير مريح ومن الصعب أن يغامر بمستقبله من أجل مورينيو.
بيريز سبق له أن جرب غضب صحف وجماهير مدريد، فهي حينما تنفجر تجعل الرئيس في وضعية حرجة بل وتجبره على الاستقالة من منصبه، هذا حدث مع فلورنتينو شخصياً مطلع عام 2006 بعد تردي نتائج الفريق وانفراده بالقرار فيما يخص سوق الانتقالات والتعاقد مع المدربين، وتكرر أيضاً مع فيسنتي كالديرون بعدها بعامين، وغيرهم الكثير.
أفكار مورينيو ومستوى الفرق التي يدربها .. إلى الخلف سِر
حينما نتحدث عن جوزيه مورينيو 2018 فنحن هنا لا نقصد المدرب الذي قاد إنتر ميلان إلى تحقيق الثلاثية موسم 09\2010 ، ولا المدرب الذي صنع فريق قوي جداً في ريال مدريد موسم 11\2012 يكاد يكون الأقوى في أوروبا رفقة برشلونة، إنه مدرب مختلف تماماً، كثير التذمر من لاعبيه، كثير التذمر من إدارة النادي، ويتسم عمله بضعف الشخصية والخوف المبالغ به في الملعب.
ريال مدريد 11\2012 قدم كرة قدم جيدة هجومياً، أو بمعنى أصح، لم يكن أداء الريال مثيراً للغثيان بالصورة التي ظهر فيها مانشستر يونايتد وتشيلسي خلال السنوات الأخيرة مع جوزيه مورينيو، اليونايتد والبلوز قدما أسوأ كرة يمكن مشاهدتها من فرق تطمح بالمنافسة على الألقاب لدرجة أنهما كانا يدافعان أمام المرمى ضد فرق متواضعة جداً في بعض الأحيان.
جرأة مورينيو تتراجع موسماً تلو الآخر ليتحول إلى مدرب مرتجف في الظل، ويترافق ذلك مع تراجع واضح في قدرته على تحفيز اللاعبين وتوحيدهم للقتال بشراسة في أرض الملعب، مع وجود حالة عدم انسجام تصل أحياناً للخلاف الشديد مع أبرز نجوم الفريق.
كل هذه السلبيات تجعل مورينيو خياراً مستبعداً بشكل تام لريال مدريد، فالنادي وصل إلى مكانة أفضل منذ رحيل جوزيه، وفي حال قرر التعاقد مع المدرب البرتغالي فإنه لن يعود إلى عام 2011 بل إلى ما قبل ذلك بكثير.
تعرف على ما قاله يورجن كلوب عن إقالة مورينيو
