ألحق ليفانتي أول هزيمة بضيفه برشلونة، حامل لقب الدوري الإسباني في الموسم الجاري، بالفوز عليه بخمسة أهداف مقابل أربعة، في المباراة التي أقيمت اليوم ضمن منافسات الجولة 37 من المسابقة المحلية.

وإليكم تحليل هذه المباراة..

ما قدّمه برشلونة في المباراة كان أقل بكثير مما كنا ننتظره من بطل الليجا الذي راودته مساعٍ كبيرة للحفاظ على سلسلة اللا هزيمة، فالحقيقة أن الفريق الكتالوني عانى من بعض النواقص التي جعلته يفقد الثلاث نقاط لأول مرة هذا الموسم.

أول شائبة شابت أداء برشلونة اليوم هي القصور الدفاعي غير المقبول الذي ظهر به خط الوسط والذي انعكس بشكل واضح على مستوى الخط الخلفي الذي كان انكشف بسهولة أمام تمريرات ليفانتي البينية، أصحاب الأرض استغلوا عدم قيام إنييستا بأي عمل دفاعي في الجهة اليُسرى وتقدم جوردي ألبا لكي يشنوا غاراتهم عبر تلك الجهة، كما اغتنموا تهاون عثمان ديمبيلي في مساندة نيلسون سيميدو ليسجلوا الهدف الأول من ذلك الرواق.

برشلونة هو ميسي، يمكنني قول هذا الكلام وأنا مستريح.. البولجا هو من يصنع الفارق داخل النادي الكتالوني، والملاحظ للجميع أن هناك هوة وفجوة واضحة بين مستوى البلاوجرانا مع ميسي ومستوى الفريق الكتالوني في غياب النجم الأرجنتيني، والمؤكد أيضاً أن أي محاولات للتعتيم على هذه الحقيقة لن تفلح، فقد قيل سابقاً: “شمس الحقيقة لا تحجب بغربال”.. ليفانتي (ومن قبله فرق أخرى) كان بمنزلة الغربال الذي كشف واقع أن برشلونة بدون ميسي = صفر مطلق.

غياب ليونيل ميسي جعل جسد برشلونة بدون أوكسجين، الفريق كان غير قادر على اللعب بالانسيابية المعهودة في الثلث الهجومي وغاب جل اللاعبين عن مستواهم المعهود، اللهم فيليب كوتينيو الذي كان النقطة المضيئة في الظلام الحالك الذي عاشه الفريق الليلة في ملعب سيوتات دي فالنسيا.. التنشيط الهجومي كان فقيراً جداً وفشل سيرجيو بوسكيتس وإيفان راكيتيتش في إضفاء الحركية اللازمة على خط الوسط، ما جعلنا أمام فريق مترهل وبدت خطوطه عاجزة على التصدي للمناورات السريعة التي شنها الفريق المضيف.

دعونا نتوقف قليلاً عند ياري مينا.. الحقيقة أنني لست ممن يحبون التكالب على لاعب معين بمجرد ظهوره بشكل مخيب في مباراة واحدة، لكن المدافع الكولومبي ليس من طينة اللاعبين الذين يحتاجهم الفريق الكتالوني في خطه الخلفي.. ياري غير ملم بأبجديات التمركز ومراقبة المهاجمين بكيفية مثالية، الأمر الذي جعله يتسبب في جل أهداف ليفانتي الخمسة.. هذا دون الحديث عن افتقاده للسرعة المطلوبة، فكيف يعقل أن يمر منه لويس خوسي موراليس بتلك السهولة في لقطة الهدف الأول ؟!.

أكاد أسمعكم توشوشون : “ياري مينا لم يتأقلم بعد مع الأجواء الأوروبية، ولا يزال شاباً وقد يُطور نفسه في المستقبل القريب” .. لكن دعوني أؤكد لكم أن بيئة برشلونة لن تسمح له بالتطور قيد أنملة، فالفريق الكتالوني أو الجماهير الكتالونية لا تتصف بالصبر الكافي الذي من شأنه أن يسمح للاعب بتطوير قدراته أياً كان اسم هذا اللاعب، إذ لا تتوانَ في انتقاد كل من سولت له نفسه الظهور بوجه لا يلائم تطلعاتهم.. فيبدأ اللاعب بالانحدار النفسي ومن ثم الانهيار البدني والفني.. واسألوا مارك بارترا ومن قبله أندرو فونتاس.

أما في الجهة المقابلة.. قدم ليفانتي مباراة مميزة اليوم، حيث استغل الأخطاء التي ارتكبها الفريق الكتالوني، والتي تطرقنا لها آنفاً، ليغلق المساحات أمام مهاجمي البرسا ويخلق مجموعة من الفرص أمام الدفاع المترهل للزوار، ويحسب لزملاء إيمانويل باوتينج استغلالها بأفضل صورة ممكنة.

بشكل عام، ما قدمه برشلونة في هذه المباراة لا يليق ببطل الدوري الإسباني، لكن الأمر يتعلق بمُباراة واحدة، والدوري هو بطولة الاستمرارية، فعلى الرغم من تتويج البلاجرانا باللقب بشكل رسمي، إلا أن الوجه الشاحب الذي ظهر به اليوم يبدو غير مبرر لفريق تبلغ قيمة لاعبيه الأساسيين اليوم حوالي 600 مليون يورو.. ولكم أن تتخيلوا جسامة هذا الأمر.

لمتابعة الكاتب على فيسبوك :