سبورت 360 – البعض يختزل مسيرة الأسطورة دييجو أرماندو مارادونا الذي رحل عن عالمنا اليوم أثر سكتة قلبية بتجربتيه في برشلونة ونابولي، ورغم أنهما أشهر فريقين لعب لهما بالفعل، لكنهما لا يشكلان سوى 40% فقط من مشواره الاحترافي.
ولد مارادونا في 20 من أكتوبر عام 1960 في مدينة بوينس آيريس الأرجنتينية لعائلة فقيرة، وهو الأبن الأول بعد 4 بنات، وبدأ ممارسة كرة القدم في صغره مع نادي بالحي الذي يسكن به يدعى إستريلا روجا، ثم جاءت الخطوة التي جعلته يهتم بكرة القدم بشكل أكبر عندما تم تسجيله في نادي لوس سيبوليتاس وهو في سن العاشرة، وبعد 4 سنوت انضم إلى فريق أرجنتينوس جونيورز الذي قدمه للعالم كلاعب محترف لاحقاً.
كان دييجو ماراونا ظاهرة بكل ما تحمله الكلمة معنى في صغره، لدرجة أنه تم تصعيده إلى الفريق الأول في أرجنتينوس جونيورز بعد عامين فقط من التحاقه بالنادي، وكان متبقي 10 أيام على بلوغه عامه 16.
وقضى الساحر الأرجنتيني 5 مواسم مع فريق أرجنتينوس جونيورز، وخاض معه 166 مباراة ونجح في تسجيل 116 هدفاً، مما لفت انتباه بوكا جونيورز الذي تعاقد معه عام 1981.
لم يقضي مارادونا سوى موسماً واحداً فقط مع بوجا جونيورز، لأن العروض بدأت تتهافت عليه من الأندية الأوروبية بعد كأس العالم 1982 الذي قدم به أداء رائع رغم أنه لم يوفق على الصعيد الجماعي، ونجح برشلونة بالفعل بالحصول على خدماته بعد المونديال بصفقة بلغت 5 ملايين يورو، وكانت في ذلك الوقت رقماً قياسياً، وخاض مع الفريق 58 مباراة وأحرز 38 هدفاً،
وكما يعلم الجميع، لم تكن تجربة مارادونا طويلة في النادي الكاتالوني الذي قرر التخلي عنه في صيف 1984 لمصلحة نابولي بصفقة قياسية أخرى بلغت 7 ملايين يورو، وذلك بعد دخوله في خلافات مع المدرب والإدارة بسبب سلوكه خارج الملعب، بالإضافة إلى تعرضه للكثير من الإصابات خلال العامين اللذان قضاهما في ملعب الكامب نو.
مما لا شك فيه أن تجربة مارادونا مع نابولي كانت الأنجح في مسيرته الاحترافية، هناك صنع تاريخاً ما زال يروى إلى يومنا هذا كواحد من أكثر الإنجازات إعجازاً في تاريخ كرة القدم، يكفي أنه قاد الفريق لتحقيق لقب الدوري الإيطالي في مناسبتين، علماً أن نابولي لم يحصد اللقب قبل مارادونا ولا بعده.
وقضى مارادونا مع نابولي 7 مواسم، خاض خلالها 259 مباراة وأحرز 115 هدفاً، وهذا معدل تهديفي مذهل للاعب صانع ألعاب، وبعد المشاكل التي حدثت معه على الصعيد الشخصي والمهني في بداية التسعينيات، قرر الأسطورة الأرجنتينية العودة إلى الدوري الإسباني عبر بوابة إشبيلية الذي أكمل معه موسم واحد فقط، وخاض خلاله 29 مباراة وأحرز ثمانية أهداف.
وعانى مارادونا في اوروبا كثيراً من ضغط وسائل الإعلام وقوانين الأندية الصارمة التي لم تكن تناسبه أبداً، فقرر العودة إلى مسقط رأسه الأرجنتين، وحصل ذلك بانتقاله إلى نادي نيولز أولد بويز، لكن الأمور لم تسير على ما يرام، حيث ابتعد عن الملاعب لفترة طويلة بسبب الإصابات ومشاكل صحية، وخاض 5 مباريات فقط ولم يسجل أي هدف.
وأخيراً، قرر مارادونا تكرار تجربته مع بوكا جونيورز الذي لم تسنح له فرصة اللعب فيه لفترة طويلة في بداية مشواره، وبالفعل قضى مع الفريق 3 مواسم، لكن المشاكل القانونية والصحية والإصابات ظلت تطارده طوال تلك الفترة، ليقرر بالنهاية التوقف عن ممارسة كرة القدم.
