ضعف الدوري؟ يوفنتوس يفوز لأنه الأفضل

  • Facebook
  • Twitter
  • Mail
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • Facebook
  • Twitter
  • WhatsApp
  • Pinterest
  • LinkedIn
  • نجح يوفنتوس في الحفاظ على لقب الدوري للمرة الثامنة على التوالي ليواصل التربع على عرش الكرة الإيطالية لموسم جديد وذلك إستمرارا للنجاحات والإنجازات التي يقدمها النادي الإيطالي مع إدارته المتمثلة في الرئيس أندريا أنيلي ومساعديه والتي بدأت منذ تسع سنوات ومستمرة حتى الآن

    الحديث دائما ما يكون أن يوفنتوس فاز لأن المنافسين ضعفاء وهو ما يسهل الامور على السيدة العجوز للهيمنة على اللقب المحلي بأقل مجهود ممكن وهو كلام يقلل كثيرا من العمل والمجهود الذي تبذله الإدارة أولا للوصول لهذا المكان وثانيا للحفاظ عليها

    بدأ يوفنتوس من الصفر بعد فضيحة كالشيوبولي وعودته إلى الدوري الإيطالي الضعيفة في وقت كانت إيطاليا كلها تمر بأزمات إقتصادية أثرت على قوة البطولة وبالتبعية الإهتمام الإعلامي، التطور الكروي في إيطاليا توقف بل تراجع للخلف في وقت قررت بقية الدوريات الأوروبية الكبرى الإستثمار بشكل موسع

    كما قولنا كان الصفر هي النقطة التي بدأ منها يوفنتوس عودته بالمختصر المفيد كانت البداية ببناء ملعب خاص بالفريق والإبتعاد عن ملاعب البلديات المحلية المتشابهة شكلا وموضوعا مفتقدة إلى الروح والحياة إضافة إلى غياب الصيانة والتطوير عنها فكانت تلك الخطوة الأولى لبناء مملكة يوفنتوس الجديدة

    تم إنشاء الإستاد الجديد ملحق به كافة الخدمات التي تساعد في زيادة مداخيل النادي المالية ومعها كان الفريق في مرحلة بناء داخل الملعب رفقة المدرب الشاب أنطونيو كونتي والذي تحولت خطته لبناء الفريق سريعا إلى إنجازات على أرضية الملعب وتوالت

    بدأ يوفنتوس بشراء نجوم أندية الوسط الإيطالية كماركو بوريلو وماوريسيو إلسا وكوادو أسامواه وأليسانردرو ماتري ثم أنتقل لشراء نجوم أندية الوسط في الدوريات الأوروبية كأرتورو فيدال وأندريا بارزالي بجانب الصفقات المجانية التي أبرمها الفريق سواء على مستوى اللاعبين أصحاب الخبرات كأندريا بيرلو أو الشباب كبول بوجبا

    أطلق يوفنتوس علامته التجارية الجديدة ليغير من شعار النادي ويبدأ عصر إقتصادي جديد خارج الملعب وداخله أبرم النادي الصيف الماضي التعاقد مع كريستيانو رونالدو اللاعب الأفضل في العالم في نقطة فاصلة جديدة تبدأ معها صحفة جديدة في تاريخ الفريق، صفقة رونالدو كانت إعلان أن يوفنتوس أصبح قادرا على التعاقد مع نجوم الصف الأول بعد أن صعد السلم من أوله منذ ثمانية أعوام عندما كانت الجماهير تذهب لرؤية سيميوني بيبي في الملعب

    خلال هذا الوقت الذي كان يوفنتوس يصعد فيه السلم إلى الأعلى حتى وصل إلى القمة كانت الاندية الإيطالية الأخرى تتراجع داخل وخارج الملعب، الجيران في ميلان دخلوا في دوامة من المشاكل المادية الكبرى فشلوا في التغلب عليها بالاساليب القديمة

    حاول أندريا جالياني مع ميلان جلب النجوم لتدعيم فريقه ثم تغيرت إستراتيجيته من أجل سد العجز المالي فقام بشراء لاعبي أندية الوسط في إيطاليا وحفنة من الشباب الذي فشل في إثبات جدارته بإرتداء قميص الفريق ثم أتجه النادي إلى تصعيد لاعبيه الشباب أنفسهم للإعتماد عليهم فكان الفشل أيضا

    إستراتيجية ميلان مع جالياني وبيرلسكوني لم تكن واضحة لسد العجز الذي يعيشه الفريق فتم بيع النادي بعد سنوات عجاف إلى مستثمر صيني لا يعلم أحد عنه شيء أتضح بعد ذلك أنه لا يملك شيء حتى أنتهى المطاف بالنادي تحت إدارة إليوت الأمريكية التي أستحوذت على النادي لفشل المستثمر الصيني في دفع ما عليه لهم

    مشكلة الصين أنها دولة مغلقه لا يمكنك معرفة أي شيء عن ما بداخلها وهو ما وقع فيه ميلان وإدارته عندما قرر بيرلسكوني بيع ناديه إلى لي يونج هونج رجل الأعمال الصيني الذي لا يمكنك معرفة أي شيء عنه أو عن مشاريعه سواء داخل أو خارج الصين

    إليويت ليست الشركة التي تعتمد عليها للمستقبل ففي النهاية هذه الشركة كانت وسيط بين الصيني للحصول على الأموال وبين ميلان لشراءه ولا يوجد لديها نية للإبقاء على النادي تحت جناحها فكل ما تريده هي المكاسب المالية والتي لن تأتي إلا إن بدأ ميلان في الإستفاقة والعودة للإقتراب من القمة حتى تستطيع بيعه إلى مستثمر جديد بمبلغ أكبر ليكمل المشوار أو يبدأ مشروع جديد

    لم يكن حال إنتر ميلان أفضل فبعد الثلاثية التاريخية ورحيل جوزيه مورينيو وإعتزال معظم النجوم فشل الفريق في العودة إلى المنافسة بسبب الديون أيضا حتى أضطر مالكه ماسيمو موراتي في التخلي عن ناديه حاله كحال بيرسكوني إلى الإندونيسي إيريك ثوهير والذي رغم سابق خبراته في إدارة أندية رياضية في بلاده وفي أمريكا إلا أنه فشل رفقة إنتر ميلان بسبب الأموال أيضا

    لم يتقدم إنتر ميلان مع ثوهير كثيرا حتى أنتقل إلى مالك صيني جديد، لحسن حظ إنتر كان هذا الصيني هي شركة سونينج الشهيرة التي تمتلك نجاحات رياضية وإقتصادية حول العالم، بدأت خطة إعادة الفريق بالتعاقد مع بيبي ماروتا المدير التنفيذي السابق ليوفنتوس لعل وعسى يكرر نجاحه رفقة السيدة العجوز

    بسبب عدم تشجيع الحكومة الإيطالية للمستثمرين الأجانب للعمل داخل إيطاليا وعدم وجود خطة لإدارة كرة القدم بها فقد تراجعت الكرة الإيطالية كلها مع عدم وجود خطط واضحة أو تفكير للمستقبل القريب والبعيد كأنما الأندية الإيطالية تدار هناك اليوم بيومه، يوفنتوس فقط كان الإستثناء ومعه روما ونابولي

    إدارة نادي روما رفقة جايمس بالوتا ونابولي رفقة أوريلو دي لورينتس كان لديها مشروعا ولكن وضعت العراقيل أمامه فتوقفت بسبب الملل وفقدان الرغبة في المواصل، دي لورينتس كونه إيطاليا فقد كان دائم الخروج للهجوم على البيروقراطية الإيطالية والتي عطلت فريقه كثيرا في طريقه نحو التطور أما بالوتا فمازال يحاول

    بدأ نابولي مع يوفنتوس من الصفر ونجح رفقة دي لورينتس في الوصول إلى الوصافة دائما خلف السيدة العجوز ولكنه لا يزال متأخرا بخطوتين عن البطل دائما لعدم قدرته على زيادة مداخيل النادي أو الحفاظ على نجومه، حاله كحال روما الذي قرر أنه سيكون حضانة للاعبين الشباب لتطويرهم ونقلهم إلى أندية كبرى خارج إيطاليا للإستفادة ماديا منهم

    تبدو المشكلة الأكبر في إيطاليا هي عدم قدرة الأندية على الحصول على الموافقات اللازمة من أجل الحصول على رخص لبناء ملاعبها الخاصة، روما يحاول منذ خمسة أعوام دون فائدة ودي لورينتس طفح به الكيل لعدم الإستجابة لطلباته لتطوير ملعب سان باولو حتى هدد بالخروج من المدينة كلها والإنتقال بنابولي للعب على ملعب باري لأنه أفضلـ دي لورينتس نفسه قام بشراء نادي باري ليضمه لمملكته

    شركة مابي للسيراميك المالكة لنادي ساسولو قررت شراء ملعب جاهز ليكون خاصا بالفريق ولكنها ذهبت لشراء ملعب يبتعد ب60 كيلومتر عن مقر النادي فكانت النتيجة مدرجات خاوية أغلب مباريات الموسم للفريق، بالتأكيد هذا يعتبر سوء تخطيط من إدارة قررت أخذ خطوة إيجابية لمستقبل النادي

    ميلان وإنتر حاول كل منهم الذهاب لبناء ملعب خاص به وفشل والخطة الحالية هي التعاون معا من أجل تطوير ملعب سان سيرو ليليق بأسم الثنائي ولكن كل هذا لا يزال مشاريع لم تدخل حيز التنفيذ بعد

    مستمثر أخر بدأ يشعر بالملل مما يحدث في إيطاليا هو ماسيمو فيريرا مالك سامبدوريا، رجل الأعمال الأمريكي هدد في أكثر من مناسبة ببيع النادي بسبب وجود مشاكل كثيرة دائما ما تواجهه

    في نفس الوقت كانت عائلة بوزو الإيطالية تقرر تقليل الدعم المادي لنادي أودينيزي من أجل الإستثمار في الدوري الإسباني رفقة فريق جرانادا وإنجلترا رفقة فريق واتفورد الذي يحظى بالدعم الكامل حاليا من العائلة، خسارة إقتصادية جديدة للدوري الإيطالي

    منذ خمسة أعوام كان بارما معروضا للبيع بعد أن قرر مالكه أنه لن يقوم بالصرف أكثر على النادي الذي تكاتلت الديون عليه وظل الفريق العريق لمدة عام كامل بلا مالك أو عروض لشراءه حتى أنتهى المطاف بالإفلاس وحل الفريق كاملا قبل أن يتدخل بعض رجال الأعمال المحليين لبناء فريق جديد يبدأ من الصفر

    يعيش نادي باليرمو هذه الأيام حالة مشابهة لما حدث مع بارما حيث قرر زامباريني مالك النادي بداية من الصيف الماضي رفع يده عن الفريق وعرضه للبيع وحتى الآن فشلت عمليات البيع بسبب مشاكل في المفاوضات أو تأخر في تحويل الأموال ولكن في محاولة تجنب مصير ميلان مع الملاك الصينيين يبدو الفريق أقرب للدخول لدوامة نادي بارما من ديون وإفلاس

    يأتي هذا في الوقت الذي كان فيه المستثمرين يركضون إلى إنجلترا وفرنسا وإسبانيا لشراء أندية هناك وضخ الملايين بل والمليارات من الدولارات لإطلاق مشاريع جديدة في بيئة إستثمارية وكروية مناسبة تساعد على النجاح مع تجنب العراقيل الموضوعة من السلطات في هذا الجانب

    نجح يوفنتوس في هذه الظروف المحيطة كلها فتجاوز مشاكلة المادية وتجاوز إخفاقات الماضي وتغلب عليها فلم يتوقف يوما حتى إن تعثر في تنفيذ خطته التوي وضعت بحكمة ونجح في تنفيذها بشكل عملي على مدار ثمانية سنوات تحول خلالها الفريق فنيا وإقتصاديا إلى الأفضل والأقوى في إيطاليا

    تفوق يوفنتوس لأنه قرر العمل ليكون الأفضل بدلا من الحديث عن ماضي ولى وأنتهى أو البحث عن مبررات غير واقعية لشرح أسباب التراجع، يفوز يوفنتوس لأنه الأقوى والأكثر إصرارا على التقدم للأمام وليس بسبب ضعف المنافسين الذين قرروا البحث عن أسباب خارجة عن إرادتهم لتبرير تراجعهم وليس العمل للعودة مرة أخرى إلى القمة