يورجن كلوب

سبورت 360 – مبهر بحق ما نراه من ليفربول يورجن كلوب .. مشروع طموح راهنت عليه الإدارة في نادي ليفربول في الوقت الذي كانت تنادي فيه الجماهير بانتداب المدير الفني الألماني الكفء، الذي قام بعمل مذهل مع بوروسيا دورتموند الألماني، ليس فقط على مستوى النتائج، ولكن أسلوب اللعب والكرة الجميلة والسريعة.

قالوا عنه أنه مدرب سيئ الحظ، ورافقه سوء الحظ مع الريدز من خلال خسارة أكثر من مباراة نهائية خاضها، ولكن لم تهتز ثقة إدارة الليفر في صاحب الـ 52 عاماً في أي لحظة، واستمر المشروع الطموح “المدروس” حتى أتى ثماره وتُوج ليفربول الموسم الماضي بلقب دوري أبطال أوروبا بعد عام مذهل، نافس فيه زملاء محمد صلاح على لقب الدوري الإنجليزي حتى آخر مباراة مع كتيبة مانشستر سيتي المدججة بالنجوم والمدرب الكبير بيب جوارديولا.

واستمر تعملق ليفربول هذا الموسم، بل ووصل الفريق إلى مرحلة مرعبة بالفعل، خصوصاً على أرضه .. تشعر أن معظم مباريات الريدز على أرضهم تتحول إلى مباراة من جانب واحد، حيث لا يستطيع الخصم فعل أي شيء سوى أن يتفرج على تلك المنظومة الديناميكية الجماعية التي لا تكل ولا تمل وتأكل الأخضر واليابس !.

يورجن كلوب

كلوب منح ليفربول الصبغة الألمانية ليقوده لربح دوري أبطال أوروبا

نستطيع أن نقول بكل جرأة أن ليفربول كلوب هو النسخة الألمانية من برشلونة جوارديولا .. نعم، فأنت تشعر عندما تشاهد ليفربول أنك تتابع فريقاً ألمانياً، من حيث التنظيم داخل الملعب والاتساق في المستوى والجدية من أول دقيقة حتى آخر ردهات اللقاء، ودائماً ما تكون المنظومة هي رقم 1، فلا وجود لنجم معين في الفريق تُبنى عليه خطة اللعب، فغياب محمد صلاح أو ساديو ماني أو فيرمينو أو فابينيو أو أرنولد، وغيرهما من اللاعبين لا تؤثر بالشكل الملحوظ على منظومة الفريق، حيث تجد الليفر يواصل تقديم المستوى القوي ويحقق الانتصارات المقنعة.

يورجن كلوب استطاع تكوين فريقه بعناية شديدة، حيث تجمع كل اللاعبين بعض الصفات المشتركة مثل الطموح وهامش التطور والتحسن، فهو لم يتعاقد تقريباً مع أي نجم وصل إلى مرحلة متقدمة في مسيرته الكروية باستثناء جيمس ميلنر، ففابينيو، محمد صلاح، شاكيري، ماني، فيرمينو، فان دايك، أرنولد، روبيرتسون، أليسون وغيرهم، لاعبون يملكون النهم الكروي لتحقيق الألقاب والأمجاد، وفي نفس الوقت، هناك هامش التطور على كافة الأصعدة: فنياً، بدنياً، تكتيكياً وذهنياً، وهو ما استطاع كلوب أن يعمل عليه مع إضفاء أجواء من الحميمية والروح الطيبة داخل الفريق دفعت كل لاعب لإخراج أفضل ما لديه.

أخيراً .. لا يجب أن ننسَ حرص كلوب على الجانب النفسي وأن يكون قريباً جداً من كافة لاعبيه والخروج علناً للإشادة بهم حتى لو حدثت بعض الأخطاء، فهو يقدم النموذج الأمثل للمدير الجيد، الذي يجعلك مستعداً للتضحية بروحك من أجل أن ينجح وأن يصل إلى أهدافه.