ليفربول ضد مانشستر سيتي

موقع سبورت 360 – (تقرير مترجم بقلم سام لي وجيمس برايس: بتصرف) – المنافسة بين مانشستر سيتي وليفربول غير مُقتصرة على البطولات فقط بل على كل شيء.. مدربين، صفقات، لاعبين شباب، أخصائيي علاج، وربما يصل الأمر للاختراق الإلكتروني.

“لا يمكن أن يكون هذا منطقي، بربك!” هذه كانت ردة فعل خلدون المبارك رئيس مانشستر سيتي عندما تم إعلامه بسعر انتقال فان دايك إلى نادي ليفربول في يناير 2017، السعر كان 75 مليون يورو وهو ما تراه إدارة الفريق السماوي مبالغاً فيه، لذا قررت عدم التفاوض للحصول على اللاعب.

وبعدها تحولت بوصلة مانشستر سيتي إلى إيمريك لابورت حيث تعاقدوا معه بـ57 مليون قادماً من أتلتيك بيلباو ولسوء الحظ تعرض اللاعب لإصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة هذا الموسم. ولكن فان دايك انتقل أيضاً إلى ليفربول بـ75 مليون، ومن جانب التأثير على الناديين في 18 شهراً، فيبدو أن كلاهما ساهما في تحسن فريقيهما دفاعياً.

هذا مثال بسيط على المنافسة التي تحدث بين الناديين خارج الملعب، ولكن لم يكن لدى مايك جوردون [رئيس مجموعة فينواي الرياضية] والمدير الرياضي في ليفربول مايكل إدواردز أي مخاوف تجاه سعر فان دايك لأنهما كانا واثقين أن اللاعب هو المدافع المثالي لتصحيح وضع ليفربول الدفاعي.

يورجن كلوب كذلك كان يثق في فان دايك ولكنه طلب ضمانات بأن سعر الصفقة المرتفع لن يؤثر على ميزانية النادي الأحمر، ويرى ليفربول أن التعاقد مع المدافع الهولندي انتصار كبير خصوصاً بعدما صرح اللاعب في الصيف الماضي أنه اختار الريدز على حساب السيتي وتشيلسي.

ويمتلك يورجن كلوب تأثيراً كبيراً على فان دايك في تطوير مستواه الذي بدوره طوَّر مستوى الفريق كاملاً ليُصبح فريقاً قادراً على تحقيق البطولات. عندما وُجهت تهمة التفاوض مع المدافع الهولندي، اعتذر مسؤولو الريدز عما بدر منهم وقرروا عدم التعاقد معه حتى يناير لإصلاح العلاقات مع ساوثهامبتون.

معركة إلكترونية بين ليفربول ومانشستر سيتي:

هم أفضل ناديين في إنجلترا حالياً، ولكن أيضاً قد يكون لهما نفس الكشافة في بعض المباريات في جميع أنحاء العالم وقد يضع الناديين أعينهم على نفس اللاعب، ولكن الأمر وصل للتهكير، حيث تم الكشف من فترة أن ليفربول دفع مليون جنيه استيرليني للسيتي بعد اختراق نظام الكشافة الخاص بالسكاي بلوز.

عالم الكشافة كبير وضخم جداً وتجري فيه محادثات مستمرة بين أبرز أندية العالم، ولكن بحلول سوق الانتقالات يعرف كل نادٍ اللاعبين الذين يريد النادي الآخر التعاقد معهم، سواء مراكز اللاعب أو أسماؤهم.

GettyImages-1156820980

لكن قبل إتمام الصفقات تكون هناك تخطيطات وسرية تامة وتأمين لجميع الأجهزة، بالنسبة للمسؤولين عن القضايا المهمة في مانشستر سيتي فهم الرئيس التنفيذي سوريانو والمدير الرياضي تشيكي بيجيريستين بالإضافة لعمر بيراردا وموظفي الاتصالات والموارد البشرية.

ولكن بخصوص الصفقات التي يريد النادي إبرامها، فلا توجد سوى شخصيات بارزة تستطيع معرفتها مثل خلدون المبارك وسوريانو وتشيكي وعمر بيراردا، وتكون هناك سرية كبيرة داخل النادي لوضع تلك الأهداف في ملفات محددة وتأمينها إلكترونياً بأعلى وأقوى الطرق.

التدريب مشابه، ففي الموسم الماضي توصل طاقم بيب جوارديولا إلى طريقة لعب خاصة بالتمريرات تم تخزينها على أجهزة الكومبيوتر بكلمات سر خاصة، وقبل عام تم ترقية النظام الأمني الخاص بالسيتي على أعلى التقنيات وكذلك طُلب من جميع موظفين النادي تغيير كلمات السر للبريد الإلكتروني الخاص بهم كل شهر.

ويستخدم مانشستر سيتي عدة أساليب مختلفة في نظام الكشافة، فبعد تحديد أهداف النادي يتم البحث بشكل أكبر عن اللاعبين في عدة مواقع الكترونية متخصصة.

مقاطع الفيديو شيء مهم لمراقبة اللاعبين ولكن مانشستر سيتي يمتلك شبكة واسعة لمشاهدة اللاعبين من داخل الملعب لكتابة تقارير مفصلة عن شخصياتهم ومعرفة ما إذا كان هذا اللاعب سيناسب غرفة ملابس الفريق أم لا.

هذا أسلوب يتبعه السيتي منذ سنوات، دافيد سيلفا وأجويرو مثال على صفات الفريق بنفس الأسلوب.

“سبورتس كود” هو برنامج شائع يستخدم لتحليل المباريات ويُساعد أيضاً في التخطيط لسوق الانتقالات، هذا الموقع يُساعد على أخذ صورة مبدئية عن أي لاعب لمعرفة نقاط القوة والضعف في اللاعب، وبعد ذلك يمكن اكتشاف التعاقدات المحتملة لأي نادٍ.

المسؤولون في السيتي يستخدمون علاقتهم البارزة للاستفسار عن الصفقات المحتملة فمثلاً تواصلوا مع صديق بيب جوارديولا السابق رونالد كومان لاستشارته في صفقة فرينكي دي يونج، قبل أن ينتقل الأخير لبرشلونة.

مانشستر سيتي يحاول التفوق على منافسيه في سوق الانتقالات بالتحرك بشكل مبكر عن البقية، فالمسؤولون في النادي السماوي يخططون قبل فترة من فتح سوق الانتقالات.

العناصر الشابة:

المنافسة أيضاً موجودة في التعاقد مع اللاعبين الشباب، حيث نجد أن ليفربول يجهز في العادة ميزانية سنوية تبلغ 10 مليون جنيه استيرليني للمواهب الصغيرة، ولكن الفجوة كبيرة بين الناديين، لأن مانشستر سيتي يُنفق ضعف هذا المبلغ.

C276C71A-EDDE-472B-A7E6-C1FDBE40E1D6

تحت قيادة مدير الأكاديمية في ليفربول أليكس أنجلثورب، اتخذ النادي قراراً بوضع حد أقصى يبلغ 40 ألف جنيه ستيرليني كراتب سنوي لمن يوقع على أول عقد احترافي له مع أحمد الميرسيسايد.

ويتم تحسين العقود على أساس المستويات والتطور الذي يقوم به كل لاعب ويرى أليكس أن هذه الطريقة الأنسب لتطويرهم، حيث قال: “لم أعمل مع لاعب من قبل يقدم كل إمكانياته وهو يستلم راتباً عندما كان صغيراً”.

وهناك فروقات تعليمية أيضاً بين السيتي وليفربول، ففي الميرسيسايد يذهب اللاعبون الذين لا زالوا يتعلمون إلى [راينهيل هاي] وهي مدرسة شاملة للجميع “أشبه بالحكومية”.

أما في مانشستر سيتي فيدفع النادي 12 ألف جنيه سنوياً لكلية [بيدىس كوليج] ] من أجل تلقين اللاعبين دروساً قبل التدريبات، وفي هذا الصدد يقول أحد وكلاء اللاعبين: “الأموال التي يدفعها السيتي إلى اللاعبين الشباب وعائلاتهم لا تقارن بالأموال التي يدفعها ليفربول”.

وتابع: “إذا كان المال من يجذب اللاعبين، فالسيتي في المقدمة، في العام الأول يدفعون 4.500 باوند أسبوعياً للاعب ثم في العام الثاني تصبح 6.000 أسبوعياً، ليفربول لا يدفع مثل هذه المبالغ، ونفس الأمر ينطبق على وكلاء اللاعبين في الأكاديمية”.

وأضاف: “النقطة الأبرز أن ليفربول يعطي الأمل للاعبين بإمكانية دخول الفريق الأول وأرنولد مثال على ذلك، كذلك كلوب يخرج شخصياً لمقابلة اللاعبين الشباب مثل هارفي إليوت لإقناعهم بالانضمام للنادي، في السيتي يتعاقدون مع لاعبين جاهزين مما يصعب مهمة اللاعب الشاب لتصعيده إلى الفريق الأول”.