يقال إن المقارنة مع الآخرين لا تجدي أي نفع ، بل على العكس هي فخ قاتل للطموح والإنجازات ، وتدمر النفس وتظلمها وتجعلها فريسة الإحباط والإكتئاب دون البحث عن سبل تحقيق النجاح بالقدرات الخاصة ، وهذا الأمر ينطبق تماماً على المقارنات بين اللاعبين في عالم الساحرة المستديرة .
وقد غرق عشاق كرة القدم في بحر المقارنات بين نجوم اللعبة ، فلا يكاد يظهر نجم جديد ، إلا وتتهافت وسائل الإعلام والجماهير وأحياناً المدربون على تشبيه لاعب متألق أو موهبة جديدة صاعدة بقوة الصاروخ ، بأسطورة أخرى صالت وجالت ، وحفرت اسمها في سجلات التاريخ .
وفي هذا الموسم ، زادت التشبيهات بين محمد صلاح الصاعد بقوة الصاروخ بقميص ليفربول مع ليونيل ميسي ، أسطورة برشلونة وأحد أفضل اللاعبين على مدار التاريخ ، لا سيما بعد اعتلاء النجم المصري لصدارة هدافي الدوري الإنجليزي ، ناهيك عن تسجيله هدفاً نسخة طبق الأصل لهدف البرغوث الأرجنتيني في شباك بايرن ميونخ .
والسؤال الذي يشغل بال الكثيرين ، هل يسقط محمد صلاح في فخ المقارنة مع ليونيل ميسي مثلما حدث مع سابقيه ؟! ونستعرض لكم في هذا التقرير بعض اللاعبين الذين خفت بريقهم بعد مقارنتهم مع النجم الأرجنتيني :
باولو ديبالا :
بعد تألقه الملفت مع السيدة العجوز في الأراضي الإيطالية خلال موسم 2015/2016 ، فتح ديبالا باب المقارنة بينه وبين مواطنه ميسي ، بيد أن الفارق الشاسع لمصلحة أفضل لاعب في العالم 5 مرات ، جعل بريق جوهرة باليرمو ينطفئ سريعاً ، لا سيما بعد ارتباطه بالانتقال إلى برشلونة وريال مدريد في الصيف الماضي .
وقد شعر باولو ديبالا بخطورة مقارنته مع البرغوث الأرجنتيني ، ليصرح قائلاً : ” لا أريد أن أكون ميسي جديد ، أريد أن أكون ديبالا ” .
وتراجع مستوى باولو ديبالا هذا الموسم بسبب مشاكله الشخصية مع مدرب يوفنتوس ، بالإضافة إلى معاناته من الجلوس على دكة البدلاء رفقة منتخب الأرجنتين .
ألين خليلوفيتش :
لم يكن الشاب الكرواتي يعتقد أن أمواج الإعارات ستتقاذفه من نادٍ لآخر ، وذلك منذ أن تعاقد معه برشلونة في عام 2014 ، ليدفع خليلوفيتش ضريبة مقارنته بميسي وتشبيه أسلوب لعبه بأسلوب قائد التانجو .
ويلعب خليلوفيتش في الوقت الحالي رفقة لاس بالماس بعد أن أمضى فترة إعارة مع سبورتينج خيخون ، فضلاً عن تجربته القصيرة في ألمانيا مع هامبورج .
ماريو جوتزه :
سجل هدفاً لن ينساه أحد ، لأنه كان هدف تتويج منتخب ألمانيا بكأس العالم 2014 على حساب الأرجنتين ، بعدها حصل على لقب “ميسي” ألمانيا من قبل عشاق بايرن ميونخ والماكينات الألمانية .
لكن فرحة اللاعب الألماني لم تدم طويلاً حيث تراجع مستواه وابتعد عن المشاركة مع النادي البافاري تحت قيادة بيب جوارديولا ، ليتجرع جوتزه مرارة المقارنة مع ميسي على مضض ، قبل أن يعود إلى صفوف بروسيا دورتموند في صيف عام 2016 .
فيديو مهم : حصيلة دور الـ 16 من دوري أبطال أوروبا