مانشستر يونايتد

سبورت 360 – أسبوع بعد الآخر يزداد وضع مانشستر يونايتد صعوبة، ويقترب أولي جنار سولشاير مع مصيره المحتوم الذي تنبأ به الجميع منذ مدة ليست بالقصيرة، يبدو أن إقالته باتت مجرد مسألة وقت ليس أكثر، وتتعلق بحسابات إدارية أكثر من كونها رياضية.

مانشستر يونايتد تلقى يوم أمس هزيمة جديدة في الدوري الإنجليزي أمام بيرنلي بهدفين نظيفين، وهذه الهزيمة الثانية على التوالي التي يتعرض لها الفريق، والثالثة في آخر 4 مواجهات، وأصبح يبتعد عن ليفربول المتصدر بفارق 30 نقطة، وربما يتسع إلى 33 نقطة في حال فوز الأخير بمباراته المؤجلة اليوم ضد وولفرهامبتون.

ويحتل مانشستر يونايتد المركز الثاني في سلم ترتيب البريميرليج لغاية الآن برصيد 34 نقطة فقط، محققاً 9 انتصارات فقط من أصل 24 مباراة، وفي حال لم تحدث انتفاضة مفاجئة في المرحلة المقبلة، فمن الصعب أن يحجز مقعداً مؤهلاً لدوري أبطال أوروبا، خصوصاً بعد إصابة ماركوس راشفورد الذي يعد الحسنة الوحيدة في موسم الشياطين الحمر.

ريو فيرديناند أسطورة النادي قال أثناء تحليل مباراة الفريق ضد بيرنلي “أنا جالس هنا أشاهد العار، من المحرج أن أتواجد هنا لمشاهدة ذلك، لا يمكن لأحد الدفاع عن هذا، كان المشجعون يغادرون بالدقيقة 55، يجب أن يتخذ مجلس الإدارة موقفاً ويحدث تغييرات وبناء خطة”.

البعض بدأ ينظر لمانشستر يونايتد على أنه تحول لميلان جديد، وذلك في ظل تشابه معاناة الفريقين في السنوات الأخيرة، فمنذ رحيل ألسير أليكس فيرجسون والنادي يتخبط على جميع الأصعدة، ولا يتمكن من المنافسة على الألقاب بشكل حقيقي.

لكن في الحقيقة، هناك عدة أسباب تجعل وضع مانشستر يونايتد مختلف كثيراً عن ميلان، والتي تجعلنا لا نفقد الأمل بعودة الفريق في أقرب وقت إلى القمة، وهي على النحو التالي:

مانشستر يونايتد يملك الأموال

الجميع في إيطاليا يعاني اقتصاديا باستثناء يوفنتوس، الأمر لا يقتصر على ميلان، لكنه قد يكون الأكثر تأثراً لكونه كان يعتمد على أسماء كبيرة في السن خلال حقبة ماسيميليانو أليجري، ولم يكن هناك مشروع جديد لعملية الإحلال والتجديد، لذلك تفاقمت الامور سريعاً بعد رحيل واعتزال النجوم، ووجد النادي نفسه في ورطة كبيرة، هذا بعيداً عن مشاكل الإدارة والمالك السابق بيرلسكوني.

الأمر مختلف في مانشستر يونايتد، فما زال النادي يملك قوة مالية كبيرة، ولا يعاني أبداً على الصعيد الاقتصادي، فبحسب شركة ديلوت، فإن نادي الشياطين الحمر هو الأعلى إيرادات في إنجلترا في الموسم الماضي، متفوقاً على ليفربول بطل دوري أبطال أوروبا ومانشستر سيتي بطل الدوري الإنجليزي الممتاز.

الأموال ليست هي المشكلة في مانشستر يونايتد، في الوقت الذي تعد هي مشكلة ميلان الرئيسية في الوقت الراهن، وطالما هناك أموال، فعودة الفريق إلى القمة مجرد مسألة وقت، لكن يجب أن يتم تغيير السياسة التي تتبعها الإدارة في سوق الانتقالات ومع المدربين، وحتى مع اللاعبين المتواجدين في النادي.

مشكلة مانشستر يونايتد إدارية في المقام الأول، معظم القرارات التي تم اتخاذها منذ لحظة رحيل فيرجسون وإلى الآن خاطئة، وهي ما أوصلت الفريق إلى ما هو عليه الآن، وبالتالي يمكن لكل شيء أن يتغيّر إذا تغيرت السياسة، وحاولت الإدارة محاسبة نفسها والوقوف على الأخطاء التي ارتكبتها.

أولي جونار سولشاير مدرب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي

أولي جونار سولشاير مدرب فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي

مانشستر يونايتد يملك بعض النجوم

ميلان احتفل بقدوم زلاتان إبراهيموفيتش وكأنه تعاقد مع ليونيل ميسي، وليس تقليلاً بالمهاجم السويدي الذي يعد من أفضل المهاجمين في العقدين الماضيين، لكننا نتحدث عن لاعب يبلغ 38 عاماً، ولم يعد يصلح للعب بهذا المستوى العالي.

السبب وراء السعادة الغامرة للجماهير والإدارة وحتى الصحافة بصفقة إبراهيموفيتش هو عدم وجود أي اسم جذاب في الفريق، الفكرة تتلخص بالتعاقد مع نجم كبير يعيد إحياء بعض الآمال ويعطي دفعة معنوية لزملائه، وليس ليقود الفريق للفوز بالألقاب.

في مانشستر يونايتد، لم يصل الحال إلى هذا الحد، فهناك العديد من اللاعبين الجيدين، يكفي وجود موهبة مثل ماركوس راشفورد الذي يبلغ سعره بالسوق 100 مليون، وهناك العديد من الأسماء الجيدة الأخرى مثل ديفيد دي خيا، هاري ماجواير، وان بيساكا، نيمانيا ماتيتش، خوان ماتا وأنتوني مارسيال، بالإضافة إلى النجم الأول بول بوجبا، صحيح أن بعضهم قد تراجع مستواه، لكن ما زالوا نجوماً في عالم كرة القدم.

وجود النجوم يعطي النادي اهتمام إعلامي وجماهيري حتى لو كانت النتائج سيئة، ويجعل الفريق قادراً على الفوز ببعض المباريات بفارق الجودة فقط، وهذا ما شاهدناه يحدث في الكثير من المناسبات خلال الموسمين الماضيين.

مانشستر يونايتد لا يغيب كثيراً عن دوري أبطال أوروبا

الهدف الرئيسي الذي يسعى إليه ميلان طوال السنوات الماضية هو التأهل لدوري الأبطال، هناك اعتقاد سائد لدى الجميع أن هذا ما يحتاجه النادي لاستعادة أمجاد الماضي، فقد غاب عن المنافسة منذ موسم 2013-2014، ويحتل مراكز متأخرة جداً في كل موسم.

مستوى ميلان الحالي يوضح أنه نزل إلى درجة الفرق المتوسطة في إيطاليا، والضعيفة على المستوى الأوروبي، فهذا ما تعكسه نتائجه في المواسم الأخيرة، والجودة المتواضعة التي يملكها، حتى الاهتمام الإعلامي به أصبح ضعيف للغاية.

على النقيض تماماً مانشستر يونايتد، الفريق ما زال يصنف ضمن أقوى الفرق، ولا يتم استبعاده من الفوز في أي مباراة حتى لو كانت ضد خصم أقوى، وقد شاهدنا كيف هزم هذا الموسم معظم الكبار في مرحلة الذهاب.

كما أن مانشستر يونايتد لا يغيب كثيراً عن بطولة دوري أبطال أوروبا، فقد شارك في البطولة مرتين في آخر 5 مواسم، وقد احتل المركز الثاني في الدوري الإنجليزي في الموسم قبل الماضي، ويعطي هذا شعوراً للجميع أن الفريق لم يصل لمرحلة التدهور بلا عودة كما حدث مع ميلان.

بوجبا-يونايتد

مدرب جديد قد يعيد مانشستر يونايتد سريعاً

أولاً، مانشستر يونايتد قادر مادياً على التعاقد مع أي مدرب في العالم، على عكس ميلان الذي فشل في تلبية مطالب العديد من المدربين في السنوات الأخيرة، واضطر للذهاب إلى خيارات متواضعة ومتوسطة لعدم قدرته على توفير راتب مرتفع لمدرب كبير، مثل أنشيلوتي على سبيل المثال الذي لم تنجح الإدارة في استعادته.

ويبدو أن مانشستر يونايتد يتفاوض مع ماوريسيو بوتشيتينو لقيادة المشروع الجديد، ونعلم جميعاً القدرات التي يملكها هذا المدرب، فقد حوّل فريق مثل توتنهام إلى واحد من أقوى فرق أوروبا، ووصل به الموسم الماضي إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.

مع وجود الأموال، ووصول مدرب كبير أياً كان اسمه، وتعلم الإدارة من أخطاء الماضي، يمكن لمانشستر يونايتد بسهولة العودة لدائرة المنافسة على الألقاب مجدداً وفي أسرع وقت، بينما يحتاج ميلان للعديد من السنوات حتى يعيد بناء هيكله من جديد.