“أتمنى حقاً استمرار فينجر في منصبه، أتمنى أن يحصل على الثقة من إدارة آرسنال ويسمح له بتعديل الأوضاع، من الصعب الاستمرار في النجاح لمدة 20 عام متتالي” هكذا كانت كلمات جوزيه مورينيو مدرب مانشستر يونايتد فيما يخص مستقبل أرسين فينجر.

من الواضح أن لغة مورينيو تغيرت فبعد أن وصف الفرنسي بـ “متخصص الفشل” أصبح يدافع عنه ويقول أن تحقيق النجاح باستمرار صعب جداً في عالم كرة القدم.

تغير طريقة حديث مورينيو في تعامله مع المنافسين ليست الأولى من نوعها، فسبق أن قدم الدعم اللا متناهي لكلاوديو رانييري مدرب ليستر سيتي بعد إقالته من منصبه بل ارتدى قميص يحمل اسمه في المؤتمر الصحفي الخاص بإحدى مباريات اليونايتد، رغم أنه سبق له السخرية من كلاوديو في عدة مناسبات.

تصرفات مورينيو مؤخراً تدفعنا للتساؤل .. كيف تغير بهذه الطريقة؟

1- صدمة الإقالة في الموسم الماضي من تدريب تشيلسي. نستطيع القول أن جوزيه أقيل بشكل صريح وليس باتفاق مسبق مع إدارة النادي للمرة الأولى في مسيرته، الإقالة أتت قاسية جداً على المدرب البرتغالي بعد أشهر قليلة من إعادته للبلوز إلى منصات التتويج وتحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

هذه الصفعة غيرت من تفكير مورينيو وجعلته أكثر تعاطفاً مع زملائه خصوصاً لأنه أقيل بسبب تردي النتائج، وصول تشيلسي للمركز السادس عشر على سلم الترتيب أوحى للبرتغالي بأنه مهما كنت مميزاً فربما تحقق نتائج مخزية لو ارتكبت بعض الأخطاء أو جابهتك بعض الظروف الصعبة.

هذه الأمور انعكست على تعامل مورينيو مع اخفاق منافسيه وخصوصاً رانييري، حيث أصبح أكثر تفهماً لما يمرون به بعد تحقيق النجاح.

skysports-jose-mourinho-manchester-united-football-premier-league_3904356

2-  الشائعات التي تتحدث عن محاولة بعض اللاعبين الإطاحة بمدربيهم مؤخراً، وأبرز هذه الحالات حصلت مع رانييري وبدرجة أقل فينجر. طبعاً مورينيو يشعر بأن لاعبي تشيلسي تخاذلوا عن القتال من أجله في الموسم الماضي، وسبق أن لمح حول ذلك في عدة مناسبات.

لذلك بعيداً عن التعاطف بسبب بطش إدارات الأندية، فإن جوزيه أصبح يشعر بضرورة أن يكون المدربين يد واحدة في مواقف كهذه (حينما يتخاذل اللاعبون) لأنهم جميعاً أصبحوا يشربون من نفس الكأس.

3- نتائج مورينيو في مانشستر يونايتد. جوزيه يشعر بأن النتائج التي يحققها في اليونايتد حالياً هي أقل من المطلوب في نادي كبير بهذا الحجم، في ذات الوقت هو واثق بأنه يقدم كل ما لديه لتحقيق النجاح الذي ترغب به الجماهير ووسائل الإعلام ورغم ذلك لا يستطيع تحقيقه أو الاقتراب منه حتى الآن، وهو ما جعله يتفهم أكثر لماذا يخفق بعض المدربين في تحقيق النجاح المطلوب في بعض الفترات.

4- معرفة مدى تأثير الإصابات على نتائج الفريق إن لم يملك دكة بدلاء قوية. مورينيو ربما يتعرض للمرة الأولى لهذا الكم الهائل من الإصابات دفعة واحدة وهو ما انعكس بشكل سلبي على نتائج فريقه محلياً، بالمقابل فإن فينجر يعاني من نفس المعضلة موسماً تلو الآخر دون أن يشتكي وبالنهاية يحصل على أحد المراكز المؤهلة لدوري الأبطال. جوزيه بكل تأكيد فكر في ذلك لكن لم ولن يصرح به.