أيام قليلة وساعات فقط تفصلنا على بداية بطولة كوبا أمريكا 2019، البطولة القارية الخاصة بمنتخبات قارة أمريكا الجنوبية والتي تلعب هذا العام في البرازيل.

في لعبة كرة القدم هناك أشياء لا تقبل الجدال ولا النقاش، هناك أمور محسومة تماماً لا تحتاج للآراء، منها أسطورية الأرجنتيني ليونيل ميسي، الذي من وجهة نظري الشخصية وأيضاً الكثيرون هو اللاعب الأفضل في تاريخ هذه اللعبة.

ليونيل ميسي الذي منذ خروجه إلينا كلاعب ناشيء وحتى الآن ومع وصوله إلى قمة كرة القدم لم نراه سوى بقميص نادي برشلونة الإسباني ومنتخب بلاده الأرجنتين، حقق هناك في إسبانيا الكثير من الإنجازات والبطولات والأرقام لم يحققها أحداً من قبله وقدم كرة قدم خاصة كتبت باسمه، ولكن العكس حدث مع التانجو الأرجنتيني.

الأقاويل كثرة والشكوك زادت من البعض وأكثرهم الخصوم على ليونيل ميسي، أصبحوا يقولون “ليونيل ميسي لا يستحق لقب الأفضل في التاريخ لم يصنع أى شيء لصالح بلاده على عكس مارادونا وزيدان وبيليه ومؤخراً كريستيانو رونالدو؟”.

مسيي في وقت الإخفاقات وسوء الحظ مع منتخب الأرجنتين، كان غريمه التاريخي رونالدو يعيش فترة انتعاش مع منتخب البرتغال وإلى الآن، هو بطل نسخة يورو 2016 الأخيرة في فرنسا وأيضاً بطل دوري أمم أوروبا في نسختها الأولى منذ أيام، وبالتأكيد هذا يجعل ميسي تحت ضغط بسبب عدم تحقيقه لشيء يذكر حتى الآن مع التانجو.

ميسي مع مشاكل المنتخب والاتحاد وغيرها وعدم مسؤولية بعض اللاعبين، واجه الكثير من سوء الحظ مع الأرجنتين، خاض 4 نهائيات خسر جميعها، منهم 3 ضمن منافسات كوبا أمريكا ونهائي كأس العالم 2014 ضد منتخب ألمانيا بهدف نظيف في الأشواط الإضافية.

ميسي وخسارة 3 مباريات نهائية في كوبا أمريكا

للأسف في عالمنا هذا يجب أن تتوج باللقب حتى تنال الاحترام والتقدير الكامل ولكن ماذا عن الطرف الآخر الذي تخطى مثل مشوار البطل ولكنه خسر فقط المباراة النهائية من 90 دقيقة.

أدوار تلعب من بداية المجموعات إلى الأدوار الإقصائية ثمن وربع ونصف النهائي ولكن هذه هى كرة القدم، في النهاية سيكون هناك بطل واحد فقط ومع سوء الحظ ميسي والأرجنتين لم ينجحا في اللقطة الأخيرة.

ميسي ومنذ ظهوره مع منتخب الأرجنتين نجح مع منتخب بلاده في الصعود إلى المباراة النهائية 3 مرات، لم ينجحا فيهم من تتويج مجهودات المشوار إلى النهائي بالفوز باللقب وفي كل مرة تنهال الانتقادات على اللاعب الذي يقولون عليه الأفضل في التاريخي وهذا طبيعي.

AC1CCE11-6114-4052-B245-D7D87E8B4516

نهائي 2007

على الرغم من أنها المباراة الأولى واسم ليونيل ميسي لم يكن لامعاً مثل هذه الأيام الذي يسيطر فيها على كرة القدم، ولكن النتيجة والخصم جعلتها الذكرى الأصعب، في 2007 الأرجنتين خسرت اللقب أمام الغريم التاريخي البرازيل بثلاثية نظيفة.

نهائي 2015

المرة التي اعتقد أنها الأقرب لتتويج ميسي ببطولة مع منتخب الأرجنتين، بعد عام واحد فقط من إخفاق التانجو في نهائي كأس العالم، ليونيل يعود ويقود بلاده لنهائي بطولة دولية أخر ولكن النتيحة النهائية لم تتغير.

بعد مشوار جيد للأرجنتين وميسي في البطولة وصل التانجو إلى النهائي لمواجهة تشيلي وكالعادة أهدر زملاء ميسي فرصة تحقيق اللقب في 90 دقيقة للتجه المباراة بعد أشواط إضافية سلبية لركلات الترجيح والتي شهدت فوز تشيلي بنتيجة 4-1 بعد تسجيل ميسي ركلته أضاع هيجواين وبانيجا وسجلت تشيلي جميع ركلاتها لتفوز باللقب.

نهائي 2016

عقدة مستمرة ولعنة هكذا يمكن أن نصف الأمور بالنسبة لميسي والأرجنتين، 2014 خسارة لقب كأس العالم بهدف نظيف في الأشواط الإضافية، 2015 خسارة كوبا أمريكا بركلات الترجيح وفي 2016 خسارة كوبا أمريكا مرة أخرى بركلات الترجيح.

في 2016 النسخة التي لعبت بالولايات المتحدة شهدت تألقاً كبيراً من ليونيل ميسي سجل 5 أهداف منهم هدفه الشهير والتاريخي في مرمى أمريكا ولكن النهاية كانت مأساوية بالفعل، هو من أضاع ركلة ترجيح الأرجنتين الأولى وضاع معها لقب دولي أخر.

3320F0D5-B8B4-442F-BB2D-C9213E0D56ED

كوبا أمريكا 2011 في الأرجنتين

أيضاً من ذكريات ليونيل ميسي الصعبة والعقدة المستمرة في كوبا أمريكا خسارة اللقب في الأرجنتين أمام شعب التانجو في نسخة 2011.

ميسي في 2011 كان اللاعب الأفضل في العالم بفارق كبير عن الجميع، توج مع برشلونة بالثلاثية التاريخية الدوري، دوري أبطال أوروبا وكأس السوبر الإسباني، وبعدها كان أمامه تحقيق حلم الشعب الأرجنتيني في بلاد التانجو ولكن هذا لم يحدث.

الأرجنتين خرجت على يد بطل النسخة وقتها منتخب أوروجواى في الدور ربع النهائي وأيضاً بركلات الترجيح عندما أضاع تيفيز ركلته وفاز رفقاء لويس سواريز بنتيجة 5-4 بعد التعادل في الوقت الأصلي إيجابياً بهدف لمثله.

79CF972C-F82C-43D5-9924-2614B7DD7E80

فرصة ميسي هذا العام

في البداية تحدثت أن ليونيل ميسي ليس بحاجة أبداً لاثبات شيء أخر في كرة القدم، هو من أفضل لاعبي التاريخ إن لم يكن الأفضل ولكن كرة القدم تعطيك دائماً فرصة للانتقام والتعويض.

ليونيل ميسي بعد 10 أيام من الآن سيتم عامه الثاني والثلاثون وأصبح القادم له في عالم كرة القدم أقل بكثير من الذي مضى، وبطولة كوبا أمريكا 2019 يمكنها أن تكون فرصة أخيرة له للتويج ملكاً لبلاده.

أخطاء الأرجنتين ومدربها السابق سامباولي كانت كارثية العام الماضي اختيارات قائمة خطأ وأيضاً تشكيلات أساسية ليس سليمة أدت لخروج التانجو من ثمن نهائي المونديال.

اليوم تحت قيادة سكالوني هناك أسماء جديدة وواعدة يمكنها قيادة التانجو لإنجاز غائب منذ سنوات، أمثال مارتينيز (إنتر ميلان) ، بيراريا (واتفورد)، لو سيلسو (ريال بيتيس)، جيرمان (بيتزيلا) فيورنتينا، تاجليافيكو (آياكس) رينزو سارافيا (بورتو)، أعتقد أن هؤلاء اللاعبين يستحقون التواجد مع المنتخب بدل من اختيارات سامباولي العام الماضي، بوجود بالتأكيد الأسماء الكبيرة على رأسهم ليونيل ميسي، سيرجيو أجويرو، أنخيل ديماريا ونيكولا أوتامندي.

لذلك أرى أن ميسي ورفاقه أمام فرصة هذا العام لفك النحس، والرد على المشككين بالحصول على لقب كوبا أمريكا، خصوصاً ليونيل الذي يحتاج في هذا العمر والمرحلة بتحقيق لقب دولي لمنتخب بلاده.