كروس وراكيتيتش

سبورت 360 – دوري “توم وجيري”، هذا ما يحب أن يطلقه أنصار الدوري الإنجليزي والدوري الإيطالي على الليجا الإسبانية عندما يريدون السخرية، بحكم أن الصراع دائماً ينحصر بين ريال مدريد وبرشلونة، ولا يوجد فرق كبيرة أخرى في البطولة.

هناك فئة كبيرة دائماً ما تنظر إلى الدوري الإسباني على أنه أقل من الدوري الإنجليزي من حيث المنافسة والمتعة وصعوبة التتويج به، حتى أن البعض يراه أقل من الدوري الإيطالي أيضاً، وشاهدنا أصوات تعلو للدفاع عن كريستيانو رونالدو عندما انخفض معدله التهديفي مع يوفنتوس في الموسم الماضي وبداية هذا الموسم، بحجة أن الفرق الإيطالية تملك دفاعاً أصلب من نظيرتها الإسبانية.

ورغم أن الدوري الإسباني يصنف رسمياً الأقوى في القارة العجوز بحسب تصنيف “اليويفا”، والذي يتم اعتماده بناءً على نتائج الفرق في بطولتي دوري أبطال أوروبا والدوري الأوروبي، إلا أنه ليس كذلك بوجهة نظر الكثيرين، خصوصاً في منطقتنا العربية.

ولهذا السبب، سوف نستعرض في هذا التقرير 5 أدلة مهمة توضح أن الدوري الإسباني الأصعب وربما الأفضل بين جميع الدوريات الأوروبية الأخرى، بما فيها الكالتشيو والبريميرليج.

عدد الأهداف يوضح كل شيء

ابسط ما يمكن الرد به على الساخرين من الليجا الإسبانية وسهولة فوز ريال مدريد وبرشلونة بالمباريات وتسجيل أهداف غزيرة، هو أن الدوري الإسباني الأقل تسجيلاً للأهداف بين الدوريات الأوروبية الثلاثة الكبرى.

تم تسجيل 522 هدفاً في الدوري الإسباني هذا الموسم خلال 207 مباريات، بمعدل هدفين في المباراة الواحدة فقط، بينما تم تسجيل 655 هدفاً في الدوري الإنجليزي في الموسم الحالي، وذلك خلال 239 مباراة، بمعدل 2.8 هدف في المباراة الواحدة، أما الدوري الإيطالي فقد شهد 588 هدفاً خلال 205 مباريات، بمعدل 2.9 هدف في المباراة الواحدة.

الأرقام واضحة، الدوري الإسباني هو أقل بطولة تشهد تسجيل أهداف، وهذا يعني أنه الأقوى على الصعيد التكتيكي، والأصعب على الفرق الكبيرة، والأقل اتاحة للمساحات أيضاً، مما يفند المعتقدات الراسخة لدى أنصار الكالتشيو بأنه الأصلب دفاعياً.

الدوري الإنجليزي ربما الأكثر متعة، وهو الأفضل من الناحية الترويجية بلا أدنى شك، لكنه ليس الأفضل على الصعيد الرياضي رغم الأموال المهولة التي تنفقها أنديته كل عام، حتى وإن كانت الفجوة تتقلص مع الليجا مع مرور الوقت.

سمولينج

سمولينج

المنافسة في كل دوري

بعد خوض 20 مباراة كاملة، لم يهدر يوفنتوس سوى 9 نقاط فقط منذ بداية الموسم، بينما أهدر ليفربول نقطتين فقط خلال 23 مباراة في إنجاز مذهل وربما يتحول إلى قياسي، بينما أهدر برشلونة في الليجا 20 نقطة خلال 21 مباراة، أما ريال مدريد فقد أضاع 17 نقطة في 20 مباراة.

لا يبدو أن “توم وجيري” يحققان نتائج ساحقة لكي يواصل البعض الإصرار على وصفه بهذه الطريقة، والمنافسة في الليجا هي الأقوى ليس في الموسم الحالي وحسب، في المواسم السابقة أيضاً، ففي الوقت الذي يكون فيه البطل متوج في الدوري الإيطالي والإنجليزي قبل 4 أو 5 جولات على نهاية الموسم وأحياناً أكثر، نجد المنافسة تستمر حتى الرمق الأخير في الدوري الإسباني.

نتائج الفرق الأوروبية

أبسط ما يمكننا فعله، هو النظر إلى تصنيف اليويفا كما أشرنا في بداية المقال، فنتائج الفرق الإسبانية في البطولات الأوروبية خلال آخر 10 سنوات تتحدث عن نفسها، يكفي أن لقب دوري أبطال أوروبا انحصر بين ريال مدريد وبرشلونة 6 مرات، عدا عن وصول أتلتيكو مدريد للمباراة النهائية مرتين أيضاً.

ولا يختلف الأمر كثيراً بالنسبة لبطولة الدوري الأوروبي التي من المفترض أن تعكس قوة أندية الوسط في كل بطولة، حيث فازت بلقبها الفرق الإسبانية 5 مرات خلال آخر 10 سنوات، وبالتالي فإن أندية الليجا فازت بـ11 لقب أوروبي في العقد الماضي من أصل 20 لقب تنافس عليهم جميع أندية القارة العجوز، بما في ذلك أندية الكالتشيو والبريميرليج.

بيرناردو سيلفا أمام فولهام

بيرناردو سيلفا أمام فولهام

صفقات كثيرة تفشل في الدوري الإسباني

نقطة أخرى توضح حقيقة أن الليجا الأصعب بين جميع الدوريات الأخرى، وهي فشل القادمون من دوريات أخرى بتقديم نفس الأداء الذي كانوا يقدموه في السابق، نتحدث عن أسماء كبير مثل فيليب كوتينيو الذي صال وجال في البريميرليج، ثم وجد نفسه غير قادر على ترويض الكرة في إسبانيا بسبب الضغط الرهيب على حامل الكرة والمساحات المعدومة.

في الفترة الماضية، شاهدنا صفقات كبيرة تتم لمصلحة الفرق الإسبانية، لكن معظم اللاعبين لم ينجحوا، مثل جواو فيليكس، جاريث بيل، كوتينيو، توماس ليمار، نبيل فقير، وحتى الآن إدين هازارد ولوكا يوفيتش والعديد من الأسماء الأخرى.

ريال مدريد وبرشلونة الأفضل في أوروبا وليس إسبانيا

صحيح أن ريال مدريد وبرشلونة كانا يحققان نتائج مرعبة في الدوري الإسباني في السنوات الماضية قبل تراجع مستواهما في آخر موسمين، ويبعدان عن باقي فرق البطولة بفارق كبير، لكن ذلك ليس بسبب ضعف المنافسين وإنما لقوة الغريمين الكبيرة.

لسبع أو ثمن سنوات كان ريال مدريد وبرشلونة هما الأفضل في القارة العجوز، ونتائجهما في دوري أبطال أوروبا تؤكد ذلك، عدا عن امتلاكهما لاعبين يعدان ضمن الأفضل في تاريخ كرة القدم وكوكبة من النجوم الأخرى، ولذلك الأمر لم يكن مقتصراً على إسبانيا، طبعاً دون أن ننسى أتلتيكو مدريد الذي كان في وقت من الأوقات أقوى من جميع أندية الدوري الإنجليزي، ويتساوى بالقوة مع يوفنتوس.