فينيس

سبورت 360 – لا يمضى 6 أشهر حتى نشاهد موهبة جديدة أو أكثر توقع لريال مدريد، وكان النجم البرازيلي الشاب رينيير جيسوس القادم من نادي فلامينجو مقابل 30 مليون يورو آخر المنضمين للنادي، والذي سيلتحق بصفوف الكاستيا للعمل تحت قيادة راؤول جونزاليس قبل تصعيده للفريق الأول.

فلورنتينو بيريز رئيس ريال مدريد بدأ يتبع فلسفة جديدة في سوق الانتقالات، فلم يعد يركز على ضم نجوم الصف الأول، بقدر تركزيه على رصد المواهب الشابة والتعاقد معها قبل أن يتضاعف سعرها ويحتدم الصراع عليها بين الأندية الأوروبية.

منذ عام 2014، بدأ بيريز مشروعه الجديد في ريال مدريد، كانت الصفقة الكبيرة الأخيرة هي التعاقد مع خاميس رودريجيز، قبل أن يوقع النادي مع إدين هازارد في صفقة يرى الكثيرين أنها تأخرت كثيراً، بينما تضمنت معظم الصفقات الأخرى في السنوات الماضية ضم اللاعبين الشباب فقط، وتحديداً من هم أقل من 23 عاماً.

الصحف المقربة من النادي الملكي تتغنى بشكل مستمر بالفريق الشاب الذي يملكه ريال مدريد الآن، حيث ازداد عدد المواهب كثيراً، فهناك فينيسيوس جونيور، رودريجو، فيرلاند ميندي، ألفارو أودريوزولا، فيدريكو فالفيردي، إبراهيم دياز، إيدير ميليتاو، لوكا يوفيتش، عدا طبعاً عن ماركو أسينسيو الذي يعاني من إصابة خطيرة.

وخارج النادي، هناك اسماء أخرى تم إعارتها، لعل أبرزها مارتن أوديجارد وأشرف حكيمي اللذان خطفا الأضواء بفضل المستوى المميز الذي يقدمانه مع ريال سوسيداد وبوروسيا دورتموند، دون أن ننسى النجم الياباني كوبو المعار إلى مايوركا وسيرجي ريجيلون الذي يلعب لإشبيلية هذا الموسم.

ورغم الإشادة التي يحصل عليها ريال مدريد بسبب عقليته الجديدة، والآمال الكبيرة المعقلة على تطور الفريق في السنوات القادمة والتفوق بخطوة على باقي المنافسين، إلا أن هذا المشروع محفوف بالمخاطر أيضاً، وذلك يعود لسببين، سوف نستعرضهما لكم في هذا التقرير:-

جاريث بيل في تدريبات ريال مدريد

جاريث بيل في تدريبات ريال مدريد

المواهب لا تلعب في ريال مدريد

باستثناء فيدريكو فالفيردي الذي أثبت نفسه، والذي يملك مقومات تجعله يلعب أساسياً في أي فريق في العالم، لا نشعر أن الريال يستفيد من المواهب التي يملكها بالشكل المطلوب، صحيح أن فيرلاند ميندي بدأ يلعب على حساب مارسيلو، ورودريجو يأخذ فرصة ثمينة في ظل الإصابات، لكن هذا ليس كافياً.

لو أردنا حصر اللاعبين الشباب المتواجدين في الفريق الآن، سوف نذكر 8 أو 9 أسماء على الأقل، ومن يلعب منهم هم اثنان أو ثلاثة فقط، وخارج النادي هناك أسماء كثيرة لم تحصل على فرصة كافية في الماضي، وما زالت مراكزها في الفريق غير مضمونة بعد عودتها.

البعض يرى أن جلوس اللاعبين الشباب على دكة البدلاء أمر طبيعي لحين اكتسابهم الخبرة والدخول بالتشكيلة بشكل تدريجي، هذا صحيح إن كانت الفرص التي يحصلون عليها كافية، أو إن كانوا يتطورون بالفعل وليس العكس.

يمكننا ببساطة أن نلاحظ الفارق بمستوى فينيسيوس في الموسمين الماضي والحالي، عندما كان يتم الاعتماد عليه بشكل منتظم، ظهر اللاعب بمستوى رائع بغض النظر عن مسألة إهدار الفرص، بينما لم يقدم نصف الأداء المعتاد منه هذا الموسم لأنه يشارك مباراة كل شهر تقريباً.

مواهب مثل إبراهيم دياز، أودريوزولا، وفينيسيوس، لوكا يوفيتش وحتى ميليتاو لم يتم الاستفادة منها منذ بداية الموسم، والجميع يعلم أن الموهبة تحتاج للعب لكي تتطور، وبالطبع نحن لا نلوم زين الدين زيدان، لأن فعلياً لا يوجد مكان لمعظمهم في التشكيلة الأساسية، وهذا تحديداً ما يجعلنا نطرح سؤالاً مهماً، هل هم بمستوى ريال مدريد إذاً؟

حجج مثل صغر السن والافتقار للخبرة لا أراها كافية، فلماذا لم ينطبق هذا على فالفيردي مثلاً الذي لا يوجد أحد يعترض على مشاركته أساسياً؟ وجميعنا يعلم أن النجوم الكبار في الوقت الحالي بدأوا مسيرتهم بشكل قوي مع فرقهم في مثل سن مواهب ريال مدريد الآن، يكفي كيليان مبابي الذي قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم ولم يكن قد بلغ عامه 20 بعد.

لا أقلل من نجوم المستقبل في ريال مدريد، ولا انتقد زيدان أيضاً، وإنما أريد تسليط الضوء على نقطة مهمة وهي أن النادي أصبح يبالغ بهذا الأمر، ويتعاقد مع الكثير من اللاعبين الذين لا يحتاجهم الآن، ويكون مصيرهم بالنهاية إما البيع بعد سلسلة من الإعارات، أو الجلوس على الدكة لمواسم عديدة، ليجد نفسه اللاعب قد بلغ 26 أو 27 عاماً وما زال لم يحقق شيء على الصعيد الفردي، ولنا بإيسكو أكبر مثال.

أودريوزولا

أودريوزولا

النقطة الثانية والأهم .. تركيز ريال مدريد على البرازيليين

لا شك أن اللاعبين البرازيليين هم الأمهر في العالم، ولو أردنا إعداد قائمة عن أفضل 100 لاعب في تاريخ كرة القدم مثلاً، سنجد أن هناك 20 اسماً من بلاد السامبا على الأٌقل، وبالتالي من الطبيعي أن يتم رصد المواهب الصاعدة بشكل مستمر في الدوري البرازيلي.

لكن في الوقت ذاته، هناك شبه اتفاق أن اللاعبين البرازيليين لديهم الكثير من المشاكل داخل الملعب وخارجه، معظمهم يفتقر لأساسيات اللاعب المحترف، والبعض الآخر منهم ضعيف على الجانب التكتيكي، لذلك ترى الأندية تضم لاعب أو اثنين من البرازيل فقط.

ريال مدريد تحمّل طيلة السنوات الماضية ضعف مارسيلو تكتيكياً ودفاعياً للاستفادة من مهاراته وقدراته الهجومية الكبيرة، وتغاضى عن مشاكل رونالدو مع السهر والإصابات لأنه يعرف قيمته الكبيرة داخل الملعب، ولم يكترث كثيراً بتصرفات روبينيو الصبيانية، لأنه كان يحتاجه في ذلك الوقت، لكن لاحظ أننا نتحدث عن لاعبين في حقبات مختلفة، ولم يجتمعوا معاً سوى لموسم أو اثنين.

تشكيلة ريال مدريد دائماً ما كانت حاضرة بلاعبين أو ثلاثة على الأكثر من الجنسية البرازيلية، لكن ما يحدث الآن تجاوز كل الحدود، فهناك 6 لاعبين في الفريق، نتحدث عن مارسيلو، كاسيميرو، ميليتاو، رودريجو، فينيسيوس وأخيراً رينيير الذي سيتم تصعيده عاجلاً أم آجلا، وهذا أمر يدعو للقلق مستقبلاً.

على مدار العامين الماضيين، تم انتداب 4 مواهب من البرازيل، وكل يوم نسمع أخبار عن اهتمام النادي بلاعب برازيلي جديد، وهي سياسية غير مفهومة من النادي، فهناك العديد من المواهب الصاعدة في بلدان أخرى، وبالأخص في القارة العجوز، لأن اللاعب الأوروبي إن امتلك الموهبة تكون فرصه أكبر أن يصبح لاعباً محترفاً بسبب العوامل الاجتماعية والثقافية وحتى المادية التي تأسس عليها.

تشعر أن ريال مدريد ما زال نادماً على ضياع نيمار من يديه، ومهووساً بصناعة مشروع لاعب مثله، رغم أنه لو أمعن النظر قليلاً سيجد أن اللاعب افتعل مشاكل للأندية التي لعب بها أكثر من الفوائد التي جناها حتى هذه اللحظة، بغض النظر عن قيمته الفنية والترويجية.

كلمات مفتاحية