سبورت 360 – المدينة الفاضلة هي أحد أشهر القضايا التي أثيرت في العصور القديمة عبر الفيلسوف “أفلاطون”، ومنذ ذلك الحين أتخذت رمزاً للكمال ووصف كل ما عجز الإنسان في تحقيقه، مدينة يعمها السلام وفقاً لقواعد راقية وبإسلوب حضاري، ويبقى العامل الأهم بكل تأكيد في مثاليتها هو التعامل بين الأفراد بدون أي سلوكيات خارجة عن النص.

ولننهي حديثنا عن المدينة الفاضلة التي لم نسمع عنها سوى في الروايات أو الحكم القديمة فقط، ونضع أقدامنا على أرض الواقع الذي نعيشه بالفعل، ولنتحدث وفقاً لما يحدث في عالمنا الحقيقي بدون إدعاء أي مثالية زائفة.

طرد فيدي فالفيردي لاعب ريال مدريد أمام أتلتيكو مدريد

اشتعلت مواقع التواصل الاجتماعي في الساعات القليلة القادمة، ووجهت أصابع الإتهام نحو الأوروجوياني فيدي فالفيردي، لاعب وسط نادي ريال مدريد، عقب مباراة فريقه أمام أتلتيكو مدريد في المباراة النهائية من بطولة السوبر الإسباني، والتي أقيمت بشكلها الجديد للمرة الأولى في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية.

وفي الدقائق الأخيرة من الشوط الإضافي الثاني، تدخل فيدي فالفيردي بقوة وأعاق مهاجم الروخيبلانكوس ألفارو موراتا المنفرد بالمرمى، ومنعه من تسجيل هدف شبه مؤكد.

فالفيردي منع فريقه من استقبال هدف من الصعب تعويضه في نهاية المباراة، وضحى بنفسه من أجل نجاح المجموعة ككل، وبالفعل فشل أتلتيكو في التسجيل وانتهت المباراة بالتعادل السلبي، قبل أن يحسم ريال مدريد المباراة لصالحه بضربات الجزاء.

بكل تأكيد تلقى فالفيردي إشادة كبيرة من جانب جماهير ريال مدريد، لكنه تلقى هجوماً نارياً من مشجعي الأندية الأخرى، وتم الحديث عن الروح الرياضية وما شابه ذلك.

وبحديثنا عن الروح الرياضية، فالفيردي لم يتعمد إيذاء موراتا بضربة قد تعرضه لإصابة خطيرة، هو فقط قام بمنعه بطريقة أو بأخرى من التسجيل، مع علمه التام بالقانون وحصوله على عقوبة إدارية بطرده من المباراة.

مثل هذه الأخطاء تحدث بشكل مستمر في جميع مباريات كرة القدم، بعض المدربين تعطي تعليمات صريحة للاعبيها بالقيام بـ “المخالفة التكتيكية”، والحصول على العقوبة الإدارية سواء بطاقة صفراء أو حمراء، وهو مسموح به وفقاً لقوانين كرة القدم.

زيدان وفالفيردي وسيميوني

وبالعودة بالزمن إلى الوراء قليلاً، سنجد العديد من الحالات المتشابهة، لكننا سنختار حالتين فقط، تخص ريال مدريد، الأولى عندما قام سيرجيو راموس بمخالفة مماثلة لكن في وسط الملعب أمام نفس الخصم أتلتيكو مدريد بنهائي دوري أبطال أوروبا 2016، منع كاراسكو من الاقتراب أكثر لمرمى كيلور نافاس، وحصل على مخالفة إدارية انتهت بفوز فريقه بالمباراة والتتويج باللقب. أما الواقعة الثانية عندما ترك مارسيلو لاعب برشلونة سيرجي روبيرتو من الركض بالكرة مساحة كبيرة دون أي تدخل، وهو ما تسبب في استقبال مرمى ريال مدريد لهدف قاتل عن طريق ليونيل ميسي.

بعد نهاية مباراة السوبر أقر زيدان وفالفيردي بالخطأ وقاما بتوجيه الإعتذار لموراتا، سيميوني المدير الفني للخصم قال له أن أي شخص كان ليفعل نفس الشيء. وهو الوصف الأدق لهذه الحالة، فالفيردي أخطأ ودفع ضريبة خطأه بعد تلقيه بطاقة حمراء منعته من استكمال المباراة والغياب عن المباراة التالية لفريقه.

وبحديثنا عن الروح الرياضية، وانتقاد فالفيردي على هذا الخطأ، نحن لا نعيش في المدينة الفاضلة التي تتسم بالمثالية في تصرفاتنا، الجميع يخطأ، ما قام به فالفيردي هو خطأ مشروع ارتدى به في النهاية ثوب البطولة. ومن جهة أخرى كان سيتم انتقاده أيضاً لو لم يفعل هذا وسجل موراتا هدفاً منع ريال مدريد من الصعود لمنصات التتويج.